|
من الرأس الى ذيل السمكة
عبدالجليل الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 17:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقال انه البهلول والبعض ينسبها الى آخر ولربما هو رجل مثلي ومثلك قالها في لحظة مخاض والفها ولم يدعيها حيث مررها في حالة من حالات الاسى على مجتمع لم يعد دولة انما هو نظام الفوضى او فوضى النظام .. وهي في الواقع ليست سوى نكته شعبيه عابرة .. لعلهم مجموعة من السكارى المعذبين في احدى الحانات القذرة او شلة حمالين متعبين يائسين او عمال في مسطر على شارع عار من الامل تموت في ناصيته الاحلام او لعل من الفها قد راى ما رأى بين ظهرانيه ممن دب به العطب وامتهن الحيل .. والفقراء الذين يقتلهم ياس الفراغ يهذبون ويطورون النكات والاقوال والاحداث ويخرجونها بصيغ لا يملك المرء الا ان يرى فيها كمال المعنى والصورة والغاية والهدف فينسبها الى مشاهير سواء كانوا اسطورة ام ان لهم في الواقع اسم معلوم دال على الظرافة او الحكمة .. سمعتها حين كنت صبيا وبعد ما صرت رجلا الا انني لم اكن اؤمن بمدى صلتها بالحكمة بقدر ظرافتها .. حتى عشتها واقعا في بلاد العجائب والغرائب .. بلد يبنى به الهرم بالمقلوب ولكان الانسان يولد به شيخا حكيما وحين يمضى به الزمن اقصاه يصبح طفلا رضيعا وانه يولد قائدا فيكبر بالخبرة ليصير مقودا .. وان اللصوصية فيه شرف والشرف فيه عار منبعها السذاجة وان لم تكن ذئبا ، شعاره ، تاكلك الذئاب ... والكلب ليس الوفي انما من يتحين الفرصه ليعض بقوة .. واملأ جيبك واضحك ممن خوى جيبه ..ولكن ماذا قال البهلول او جحى او لسان حال الناس البؤساء ( حثالة البشر ) ؟؟؟؟ وماذا الفوا من حكاية صدمتني واقعا مرا مريرا بعدما عشتها وخبرتها في كبر ؟؟؟؟؟ ساعود ادراجى واترك ما لم اقل لاقول ما اريد وابدا من الواقع بكل مهنية او علمية مجردة من الرغبة في استدعاء الطرافة او التاسي والتظلم ذلك الواقع الذي عشته ونعيشه وتعيشه انت وانت وانتم ونحن وسواء كان البهلول او جحى او حسقيل او متي او انت او انا ..فقد امسك المدعو بالسمكة التي يروم شراءها وراح يشم ذيلها.. لا اذكر مرة بعد عمر طويل انا او زوجتي الخبيرة بشؤون السوق والتسوق والطماطة والباذنجان والسمك ان قامت بشم الطماطة والبطيخ او حتى السمك الذي قام ، ولنفترضه للتعريف ، البهلول ، بشم ذيله وحين اعترض البائع – يا حضرة الخبير!!! السمك يشم من راسه ... أين تجد الراس لتشمه ؟؟؟!!! ولنفترض انك امسكت به وهذا محال .. افتح الخيشوم وشمه .. وكل ما خبرته من زوجتي الخبيرة هو - ان افتح الخيشوم وانظرالى لون العطب اذ لا يمكنك الشم فرائحة السمك في سوق السمك تزكم الانوف وتعطل الحواس .. صار سوقا للسمك وصار الامر يزكم الانوف .. لماذا ؟؟؟!!! لنترك السمك والرائحة النفاذة القاسية الواقعة الحال في اسوأ حال في سوق البؤساء والكادحين لنعود الى الرائحة النظيفة العطرة المعطرة باحسن ماركات العطور .. وليس اكبر منها مدير عام او حتى وزير .. لا يغرنكم كلهم في الواقع سمك.. وفي المظهر نمور مرقطة جميلة رشيقة قوية ذات باس وانف وقوة وكبرياء وشموخ وسيادة ومكنة .. ولكن الواقع الذي يحكمها ليس بافضل من واقع السمكة التي شمها ما يدعى انه البهلول اوانه هو الفلاني او العلاني ذو الشان في التاريخ والحكمة والروح التي تداعب الالم وتسمو بالعذاب .. وفي واقعنا البسيط اذ نعود في الحياة .. ومنها لو انه وزير على افتراض لذلك .. ولا نقول رئيس الوزير او صانع القانون والنهج وخط المسير .. ماذا لو ان الوزير غير مهني انما فرضته سطوة مسلحة لها احكام سلطة مافيوية .. هذا الذيل المافيوي ليس مهني ولا افترض انه فاسد بدءا .. فماذا سيكون له من اتباع ؟؟؟ من الواقع ومن الواضح ان يلتف حوله كل جعجاع لا يعرق جبينه خجلا ويعرض له ما لا علم به بصخب وتدليس ودجل مهني يبهر ذاك الذي تنقصه خبرة المهنة فينتخب الى اداراته الادنى رجالا ليسوا مهنيين بقدر ان يكونوا سفسطائيين دجالين مالكين لعذب اوهام الكلام مازجين للحكمة بعذب قول كالشعر الملغز بالنسبة له حتى يضن رئيسهم سيادة الوزير انهم العلم والحلم وفن الادارة .. وهكذا فهم على شاكلة السيد الوزير ،، كونهم عادة غير مهنيين لسوء الاختيار وفق النهج ذاته ،، يبهرهم ما ابهره ويخدعهم ما خدعه حتى ينتخبوا من هم ادنى بذات الشأن والعلم والسلوك .. فيفسد القوم ويفسد العمل ويفسد الشأن هذا على افتراض ان الوزير غير مهني ولكن غير فاسد ولكن ماذا لو ان الوزير غير مهني وفاسد ؟؟!! لا بد انه ينتدب مدراءا عامين فاسدين وهذا لا يحقق فساده ويعلو شأنه الا بفاسدين من مدراء اقل ومن ثم تجر السلسلة الى من هم مستعدين للفساد في الاقسام والشعب الادنى وهنا لابد ان يشتم البهلول او البؤساء ممن تشدقوا بالحكمة والفكاهة اليائسة ذيل السمكة فتزكم انوفهم رائحتها العفنة .. هذا هو واقعنا المر المؤلم لقد وصلت رائحة العفن الى الذيل بل وتعدتها الى المكان الذي تملؤه رائحة العفن فقد تفسخت الاسماك .. اسماك الدولة التي هي ليست دولة انما هرم مقلوب يحكمه اطفال الفكر والسياسة .. ويركن له شيوخها صاغرين بيأس وبؤس وخضوع ممض ومن هنا فالحال كما هو الان وليس ثمة اسوأ لقد تربع اللصوص على الكراسي حتى امتلأت فراح آخرون يرتقون الأرصفة بانتظار ادوار اشد فتكا بهذا البلد الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة وازكمت الأنوف رائحته التي تخطت الذيول الى الأجواء المحيطة بالمكان
#عبدالجليل_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذاك التواصل .. وهذا الحنين
-
الطريق الى السماء
-
عمل انساني
-
مطرٌ بلونِ الجراح ....
-
غابة بلا اسود
-
اللصوص والكلاب
-
اللصوص والاكلاب
-
وفي الليل شجى
-
شجن الليل
-
قراءة في صفحات مظلمة
-
انهم اولادها .....
-
ابتهالات في ساعات الضياع
-
ليكن رحمة للعالمين
-
مع من يجب ان نتفاوض ؟
-
أرانب وثعالب
-
من قتل من ؟
-
رسائل من أجل العدالة والانصاف
-
هجرتك
-
الطائفية سلاح فتاك ومصيدة للمغفلين
-
نداء إلى ثوار مصر إني أحذركم فاسمعوا
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|