|
اسئلة لظاهرة اسمها قناة الجزيرة
نبيل جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 04:26
المحور:
الصحافة والاعلام
تبقى قناة الجزيرة ظاهرة اعلامية تستحق الاهتمام بالدراسة والمتابعة ذلك انها القت حجرا في مياه الاعلام العربي الراكد ولم تكتف بذلك بل في احيان كثيرة لوثت المياه التي القت فيها تلك الاحجار وما زالت الجزيرة تثير الكثير من الاسئلة ولا سيما لجهة التمويل رغم ان فرسان الجزيرة يعتبرون ان اثارة الزوابع والتسبب في المشاكل هو اساس النجاح ويتهمون من يقف بوجهها غبي سيء الحظ لان الجزيرة ستفتح عليه النار وتنبش تاريخ اجداده حتى الجد السابع ويتهم الجزراويون ( ليس نسبة لطه الجزراوي رغم تاريخ العلاقات المشبوه مع نظام صدام حسين) الذين يخالفون نهج الجزيرة انهم ( متخلفون ومتحجرون) لم يتعودا على الطروحات والمعالجات عالية المهنية واذا ما اتفقنا ان اولى ابجديات الاعلام وهو ان اية وسيلة اعلامية تعبر بالضرورة عن راس المال الذي اخرجها الى النور ومنحها الديمومة فهل ينطبق هذا الامر على الجزيرة ؟ وهل تعبر القناة عن وجهة نظر وزير الخارجية القطري ؟ ام ان توجهات العاملين في القناة ( الاخوان المسلمون) قد سرقت الهدف الذي اطلقت القناة من اجله؟ واذا كانت الجزيرة كعبة الاعلام العربي المهني الموضوعي الدقيق القومجي العروبي الليبرالي ... الخ الخ الخ فهل يمكن ان يقول لنا احد فرسان الجزيرة لماذا تتعامل هذ القناة بمعايير مزدوجة في ما يخص الملفات المطروحة بين دولة عربية واخرى؟ وهل يستطيع ان ينكر القائمون على الجزيرة انها اداة التمدد القطري وسلاحها الذي تصفي به حساباتها مع دول الجوار العربي (الشقيق) ولا سيما السعودية؟ ولماذا عندما تتعرض القناة للتهديد بأغلاق مكاتبها من الكويت ومرورا بالقاهرة تعود وتتملق وتكف عن فتح الملفات المزعجة لهذا النظام او ذاك؟ ثم ما الذي يجعل الجزيرة تشن حملة شعواء وتؤلب القبائل العربية ضد الشخصيات والعواصم التي تضبط متلبسة بالاتصال مع اسرائيل ولا تشير مجرد اشارة للملفات الخاصة بقطر- اسرائيل ولا زيارات المسؤولين الاسرائيليين الى دولة قطر ولا اية اشارة الى علاقات الدولة القطرية او وزير الخارجية القطري او الشيخة الاولى(على وزن السيدة الاولى) القطرية وعلاقاتها الحميمية السياسية طبعا بالمسؤوليين الاسرائيليين ؟ وما الذي يجعل الجزيرة تشن حملة شعواء ضد العراق وشيعته ولا تكف عن اتهامهم بشكل مباشر وغير مباشر بالعمالة لقوات الاحتلال الاميركية لوجودهم على ارض العراق (اكبر قاعدة اميركية هي قاعدة السيلية القطرية) ؟ ولماذا يتهم هؤلاء الذين احتكموا لصناديق الاقتراع بالعمالة وعدم شرعية حكومتهم رغم مباركتها من اكثر من ثمانية ملايين عراقي؟ في حين تجتهد الجزيرة او على الاقل تتغاضى عن تجميل مومياء متحنط وتبارك نسبة الـ(85%) التي حصل عليها كالعادة في وقت غياب مؤسسات المجتمع المدني التي تراقب الانخابات والامساك بالسلطة من قبل الحزب الحاكم وتغييب المعارضة المصرية وتشويه صورتها ورموزها؟ قبل يومين بثت الجزيرة تقريرا عن العيد في العراق وكان العمود الفقري للتقرير ان عيد السنة صادف يوم الخميس في حين ان عيد الشيعة سيكون يوم الجمعة ولم يكن في التقرير ما يستحق من معلومة او رأي يستحق ان يجد طريقه الى نشرة الاخبار في حين تناولت العربية فكرة العيد في العراق من خلال علاقتها بالوضع الامني ومستوى دخل الفرد – لنلمس الفرق- فهل تستحق معلومة الجزيرة بفجاجتها وتناولها كما تم بثها ان تأخذ طريقها للشاشة المهنية الموضوعية الدقيقة الصادقة النزيهة الخ الخ الخ ؟ واذا كان عيد السنة يصادف يوم الخميس وعيد الشيعة يصادف يوم الجمعة فهل هذه ظاهرة واختراع ينفرد بها العراق دونا عن باقي دول العالم العربي؟ وهل يتفرد العراق بوجود سنة الى جنب الشيعة على ارضه ؟ الا تحمل جميع الدول العربية هذا التنوع الذي يصادف احيانا حد التناقض وخنق الاقليات فلماذا لا تسلط الجزيرة وفرسانها الضوء على هذه التناقضات بدل الضرب على الوتر الطائفي العراقي؟ لماذا تغيب الجزيرة ملفات مثل ..... 1- العلاقات الاسرائيلية القطرية 2- الوجود الاميركي في قطر 3- انتهاكات حقوق الانسان في السعودية 4- المشاكل الحدودية القطرية السعودية 5- المشاكل الحدودية الخليجية الخليجية ( لغير العارف هناك مشاكل حدودية بين اغلب دول الخليج العربي) 6- الوضع في سوريا من خنق للحريات والتدخل في شؤون العراق ولبنان سلبا الى اضطهاد الاكراد وخنق الحريات السياسية ؟ 7- المشاكل الحقيقية للاقباط في مصر وعشرات القضايا التي تبتعد الجزيرة عن تناولها اما لاعتبارات ان بعض العاملين والمتحكمين في القناة من هذه الدول او لاعتبارت الخوف من اغلاق مكاتبها وحرمانها من مصادر جيدة للاخبارذلك كله ليس مطروحا للنقاش ولكن المطروح ( كما فعلت الجزيرة ) هو ان المعترضين على محاكمة صدام يقفون امام منارة ابو حنيفة والساعين لاعدامه يقف وراءهم مزار موسى الكاظم في اشارة وقصد خبيثين لقد لعبت الجزيرة في العراق وما زالت دورا سيئا للغاية وشن مقدم برنامج الاتجاه المعاكس حملة شعواء لهذا الغرض كان الهدف منها الانتقام من الخبة السياسية التي قالت انه كان يتلقى رشاوى من النظام البائد فلم يترك الفيصل برنامجا من برامجه الا وخصصه للنيل من كاشفيه كيف لا وهو نفسه الذي جاد علينا اخيرا بمقالة ينصح فيه النخبة السياسية السورية باتباع اساليب الرشى ودفع الاموال لوسائل الاعلام لتلميع صورة النظام لنتصور؟! بدل ان ينصح بالتغيير او الاصلاح السياسي يوصي القاسم باتباع اساليب لها علاقة بشركات التجميل وصناعة الاقنتعة وشراء وسائل الاعلام وافساد الذمم وتبقى الجزيرة مع ذلك ظاهرة في جميع تفاصيلها حتى تلك التي لها علاقة باتهام العاملين فيها بالتورط مع التنظيمات الارهابية اذا لم يحصل سابقا ان اتهم صحافيون بالقدر الذي اتهم فيه صحافيون في الجزيرة بالتورط او الاتهام بالانظمام الى القاعدة وهذا فتح جديد للجزيرة وميزة متفردة اخرى ... الم اقل ان الجزيرة ظاهرة تستحق الدراسة؟
#نبيل_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|