العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية

الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 372 - 2003 / 1 / 19 - 05:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

تدخل الحملة الانتخابية مرحلتها الحاسمة ولم يتبق سوى اسبوعين على يوم الفصل. ولكن رغم ان العمليات الانتحارية تضرب اسرائيل بعنف والوضع الاقتصادي يتدهور باستمرار، الا ان الموضوعين الامني والاقتصادي لا يحتلان محور النقاش بين الكتل المتنافسة. هذه المرة فرض موضوع آخر نفسه على الجدول الانتخابي: الفساد. فما كاد الجمهور يصحو من فضيحة شراء الاصوات في الانتخابات الداخلية لمركز الليكود، التي قادت لفصل نائبة وزير البنى التحتية بلومنتال، حتى انقلبت المعادلات بانكشاف تورط رئيس الحكومة شارون وولديه في قضية الحصول على 1.5 مليون دولار من صديق مشتبه به لشارون، استخدمت لتمويل حملة الانتخابات الداخلية لشارون عام 99.

اصبح واضحا اليوم انه ليس بمقدور اليمين واليسار على السواء حل الازمة الامنية والاقتصادية التي جعلت الحياة في اسرائيل جهنما. اذ كيف يمكن حل هذه المعضلات الحقيقية اذا كانت القيادة الاسرائيلية مشغولة بالاستفادة من مناصبها لتحقيق مصالحها الشخصية؟ وكيف يمكن اتهام السلطة الفلسطينية بالفساد في حين تحولت السلطة في اسرائيل الى مصدر لتكديس الثروات الشخصية؟ ان الفساد ليس ميزة عربية، بل ظاهرة تشمل كل الدول الرأسمالية من الولايات المتحدة الى اسرائيل ومن ثم الانظمة العربية التابعة لها.

في ظل هذا الوضع يقدم حزب دعم طرحا مختلفا، ينطلق من مصلحة الطبقة العاملة باعتبارها ممثلة للاغلبية المجتمع. الطرح الجديد ينادي ببناء قوة سياسية بديلة تسعى لحل النزاع السياسي على اساس سلام متساو، وليس على اساس تفوقي اسرائيلي قاد الى حمام الدم والى تفاقم البطالة والفقر. ولكن الشرط للوصول الى هذا الوضع يتم من خلال إحداث تغيير اجتماعي جذري لصالح الطبقة العاملة في كل مجالات الحياة، والغاء التمييز السافر بحق المواطنين العرب في هذه البلاد.

الجديد ليس فيما نقوله، بل فيما نفعله من اعادة ثقة العمال بانفسهم، وذلك بتحقيق مكاسب ملموسة خاصة في مجال التشغيل. بفضل الارشاد والخبرة السياسية من حزب دعم تحول العمال الى ابطال المعركة الانتخابية وقادتها. نداؤنا للعمال هو ان زمن الاحباط والشكاوى واليأس واللامبالاة ولى، وان وقت الجد والعمل حان، ولم يعد امام العمال الا ان يتولوا مصائرهم بانفسهم. ان نجاحنا في اعادة مئات العمال الى اماكن العمل المنظمة، يثبت اننا قادرون على بناء حزب سياسي عمالي يحمي مصالح العمال، وقادرون ايضا على تنظيم حياة الجماهير العربية عموما، من منطلق دعم نضال شعبنا الفلسطيني من اجل حقه بتقرير المصير.

ان تطوع العمال للمشاركة الفعالة في تنظيم الحملة الانتخابية، على اساس الاقتناع بمبادئ حزب دعم، لم يكن مفاجئا. ومن اعتقد ان العامل غير ملائم للعمل السياسي، سيتعلم من الآن فصاعدا ان السياسة ليست احتكارا للمحترفين او المثقفين، بل هي وسيلة نضالية لتمكين الطبقة العاملة من تحصيل حقوقها. ان حزب "دعم" هو قوة للعمال، وهو برنامج عمالي واطار نضالي لتوحيد الطاقات العمالية دفاعا عن حق العامل بالحياة الكريمة.

ان الازمة التي نمر بها ستتفاقم بعد الانتخابات، ومن غير المتوقع ان تحل قريبا، ومن هنا يصبح بناء البديل العمالي امرا ملحّا لا بد منه. اننا ذوو رؤية مختلفة، اشتراكية بطابعها، عمالية بمضمونها ونضالية بنهجها. ولسنا وحدنا، بل معنا مليار عامل في العالم يسعون مثلنا لالغاء كل انواع التمييز والاستغلال والفساد والحرب. هذا هو طرحنا في هذه الحملة الانتخابية، ونحن على يقين باننا بفضل دعم عمالنا سنخرج من هذه المعركة اكثر قوة وثقة وعزما على مواصلة طريقنا النضالي، خدمة للطبقة العاملة ولنصرة حقوق شعبنا الفلسطيني الثابتة بالحرية والاستقلال.   

الصبار   كانون ثان 2003 ، العدد 160

#الصبار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات