عبدالحميد سرحان عبده
الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 19:28
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
منطقة المغرب العربي والتي تتمثل في عدة دول هي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وتجمع بينهما عوامل معنوية ومادية ، وهناك روابط مشتركة بينهما في الجنس والتاريخ والجغرافيا واللغة والدين ، هذا الأمر كفيل بتكوين وحدة بينهما وحدة الشعوب بينهما في إطار كتلة واحدة يمكنها أن تؤدي إلي التكامل لبناء اتحاد دولي يسوده التوافق السياسي وربما تكامل اقتصادي ، وكذلك تحقيق الأمن الاجتماعي ، فقد اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة ضمن استراتيجيتها وهي السعي للمراقبة والسيطرة علي ما يجري في العالم ، لذلك فمنطقة المغرب العربي بالنسبة للولايات المتحدة تعتبر قاطرة المرور لقواتها إلي الشرق الأوسط ، فهي عمق استراتيجي لدفاعات الحلف الأطلسي ، ومنطقة الثروات البترولية.
ففرنسا تهتم بمنطقة المغرب العربي كونها موقعاً استراتيجياً هاماً ومتميزاً ، فهي جسراً بين أوروبا وشمال إفريقيا ، هذا بالإضافة إلي كونها منطقة توازنات دولية ، فهي منطقة ذات بعد جيواستراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة والدول الإقليمية وكذلك الاتحاد الأوروبي ، ومن منطلق المصالح الاقتصادية والتجمعات الإقليمية ، فقد ساندت فرنسا المشروع المغاربي ، وذلك من أجل احتكار الأسواق المغاربية ، والذي بدوره يؤدي إلي السيطرة علي السوق الإفريقية ، هذا الأمر علي حساب الولايات المتحدة الأمريكية ، ففرنسا تُعد الشريك التجاري الأول مع كل دول المغرب العربي، وكذلك المستورد الرئيسي لكل منتجاتها البترولية . عقدت فرنسا مع دول المغرب العربي الاتفاقيات التجارية والأمنية والسياسية وكذلك الثقافية، كل هذا من أجل المصالح الفرنسية المستقبلية مع دول المغرب العربي.
هذا الأمر الذي جعل التنافس في قمة ذروته بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، مما حذي بفرنسا بمراجعة أولوياتها التي تحكم العلاقات الفرنسية بدول المغرب العربي، لكي تصبح أكثر شراكةً بدول المغرب العربي.
#عبدالحميد_سرحان_عبده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟