|
التحالف الإسلامي العسكري ، الدوافع والأهداف !!
صبحي مبارك مال الله
الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 08:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التحالف الإسلامي العسكري ، الدوافع والأهداف !! تظهر التحالفات في منطقة معينة عندما يحتدم الصراع السياسي والعسكري بين اطراف متعددة سواء في دولة معينة أو عدة دول والتي لم تجد لها حل عملي من خلال المنظمات الدولية أو الإقليمية ، فتلجأ بعض الدول إلى عقد تحالفات فيما بينها للتدخل العسكري المباشر أو للحماية لمنع إعتداء دولة على دولة أخرى . كما قد تكون التحالفات لتغيير نظام الحكم في البلد المعني الذي لاتنسجم سياسته مع الدول المتحالفة أو بسبب تأثر مصالح أقتصادية مشتركة . كما يكون أحد الدوافع الحروب الأهلية التي تندلع بين مكونات الشعب الواحد بتشجيع دولي أو إقليمي وبسبب تناحرات طائفية ومذهبية وقومية ولكل طائفة أومذهب أو قومية لها عمق لوجستي في دولة إقليمية مجاورة أو في دولة لها مصالح مشتركة . وقد يأتي التحالف معبر عن مصالح دولية متعددة ومصالح إقليمية ، كما يؤسس التحالف لإغراض إقتصادية وهدف ستراتيجي يشمل تغيير جغرافي وتقسيمات تستحدث بعد ذلك . والمناطق الساخنة في العالم كثيرة ولكن أبرزها منطقة الشرق الأوسط التي تأن تحت أنظمة ليس فيها الحد الأدنى من الديمقراطية والأعتراف بحقوق الإنسان ، ولكن بعد ظهور الإرهاب بشكل منظم مدني وعسكري وإعلامي وتمدده على أراضي دول الشرق الأوسط وبالخصوص الدول العربية ، ومنها العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن ومصر تحت لافتة الدين الإسلامي وحُكم الدين والشريعة هو محاولة لأجل تأسيس دولة من نموذج القرون الوسطى ، ذات شمولية ثيوقراطية يغلب عليها التعصب والتطرف الديني المغلق . كما إن الإرهاب ظهر بشكل علني عندما أختمر الفكر الديني المتطرف عندّ من أتبع هذا المنهج والذي يؤمن أن الحل الوحيد لنشر فكره هو القتل والتدمير الذي شمل المدن والمرتكزات الحضارية التي وصلت ألينا عبر نضال طويل للبشرية حتى تصل إلى نموذج الإنسان الحضاري والمجتمعات البشرية المتقدمة .ولكن العُصاب النفسي الديني الجماعي المتطرف يأتيك من غياهب الزمن البعيد المؤلم نتيجة الحروب والأمراض الوبائية والكوارث الطبيعية والفقر والجوع والتخلف وهو محاولة إعادة عجلة التأريخ إلى الوراء مستهدفاً بذلك الناس الأبرياء من خلال مسك السلاح القديم الجديد وهو سلاح الدين ذو الحدين . ولم تستطع الدول المتنفذة والقوية جداً من إعادة دورها القديم بالإستيلاء على المناطق والدول ذات الثروات الستراتيجية ومنها النفط والمعادن الأخرى والموقع الجغرافي ألا بواسطة أداة أو وسيلة فعالة ومؤثرة تكون متحكمة بها وهي القوى الإرهابية المتلفعة بعباءة الدين وهذا ما أثبتته الأيام . لقد ظهرت مؤخراً عدة تحالفات في المنطقة العربية ، أولها التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية في شهر أيلول (سبتمبر ) 2014 العام الماضي ضمّ 60 دولة عربية وغربية لمكافحة الإرهاب في العراق وسوريا بعد أن تقدمت داعش إلى المدن وأحتلت الموصل وصلاح الدين والأنبار والفلوجة ومناطق في كركوك . لم يكن هذا التحالف فعال في حصد النتائج الإيجابية بسبب إن قنوات تغذية الإرهاب ما زالت مفتوحة ومن بين هذه الدول من يتعامل بسياسة مزدوجة مع الإرهاب . التحالف العربي تكوّن في آذار الماضي بقيادة السعودية ، جمع أكثر من 10 دول عربية بهدف إعادة الرئيس هادي إلى السلطة في اليمن ولازالت المشكلة اليمنية مشتعلة . التحالف الرباعي : مكون من روسيا –سوريا – العراق – إيران ولكن هذا التحالف لم يأخذ صفة رسمية سوى تبادل المعلومات والتنسيق حول الإرهابيين ، ولم يتوسع العراق بسبب تحالفه مع أمريكا ، فلم يطلب تدخل روسيا في محاربة داعش في العراق . وأخيراً التحالف الإسلامي العسكري بقيادة السعودية والذي ضمّ 34 دولة 17 عربية و17 إسلامية ، وجاء تأليف هذا التحالف بصورة مستعجلة وخلال 72 ساعة ، وبدعوة من السعودية وتأييد وترحيب من الولايات المتحدة الأمريكية والهدف المُعلن هو محاربة الإرهاب عل أن تكون الرياض مركز عمليات مشترك وتنسيق العمليات العسكرية لملاحقة ومحاربة الإرهابيين بغض النظر عن تصنيفها . التحالف المعلن لم يوضح اهدافه ويكتنفه الغموض كما ان الكثير من الدول التي أنضمت أليه وحسب ما أُعلن أنها وجدت أسمها دون أخذ موافقتها والآخر ادعى بأنه مؤيد فقط وليس له علاقة بالجانب العسكري والآخر قال أن عملنا مع هذا التحالف فقط لتبادل المعلومات ومن هذه التصريحات نجد الإرباك وعدم وضوح الرؤية ، والسؤال هل هو تحالف طائفي يضم فقط الدول السنيّة دون الشيعية ؟ ومن هو الإرهاب المزمع محاربته ؟ لقد كانت الإجابة من الجانب السعودي بأن الإرهاب أي منظمة إرهابية دون التأكيد على القاعدة وداعش ، كما إن هناك دول وفي مقدمتها دول الخليج ساندت وتساند داعش ،بالمال ، أين هي البؤر التحريضية الفكرية والتكفيرية ؟أين هو مكمن الحواضن للقوى الإرهابية ؟هل هناك هدف لتوسيع ساحة الحرب تحت واجهة محاربة الإرهاب لتشمل إيران والعراق وسوريا ؟ لقد رحبت منظمة التعاون الإسلامي ، والأزهر ، ورابطة العالم الإسلامي ، ومجلس حكماء المسلمين بهذا التحالف وكأنه المنقذ من الإنقسام الطائفي والمذهبي . نلقي نظرة على مواقف بعض الدول من التحالف الإسلامي العسكري أو من خارجه :- الموقف العراقي الرسمي والحزبي ، العراق لم يُخبّر بهذا التحالف وهو المعني بمحاربة الإرهاب ، فقد صرح رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إن الإعلان عن التحالف دون ضم العراق وسوريا خطأجوهري ، وقال كيف ينشأ تحالف ضد الإرهاب ويستثنى منه العراق ولا يتم التعامل مع سوريا وكيف يتشكل من دول معظمها لا تملك أمكانات وقدرات على مواجهة الإرهاب . ونجد في البرلمان العراقي قوى هاجمت التحالف الإسلامي العسكري والأخرى رحبت ، فردوس العوادي النائب عن إئتلاف دولة القانون ومستشارة المالكي صرحت بأن ما إعلنته السعودية حول تشكيل تحالف إسلامي عسكري بدعة وأي إرهاب يحارب داعش أم القاعدة ؟ القيادي في الحشد الشعبي حسين الأسدي هاجم التحالف الجديد واصفاً أياه تحالف سياسي هدفه الإضرار بحركات المقاومة الإسلامية حزب الله والحشد الشعبي . رئيس كتلة القوى العراقية البرلمانية ، أحمد الساري في بيان ذكر نُحّي الإعلان عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي مطالباً الحكومة العراقية بالإنضمام إلى التحالف الإسلامي العسكري مؤكداً أن هذا التحالف يمثل الضمانة الأساسية للقضاء على الإرهاب نهائياً وتحقبق الأمن والإستقرار في المنطقة . القيادي حمة أمين في التحالف الكوردستاني ، قال الإعلان محط إجماع كردي ونحن معه قلباً وقالباً. ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التحالف الإسلامي الإبتعاد عن الطائفية وان لاتكون كل دولهُ من الإسلام السني ...بيان جيش رجال الطريقة النقشبندية إعلن فيه الإنضمام إلى التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب ولكن أي إرهاب يقصد بإعتبار هولاء لهم تعاون وإتصال مع داعش وهذا الجيش أسسه عزت الدوري .وذكر البيان أن العراق ينفذ إجندات صفوية مجوسية . موقف مصر : واضح أنه تحت ضغط المساعدات التي تقدمها السعودية إلى مصر ، خبراء مصر قالوا لن نشارك بقوات برية في التحالف . الموقف التركي :- قال متحدث رسمي بإسم وزارة الخارجية التركية (طانجو بيلغيج) بأنه يمكنني القول لن يكون هناك بنية عسكرية لهذا التحالف فهذا ليس على الإجندة وأضاف أن التعاون الإستخباراتي والعسكري ضد داعش ضروري ولكن هناك بُعد أيدلوجي في المعركة ضد الإرهاب ، وهذا القول فيه تناقض لأن التحالف واضح بأنه إسلامي وعسكري . ولإثبات بأن التحالف طائفي ويهدف إلى حرب طائفية من خلال تصريحات سعودية بأن إيران لاتعتبردولة إسلامية بسبب بطشها وتنكيلها بالمسلمين السنّة في العراق وسوريا وداخل إيران .وتصريح طائفي آخريعتبرإيران الحاضنة الرئيسية للإرهاب العالمي والممولة والمسلِحة لكل مليشيات العالم . تتسائل موناليزا فريحة في جريدة النهار اللبنانية ماذا يغير التحالف الإسلامي؟ وقبله ماذا حقق التحالف العربي في اليمن ؟ يبدو وكأنه تحالف غامض . جريدة السفير اللبنانية :- الإعلان عن التحالف يفتقد للتوقيت وعدم معرفة اهدافه وآليات عمله وخططه للعمل الميداني ، والسعودية تنصب نفسها قائد للتحالف . صحيفة فاينانشل تايمز البريطانية ، التحالف الإسلامي العسكري دليل على تصاعد نفوذ السعودية . الصحفي محمد حسنين هيكل إنتقد التحالف وحسب رأيه بأنه تحالف بلا تنسيق وبلا رؤية بلا آليات محددة وأهداف مشتتة......ويتسائل ماهي الخطة الستراتيجية والآليات لتنفيذ الإجندة وقال بأن بعض الدول المشاركة من أهم الداعمين لتنظيم داعش . وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين صرح بأن بلادي لن تشارك في التحالف ولكن تتضامن معه ضد الإرهاب .وزارة الخارجية الباكستانية عبرت عن دهشتها بوجود أسم باكستان ضمن التحالف ، لأن اسلام آباد ليس لهاعلم بذلك وبدون موافقتها . اندنوسيا :- لن نقدم دعماً عسكرياً للتحالف ولم تعلم بهذا الأمر حسب قول وزيرة خارجيتها (ريتنو صودي )، وزارة الخارجية اللبنانية صرحت بعدم علمها بهذا التحالف . الكاتب الصحفي فهمي هويدي أن فكرة التحالف العسكري الإسلامي ، صراع سياسي وصراع طائفي مذهبي ويفتح الأبواب لإشعال حريق في المنطقة . أخيراً تبين لنا بأن الدوافع هي طائفية ومعاملة المنطقة على أساس المذهبين (السني والشيعي ) ، والأهداف واضحة أبرزها التقسيم وبما إن العراق وضع ضمن الأهداف هو وسوريا ، فأن التحالف سيفشل بسبب عدم تأييد الشعوب ولابد من الحل يأتي سلمياً وأستهداف الإرهاب الحقيقي وليس مذهب بعينه والإرهاب يكمن في داعش والقاعدة الآن .
#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تدخل سافر وموقف حكومي وبرلماني فاتر
-
المتغيرات السياسية الستراتيجية بين الإرهاب والفوضى الخلاقة !
-
التظاهرات السلمية والتعبير عن الرأي فضحت اساليب الحكومة غير
...
-
لاتراجع عن الحراك الجماهيري السلمي!
-
الحراك الروسي هل سيعيد التوازن ويسترجع سياسة القطبين ؟!
-
التغيير والإصلاح بين التمنيات والواقع السياسي
-
الشعوب بين طاحونة الحروب ونعمة السلام !
-
ضرب الفساد وإصلاح القضاء دليل على جدية الإصلاحات !
-
من وحي صوت الشارع العراقي !!
-
الإصلاحات بين التخطيط والتنفيذ
-
موقف الكتل السياسية من عملية الإصلاحات
-
إنتفاضة الشعب العراقي مستمرة نحو التغيير والإصلاح !
-
في رحاب المؤتمر الثالث للتيارالديمقراطي العراقي في أستراليا
-
الاعتداء على مقر الأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ...
...
-
في ذكرى سقوط الموصل
-
سقوط الرمادي....إنتكاسة جديدة وتداعياتها خطيرة !
-
لماذا التركيز على تقسيم العراق ؟!
-
الحرب الوطنية ضد الإرهاب لاتنتهي بالإنتصار وتحرير المدن فقط
...
-
دائرة الشك ! (2)
-
دائرة الشك !
المزيد.....
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|