أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي بن يونس بن حديد - كيف نستقبل العام الجديد؟














المزيد.....

كيف نستقبل العام الجديد؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل نحن مقتنعون فعلا أن العالم قد تغير، نعم لقد تغيّر ولكنه التغير نحو الأسوأ، فنحن مع حلول عام جديد والعالم يموج بتحوّلاته الكبرى على جميع المستويات، ولأن الأخلاق هي قوام الأمم، فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا، بدأنا نعيش حالة من الهيستيريا صعبة الهضم، الهيستيريا التي تجعلنا نحيا باضطراب وتوتر على الدوام، لا خبر مفرح على شاشات التلفاز ولا تفاؤل بشأن مستقبل يبدو غامضا للأجيال، كأن الدهر قد غيّر شكله ولونه كالحرباء ينتظر إشارة الفناء، والناس في غفلة من أمرهم، لم يعد يحزنهم الفزع الأكبر لأنهم قد ألفوا مشاهدته كل يوم.
قبل سنوات كنا نعد القضية الفلسطينية القضية الأم على مستوى الدول العربية شبه الآمنة واليوم وبعد ما سمّي بالربيع العربي الذي أتي علينا برياحه العاتية والقاسية وكأنها رياح عاد، ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم، صار ما يعرف عندنا بتغيّر المناخ والمزاج معا، ظهرت أشواك لا ندري من زرعها ولأنها تثير الشكوك فقد عمد أبناؤنا إلى تحدي الألم بألم أكبر منه وأكثر إزعاجا، انبهر الشباب بما حدث في تونس من ربيع عربي شكّل نموذجا من الحرية والديمقراطية، ونزع ثياب الاستبداد والظلم والقهر، ولكن سرعان ما كشف القناع ليظهر الوجه الحقيقي من وراء حكاية ألف ليلة وليلة، وظهر شهريار العرب شاهرا سيفه في وجه كل من يتحداه ليعمّق الجراح ويبحث عن شهرزاد في كل مكان، ربطهما حبّ قسري لإنجاب أبناء شداد غلاظ لا يعصون أوامر البغدادي بعد أن كانت أوامر بن لادن أخف وطئا، ولأن البغدادي صديق حميم رغم العداوة التي يبديها، حافظت أمريكا عليه ولم تفعل به مثل ما فعلت بعدوّها الأول في العالم أسامة بن لادن رغم أنه أخطر لأنه يذبح العرب والمسلمين بدعوى تطهير البلاد الإسلامية من المنافقين.
هذه الموجة الشرسة أطلعتنا على حقيقة دامية وهي أن أمريكا دولة المصالح ولا يهمّها الإنسان في المقام الأول بل تهمّها مصلحتها حتى لو مات الشعب العربي كله رغم ما تدّعيه أمام العالم أنها راعية حقوق الإنسان، وتدافع عن الحقوقيين ليس من باب الدفاع عنهم بل بدافع إثارة الاضطراب وزلزلة الدول الأخرى التي لا تراعي حقوق من تدافع عنهم، فأمريكا ليست دولة مثالية، إنها دولة مصلحيّة تبحث عن نفسها في البلاد الأخرى، تدوس على كل القيم والأعراف والعادات والتقاليد من أجل أن تتبنّى نظريّة واحدة، ومن أجل أن تقول للعالم أجمع أنّها الدولة الراعية للإرهاب.
فالذي يجري في فلسطين دليل قويّ وبرهان جليّ على بشاعة انتهاك حقوق الإنسان، فهي لم تدافع عن حقوق الفلسطينيين ولو مرّة واحدة بل كانت تقف حجرة عثرة في وجه كل محاولة لإدانة إسرائيل ولو بالقول، مستخدمة الفيتو الذي لا شرعيّة قانونية له أمام الزحف العالمي نحو منح الفلسطينيين حقوقهم، هي الدولة الوحيدة التي تستعمل الفيتو ضد أي قرار أممي لإدانة مرتكبي الجرائم في إسرائيل بل إنّ فعلها ذاك يمنح الصهاينة لارتكاب أبشع الجرائم في حق شعب أعزل يريد الحياة فقط لاشيء غير ذلك، كيف تسمح إسرائيل لنفسها وتجيز أن تقتل رجلا أو امرأة أو طفلا أو شابا أو طالبة بمجرد أن يشك فيه أو فيها جندي أنه سيطعنه فيوجه إليه أو إليها رشاشه ليشبعه أو يشبعها رصاصا في كل أنحاء جسمه أو جسمها، وأين أمريكا من كل هذا هل عمت أو أصابها العمه على بشاعة قتل وحرق الإنسان أمام مرأى العالم في بورما وفي الصين وفي بلدان عدة، لأن المسلمين يذبحون فلا بأس، ولأن العرب يتقاتلون فلا بأس.
فالعرب عموما لم يفقهوا طعم الديمقراطية والحضارة الإنسانية وإلا لما تقاتلوا لأسباب تافهة، لم يستمعوا لصوت الحكمة والعقل، لأن الحرب في النهاية مدمّرة لكل الأطراف، وخسارة في كل الجوانب، ومفزعة آثارُها على المديين القريب والبعيد، ولذلك جاءت دعوة الإسلام المسلمين إلى السّلم بدل الحرب وتصوير المسلمين وكأنها يلهثون وراءها ويرغبون في إذلال الآخر، ألم يقرؤوا قوله تعالى: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها"؟ ألم يتدبروا قوله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا ادخلو في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان، إنه لكم عدو مبين"؟ ألم يفقهوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".
حرام على المسلم أن يعتدي على مسلم مهما كان السبب ومهما كانت المؤثّرات، إنها خطوات الشيطان اللعينة، هي التي أدت بنا إلى ما نحن فيه من ويلات الحروب والدمار أفظع من الظلم والقهر والاستبداد، وإن كان كلاهما مرّ، غير أن الأخفّ ضررا يمكن أن يتعايش معه الناس بسلام، إذا كانت المصادمة ستجلب الضُّرّ لأكبر عدد ممكن من الناس بكافة أطيافهم، فهلا أدرك المسلمون ذلك وتصرفوا بحكمة.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الإسلام على الظلم
- تحالف إسلامي فاشل
- المرأة التي كرمها الإسلام
- أيها الداعشي ابتعد عن تونس
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا
- للكتابة مذاق خاص
- ماذا تنتظرون أيها العرب؟
- اتقوا الله يا مرتزقة إسرائيل!
- الإسلاميون والانتخابات
- الرسول يحب النساء
- أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي بن يونس بن حديد - كيف نستقبل العام الجديد؟