أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شحات ديسطى - الفقراء لا يدخلون البرلمان














المزيد.....

الفقراء لا يدخلون البرلمان


محمد شحات ديسطى

الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما تذكرت الانتخابات أيام طفولتي وصباي أتذكر أن الانتخابات فى بلدنا كانت بين اثنين من المرشحين أحدهما غنى ميسور الحال ـ وهو غنى حقيقى وليس كغنى هذه الأيام ـ والآخر فقير….. وكان الناس دائماً يقفون فى صف الفقير لأنه أنفعهم وأقرب لمشاكلهم …….. وكنت لا تجد أدنى غضاضة من وجود مرشح ثالث دعايته الانتخابية بكل فخر أنه زعيم الفقراء ……. كان الفقر فى هذه الأيام وسام وجواز المرور للعضوية كانت الانتخابات لم تتلوث بعد بالمال الحرام .
أما المراقب للانتخابات المصرية هذه الأيام يلاحظ سيطرة المال عليها …… فالدعاية الانتخابية للمرشحين بلا سقف محدد ….. رغم تعليمات لجنة مراقبة الانتخابات …. فعلى سبيل المثال نجد أن نائب الدائرة الذى بدأ العضوية وهو لا يملك إلا ملايين معدودة وأصبح الآن مالتى مليونير وإن شئت القول ملياردير بسبب العضوية وتزاوج السياسة مع المال فى زواج غير شرعى …….. نجد أن أهم أعماله هو حرمان قرية صغيرة من قرى الدائرة التى يمثلها من مياه الشرب النقية والتى تمر من هذه القرية إلى مصنعه الجديد الذى أفتتحه رئيس الوزراء لأنه أولى بالرعاية ..…لأن إنتاجه للتصدير فهذا ما يهم النائب والحكومة … وليس المهم أن يحصل الفقير على أبسط حقوقه وهو كوب ماء نظيف للشرب.
فى جميع دول العالم نجد أن رجال المال والأعمال يقفون وراء السياسى وليس العكس فشيء طبيعى أن تدعم شركات ورجال أعمال رجال سياسة ورؤساء دول ليكونوا واجهة لمصالحهم …. أما عندنا فنجد العكس نجد أن رجل الأعمال يقفز بنفسه للسيطرة على مجلس الشعب وعلى لجانه الحساسة وبالتالى يكون المجلس أداة للسيطرة على مقدرات البلد فى صالحهم فقط ونجد أن السياسيين يدعمون هذا الاتجاه …..فالحزب الوطنى فى ترشيحه لأعضائه ينحاز للأغنياء منهم … كما يطلب من أعضائه تبرعات بالملايين من كل عضو لتدعيم الحزب وبالتالى سيكون انحياز الحزب لهؤلاء …. إذن الحزب يسعى لتكريس سيطرة رأس المال على الحكم وذلك بطريقة منظمة ومنهجية مما أدى بطبيعة الحال إلى سيطرة رجال الأعمال على البرلمان ….. والذى ينظر لهذه الصورة يجد غالبية الشعب وفقرائه لا يجدون من يمثلهم ….. كما غابت التيارات السياسية التى تتحدث باسمهم …فأين الذين يتحدثون عن معاناتهم؟؟؟ …. فأين اليسار فى الانتخابات ؟؟؟ وماذا يستطيع أن يفعل فى ظل فٌجر الدعاية والأموال المتدفقة عليها من رجال الأعمال؟؟؟!!! حتى الطليعة من المثقفين خانوا جماهيرهم وتعالوا عليهم وزاغت أبصارهم نحو بريق المال .
حتى جماعة الإخوان المسلمين لا يوجد ببرامجها أى شئ عن الفقراء إنهم يتحدثون عن أهل الله … وعن أصحاب الأيدي المتوضئة فهل يندرج فقراء مصر تحت لوائهم !!!؟؟؟
لا يشغل بالهم ولا يعنيهم إلا الترويج لأفكارهم …. فخطابهم دينى يخلط البشرى بالمقدس ..… لا ينادى بإصلاح حال الفقراء إلا من خلال تطوع الأغنياء الذين ترق قلوبهم لحالهم دون وجود برامج راديكالية لتغير الوضع المزرى لهؤلاء الفقراء ..… برامج وعظية ….. أخلاقية …تنادى بتنشئة جيل جديد صالح … أخلاقى… يرفع الشعار السحرى ليتحول فقراء الأرض إلى أغنياء .
من للفقير إذن.
الجميع يغازلونهم بالكلام المعسول حتى وصولهم للعضوية ……….الجميع يستخدمونهم كوقود فى الحملة الانتخابية ….فهم ضحايا الصدامات بين المرشحين …. الجميع يلعب على معاناتهم …. أصبحت الدعاية لأحد المرشحين هى توزيع اللحم على فقراء الدائرة ….فمن ذا الذى يقاوم الجوع ….ومن ذا الذى يقاوم سلطان المال ….. فليس لهم ناقة ولا جمل …….فكل شئ قابل للبيع والشراء بدءاً من الأصوات …. والضمائر … والمبادئ…. والمواقف ….… وأصبحت العضوية دولة بين الأغنياء …. وليس للفقراء ملح الأرض سوى الله …وأصبح الشعار فى مصر……
الفقراء لا يدخلون البرلمان.



#محمد_شحات_ديسطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطلالة على المشهد الانتخابي المصرى
- الوعى فى مواجهة الثقافة السمعية
- السقوط المبين للإخوان المسلمين
- الوعى المفقود


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شحات ديسطى - الفقراء لا يدخلون البرلمان