|
تجديد المعرفة الاسلامية عند الاسلاميون
المودودي الدود ابوالاعلى
الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 00:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا شك ان المعرفة الاسلامية كان مصدرها هو القران عبر التأويل - التفسير و الحديث عبر القياس و لكن نحن اليوم في ظل حقيقة تقول باننا نحتاج لمعرفة قد لا تكون تلك المصادر لها المقدرة على انتاجها و توجد معضلة اخرى تنبه المسلم او المشرع او المفكر الاسلامي بأنه يوجد فايض من المعنى القراني و الحديث و نحتاج لاستخلاص ما هو معرفة لنا اي ما يتوافق مع ضروريات المسلم او الانسان فلقد ظهرت مدارس مثلا التاريخانيةاو التاريخية كانت تعمل على قياس تلك المصادر او التشريعات مع حاجات المسلم الان عبر مفهوم التجاوز او التجمد و كثير من المفكرين الاسلاميين و الاسلاميون قد يؤمنون بهذه النظرية و هذا في حد ذاته هو تطور في عقلية المسلم و لكن يوجد مدرسة التجديدية التى يستخدمها الاسلاميون لتجديد او اعادة بناء المعرفة الاسلامية و هنا يتساقط هذا المفهوم .
لا ادري تعمد او لا في اعادة المعرفة الى الأصولية بمعنى قد تكون عملية التجديد هي عبارة عن تكتيك فكري يحمل في داخله دغمائية الاسلاميون لان مفهوم التاريخية يتنافى مع مفهوم التجديد لان التاريخية تعتمد على قياس المعرفة المتضمنة في القران و الحديث مع ما توصل عليه العقل او المعرفة الانسانية و هي تعتبر ان مصدر المعرفة الانسانية هو الانسان ذاته الا ما يختص بالمياتفزيقا اما التجديد هو عملية تهدف لارجاع المسلم الى معرفة او حقيقة موجودة في المعرفة الاسلامية اذا يمكن ان نسميها عملية الحفرالأركيولوجي التاصيلي و من ثم اعادة بناء هذه المعرفة .
و هذأ نعتبره هو عين التلاعب بالنصوص من اجل تشكل العقل المسلم على الجديد ألاهو القديم بالشكل الجديد فمثلا يوجد عند الاسلاميون منهج لتاؤيل النصوص بمعنى جديد هذا التاويل لا يكون على معنى النص او مضمون النص بل على تركيبةالنص اللغوية و يستخدم كدليل و هذا ما اسميه "الاعجازة الفكري " هو يوضح تحكم الايديولوجيااو الاسلام السياسي على مسار اعادة بناء المعرفة الاسلامية . لا ننسى ان مازال حلم اسلمة العالم يستوطن في عقلية الاسلاميون عبر نقد المعرفة الغربية لانه لا تنطلق من ايمانأ او من مصدر الهي و هم يقولون بان المصدر الالهي هو الكوني و الجوهر المشترك مع الانسانية مثلا عقل كونى - اخلاق كونية - روح الدين الكونية هنا تظهر التكتيكية لان مصادر المعرفة و الاخلاق والواجب و العدالة هي من روح الدين الاسلامي الذي يتصف بالكونى اي مصدره القران و الحديث .. هنا لابد ان نقول مفهوم الاخلاق فهي مجموع القواعد المعيارية والمثل العليا التي لها قيمة بحيث تحدد بشكل إيجابي السلوك الإنساني وتوجهه، كما تحدد علاقات الناس فيما بينهم إن الغاية من الأخلاق هي: تحدد معايير السلوك الخير وترسيخ الواجبات الأخلاقية ما ينبغي فعله. تكبح نوازع الإنسان الشريرة والعدوانية وتقاوم العنف ما لا ينبغي فعله السلوك الأخلاقي يتميز بسلطة الإلزام والإكراه، وهذه السلطة لها مصدران: إما أنها صادرة عن الوزع الداخلي الذي يتمثل في الإرادة العالقة الحرة، وعن شعور الإنسان ووعيه، أي سلطة صادرة عن الضمير الإنساني الخالص وإما أنها صادرة عن سلطة المجتمع الإكراه الخارجي المستمد من المحيط الاجتماعي والثقافي
اما الواجب فهوي الواجب فعل إلزامي وإكراهي، نقوم به احتراما للقانون الأخلاقي الذي يشرعه العقل، ومنطلق هذا الفعل هو الإرادة الخيرة والحرة التي لا تخضع لمبدأ خارجي أو لميولات ذاتية ومصالح فردية، لذلك فالواجب هو في حقيقته إكراه حر أي أنه إلزام والتزام فالواجب مرجعه العقل، وغايته فقط احترام القانون الأخلاقي، ومنطقه الإرادة الخيرة، فلا قيمة للفضائل بدون إرادة خيرة مطابقة للقانون الأخلاقي الذي يشرعه العقل ويتجسد على شكل أوامر قطعية
كذلك ان المعرفة الانسانية تعمل من اجل الانسان لتنظم الحياة و التعايش بين البشرية بسلام و تعتمد على ايمان الفرد في المجتمع بضرورة التمسك بقيم او وعي اخلاقي يرتبط الوعي الأخلاقي بالعقل، فالذي يحدد الأخلاق هو عقل المجتمع العقل الفرد الانساني يصدرها هو نفسه لانه يقوم بقياسها مع ضرورياته الخاص والمقصود أن الوعي الأخلاقي وعي كلي يشترك فيه النوع البشري وان يكتسب من المحيط تلك الضروريات اذا يعمل الإنسان باخلاق و بعقل و بضمير يحب المساواة و ذات كريمة دون تدخل خارج عن المحيط او الكون الانساني . اذا تسقط هنا مفهوم شرط الايمان لان لا يمكن ان نعتمد لمصدر للمعرفة و لقانون ا لمعرفة يقوم على الايمان . فالانسان في المجتمعات الانسانية الحديث لا ينتهك قوانين الانسانية ليس لانه يوجد ايمان خارجى يجبره على هذا بل لان القوانين هي قوانينه نفسه اي هو موجود و يعيش في محيط فيه المساواة و العدالة و الحرية و الكرامة تمثل وجود ذاته اي هي النفس في ذاته .
اذا قولنا للتجديدون قد حان الوقت للعمل على حفر و تجاوز ما يوجد في المعرفة الاسلامية الذي لا يتوافق مع المعرفة الانسانية
#المودودي_الدود_ابوالاعلى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل كل ما يحتويه نص القران المحمدي ثابت و لا يمكن تغيره
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|