محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:53
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
4) و البورجوازية الصغرى لا تقف عند حدود أدلجة الامازيغية أو أدلجة الدين الإسلامي ، بل تتجاوزها إلى إثارة النعرات القبلية أو الجهوية الضيقة ، و من ذلك نجد إثارة النعرة الصحراوية ، و النعرة السوسية ، و النعرة الرحمانية ، أو النعرة الريفية . و هكذا مما يهدد أمن المغرب و سلامته على المستوى المتوسط و البعيد . و في هذا الإطار ، تأتي قضية الصحراء المغربية التي أبت على نفسها إلا أن تكون موضوع التطرف اليساري المغربي ، الذي يبني استراتيجيته على دعم ما صار يعرف بحق تقرير مصير "الشعب الصحراوي" ، و تأتي الدعوة إلى قيام صراع بين شمال المغرب و جنوبه ، و بين شرقه و غربه ، و كان المغرب لا يشكل وحدة متكاملة و منسجمة ، لينسى المغاربة بسيادة النعرات الجهوية ، ما تمارسه الطبقة الحاكمة في سياستها الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و الثقافية ، و المدنية ، و السياسية ، التي تقتضي قيام هذه الطبقة بتقسيم المغرب إلى مغرب نافع ، و مغرب غير نافع، بدل التعامل معه على أنه بلد واحد يجب الاهتمام بجميع جهاته ، على أساس المساواة فيما بينها ، و على أساس قيام تنمية حقيقية شاملة ، و في جميع الجهات ، و على جميع المستويات ، و في جميع مناحي الحياة .
5) و البورجوازية الصغرى عندما تثير النعرات الطائفية، فلأنها تسعى إلى استقطاب طوائف معينة حولها من أجل جعلها مطية لتحقيق تطلعاتها الطبقية . و عندما تسعى إلى إثارة النزعات الامازيغية ، فلكي تجعل الأمازيغيين ، على اختلاف لهجاتهم ، يسعون إلى تحقيق وجودهم على المستوى اللغوي ن و السياسي ، حتى يصيروا وسيلة لتقوية التنظيم البورجوازي الصغير ، حتى يمارس الضغط على الطبقة الحاكمة من اجل جعلها تحقق التطلعات البورجوازية الصغرى . و عندما تلجأ إلى أدلجة الدين الإسلامي ، فإنها تسعى إلى استثمار الأمية التي لازالت سائدة في المجتمع المغربي ، و من أجل أن تقوى على ممارسة الابتزاز على المجتمع ككل ، و على الطبقة الحاكة ، حتى تتمكن من تحقيق تطلعاتها الطبقية عن طريق الوصول ، باسم الدين الإسلامي ، إلى المؤسسات "المنتخبة" ، أو عن طريق الوصول إلى امتلاك أجهزة الدولة ، و العمل على بناء ما يسميه مؤدلجو الدين الإسلامي من البورجوازية الصغرى ب"الدولة الإسلامية" . و هي عندما تثير النعرات الجهوية ، فلأنها تسعى إلى تقديم خدمات محسوبة إلي جهات خارجية ، مقابل ما تستفيده من تلك الجهات ، و على حساب وحدة الشعب المغربي ، لتكون بذلك البورجوازية الصغرى وراء كل الكوارث التي يعرفها الشعب المغربي ، و لكن هذا لا يعني خلو هذه الطبقة من أناس يسعون إلى تحقيق طموحات الشعب المغربي الكادح .
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟