وطنيات

عمار عرب

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 10:34
المحور: حقوق الانسان
    

وطنيات :
كما أن البيت بسكانه يموت برحيلهم كما قال درويش مرة فكذلك هو الوطن بأهله يفنى ويزول ويتقسم ويتفتت ويحزن و ينتحب ويموت برحيلهم ..
فكيف يأمل من يهجرهم من الطغاة ببناء وطن وهو يهجر ويقتل أهله فقط من أجل أن يبقى إلها وطاغية أوحد .. و يحتفل مع كلابه بنصر دونكيشوتي وهمي على طواحين الهواء ...
فهل ينتصر من يخوض حربا على شعبه حتى ولو قتلهم وهجرهم جميعا ?
ومن قال أن الوطن حدود وكيان سياسي ?...
الوطن هو المواطن ..
فالمواطن هو الأصل و الوطن هو الفرع ..
و بالتالي فسوريا كثقافة واستمرار وتفاعل حضاري تتواجد وتمتد وتستمر حيث يوجد سوريون أينما كانوا ..
و فلسطين التي سرقت منذ 65 عاما و غيرت ملامحها و زور تاريخها لا تزال موجودة في كل بلاد العالم حيثما اجتمع فلسطينيان على الأقل ..في كلامهم و تطلعاتهم و ثقافتهم و ممارساتهم و اهتماماتهم واهدافهم كوشم رسمه القدر على قلوبهم ..
كل إنسان يحمل في عقله و جوارحه نكهة و ثقافة المكان الذي نشأ فيه ويحمله معه حيث يحل ويرتحل ..
يختلط بإيجابية وعالمية وثقة حضارية بالنفس مع الآخر .. ويعكس مباشرة كل تفاعل إيجابي بحرا من الأفكار أولها حيث يقيم وآخرها يصب في وطنه ..
فالغربة لم تغير من عاداتي في شرب القهوة العربية و الاستمتاع بصوت الملاك فيروز صباحا .. و لم تجعلني يوما أعبر عن أفكاري ومشاعري في كتاباتي ومقالاتي بغير لغتي الأم ...و لا في الإستمتاع بقراءة الشعر العربي .. دون أن أنسى تطعيم ثقافتي الأم بكل ماهو جميل من الثقافات المحيطة فلا شيء مخجل في أن تكون عالميا بنكهة شرق أوسطية ...
ولذلك من قال بأن الوطن لايمكن أن يكون حقيبة سفر ?
أليست الفكرة أقوى من الواقع ?
و الأمل أقوى من اليأس ?
والضوء أقوى من الظلام ?
أما من يملك الكيان السياسي و لا يملك( الوطن ) فقد خسر كل شيء من حيث يظن انه ذكي و ربح كل شيء ..
ويقال إن أبعد نقطتين في الكون هما بين إنسان ذكي وبين إنسان يظن بأنه ذكي ..

د. عمارعرب 26.12.2015

#عمار_عرب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات