المؤرخ الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني ومنهجه في كتابة التاريخ

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 00:23
المحور: سيرة ذاتية
    

المؤرخ الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني ومنهجه في كتابة التاريخ
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني ، من المؤرخين العراقيين المتميزين . وهو من مجايللي أي انه من مواليد مابعد الحرب العالمية الثاني ، وهو من الجيل الثاني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة . كتب رسالته للماجستير بعنوان :" العلاقات العراقية –السعودية 1920-1931 :دراسة في العلاقات السياسية " وقدمها الى مجلس كلية الاداب بجامعة بغداد سنة 1972 ، وهو من اوائل الطلبة الذين قبلوا في الدراسات العليا –اختصاص التاريخ الحديث مع الاستاذ الدكتور محمد مظفر الادهمي الذي كتب رسالته عن "المجلس التأسيسي العراق " وهو أول طالب تخرج في الدراسات العليا –التاريخ الحديث 1972 .
الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني من مواليد سنة 1946 في بغداد . وقد اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيها ، ودخل كلية التربية بجامعة بغداد –قسم التاريخ ، وحصل على شهادة البكالوريوس سنة 1967 ، وعمل بعد تخرجه مدرسا في المدارس الثانوية قبل ان ينقل خدماته من وزارة التربية الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 1974 ، ويعين في قسم التاريخ بكلية الاداب –جامعة بغداد ، وقد نال مرتبة الاستاذية في الثامن من تشرين الثاني سنة 1994 .
رشح لاكمال دراسته في خارج العراق ، وتخصص في الكتابة عن حركات التحرر الافريقية ، وكان يحب هذا الموضوع وحرص على ان يكون موضوعه في الدراسات العليا لذلك سافر الى المملكة المتحدة ودخل جامعة إكستر ونال شهادة الدكتوراه عن اطروحته الموسومة :" الحركة الوطنية في كينيا في خمسينات القرن العشرين وحركة الماو ماو " .
كتب عنه تلميذه الاستاذ الدكتور محمد كامل الربيعي مقالا بعنوان :" الدكتور صادق حسن السوداني كما عرفته " فقال :" إسمٌ لامع لا يمكن لأي طالب أو طالبة تخرج أو تخرجت في السنوات الأخيرة من القرن المنصرم من كلية الآداب – جامعة بغداد إلا ويعرفه حق المعرفة، لا بل ليس طالبا في هذه الكلية العريقة إذا لم يعرف هذا الإنسان الأكاديمي المتميز في اختصاصه" . واضاف يقول :" عرف عن الدكتور السوداني علميته وجديته وصرامته في التدريس، فهو يحاول أن يرتقي بطلبته إلى أرقى المستويات، ومجرد ذكره بأنه سيقوم بتدريس المادة الفلانية كفيل بدفع الطلبة للبحث عن أمهات الكتب، ومحاولة اقتناء المصادر المختلفة، ومعرفة المصطلحات الأجنبية ومرادفاتها العربية لأنه لا يجامل في تدريسه ولا ينجح عنده إلا من يستحق النجاح بجدارة واستحقاق ولا يشفع للطالب نسبه ولقبه المعين أو انتماؤه الطائفي أو العشائري أو قربه من مسؤول وما إلى ذلك من تأثيرات...وقد تميز الدكتور صادق السوداني بمناقشاته العلمية الجادة أثناء مشاركته في لجان مناقشات طلبة الماجستير والدكتوراه، فما أن تحضر لجنة من هذه اللجان حتى تشاهد الدكتور السوداني يناقش الطالب من "كل قلبه" فلا يترك شاردة أو واردة إلا وتطرق إليها ويطلب من الطالب الأخذ بملاحظاته لأنها تعزز رسالته واطروحته وتزيدها رصانة ولا يخشى في قول الحق لومة لائم " .
كما كتب عنه تلميذه الاستاذ الدكتور طالب محيبس حسن الوائلي وقال ان من أبرز انجازاته اقتحامه لميدان التاريخ الاوربي والاميركي بسبب تمكنه من اللغة الانكليزية ، وتشجيعه عددا من الطلبة لولوج هذا الميدان والكتابة عن صانعي السياسة البريطانية في العراق وبريطانيا نفسها وقال انه كان صارما في محاضراته مع الابقاء على الود والابوية وكان الطلبة يرونه قامة علمية يفخرون بتتلمذهم عليها وكانوا يحرصون على حضور محاضراته و مناقشاته للرسائل والاطاريح
قدم الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني الى المكتبة التاريخية الكثير ففضلا عن رسالته للماجستير التي طبعت في كتاب نشرته "دار الجاحظ " ببغداد سنة 1975 فإن له كتبا اخرى منها :
1. العراق والصراع الحجازي النجدي :صفحات من تاريخ الحجاز والجزيرة العربية المعاصر (بغداد ، 1980 )
2. لمحات موجزة من تاريخ نضال الشعب العراقي ، نشرته دار الشؤون الثقافية ببغداد ضمن الموسوعة الصغيرة سنة 1979
3. النشاط الصهيوني في العراق 1914-1952 ، ونشرته دار الرشيد ببغداد سنة 1980 واعيد طبعه مرة اخرى
4. يهود الولايات المتحدة الاميركية :دراسة تاريخية –سياسية 2011
من بحوثه التي نشرها :
1. جماعة الاخوان :جيش ابن سعود النظامي ، مجلة الخليج العربي ، اعدد 1 ، 1978
2. السلطان سنجر السلجوقي ، مجلة الكتاب ، العدد 7 ، تموز 1974
3. العلاقات الخارجية للخلافة العباسية في عهد الخليفة الناصر ، مجلة المورد ، المجلد 2 ، العدد 4 ، 1973
4. المخطوطات التاريخية في مكتبة الدراسات العليا بكلية الاداب –جامعة بغداد ،مجلة المورد ، المجلد 7 ،العدد 2 ، 1978
5. الوظائف الادارية في دولة الناصر لدين الله العباسي ، مجلة المورد ، المجلد 3 ، العدد 2 ، 1974
عرفتُ الاخ والزميل والصديق الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني منذ سنة 1972 وعملت معه في عدد من المشاريع العلمية لعل ابرزها اشتراكي معه ومع الاستاذ الدكتور محمد مظفر الادهمي في تأليف كتاب :" التاريخ الحديث والمعاصر للوطن العربي " سنة 1980 ، والذي كان مقررا لطلبة الصف السادس الاعدادي الادبي في مدارس جمهورية العراق وطبع منذ سنة 1980 وحتى 2015 مرات كثيرة . وقد وجدته انسانا نبيلا ، وصديقا وفيا ، وعالما فذا ، واكاديميا متمكنا .كانت الابتسامة لاتفارق شفتيه ، وكان يتمتع بالجدية والحزم ممزوجة بالطيبة والصراحة وكان الجميع من طلبة واساتذة يحبونه ويلتفون حوله .
وفي ما يتعلق بمنهجه في كتابة التاريخ فهو المنهج العلمي التاريخي نفسه الذي التزمت به المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة الذي كرسه مؤرخو الجيل الاول من المؤرخين العراقيين المعاصرين وفي مقدمتهم الاستاذ الدكتور زكي صالح والاستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري والاستاذ الدكتور صالح احمد العلي والاستاذ الدكتور فاضل حسين والاستاذ الدكتور جعفر حسين خصباك والاستاذ الدكتور عبد القادر احمد اليوسف والاستاذ الدكتور فيصل السامر .
ومما كان يؤكده الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني ضرورة تعلم اللغة الانكليزية ، والتمكن منها ، والعودة الى الوثائق ، واعتماد المصادر الرئيسية ، واتباع التحليل وتقليب الروايات ومقارنتها بعضها بالبعض الاخر قبل البدء بالكتابة .
أشرف الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني ، وناقش العديد من طلبة الدراسات العليا ، وربى اجيالا من المؤرخين ، وكتب كما كبيرا من المقالات والدراسات ، وكان له حضور في فعاليات جمعية المؤرخين والاثاريين العراقيين ، وفي نقابة المعلمين –القطاع الجامعي ، وفي اتحاد المؤرخين العرب وفي بيت الحكمة ومؤسسات علمية واكاديمية كثيرة درس وحاضر فيها . كما أسهم في ندوات ومؤتمرات علمية كثيرة داخل لعراق وخارجه وهو يحمل " وسام المؤرخ العربي" تقديرا لاسهاماته في خدمة التاريخ العربي وقد كرم من عدة جهات في مناسبات مختلفة .وهو اليوم يواصل مسيرته أمد الله بعمره ومتعه بالعافية وزاده تألقا وابداعا .

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات