أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - انهيار القيم الانسانية














المزيد.....

انهيار القيم الانسانية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 23:27
المحور: المجتمع المدني
    


القيم من الناحية اللغوية هي ثمن الشئ او درجة الاهمية النسبية له . ومن الناحية الاجتماعية والانسانية هي المبادئ والاسس التي يرقى بها الانسان بذاته ليصبح سيد نفسه .. واذا نظرنا الى مجتمعنا الحالي نراه تقريبا مجردا من كثير من هذه القيم . ولعل الحصار الذي طال العراق وشعبه لاكثر من عشر سنوات والحروب الشرسة التي تعرض لها ... ولا زال . قد سحقته وسحقت كثير من القيم التي كان يؤمن بها .. واذكر بهذا الصدد ان عمال محطات الوقود قبل الحصار كانوا يرفضون استلام البخشيش ، لأنهم يشعرون بأنهم احرار وان القيم التي يؤمنون بها لا تجيز لهم استلام البخشيش لأنها تقلل من قيمهم وبالتالي من اهميتهم في المجتمع. . في حين نرى الان ان بعض الناس من ذوي المكانة الادارية والسياسية يمد يده استجداءا لا لحاجة يفتقر اليها انما وضاعة منه لفقدانه القيم الانسانية التي تجعله حرا. . وهناك امثلة كثيرة على ذلك . لا بل ان بعض الناس قد فقدوا حتى القيم الوطنية . حيث لم يعد الوطن يمثل لهم تلك القيمة العليا المقدسة التي يتوجب عليهم الدفاع عنها حتى الموت . . لان الوطن يمثل الوجود الانساني لكل مواطن والسقف الذي يحميه من عاديات الزمان ... وقد تعلمنا دائما ان القيم الوطنية هي اعلى درجات القيم الواجب التمسك بها والتي لا يمكن ان تحل محلها اية قيمة مناطقية او دينية او اثنية مصطنعة. . وكل ذلك لان المواطن قد لقن بقيم دينية شكلية ووهمية لتكون بديلا عن القيم الوطنية التي تربى عليها . وكأن هناك منهج مدروس لذلك .
كما ان البعض قد تجاوز القيم الاجتماعية ايضا. ، مثل الايثار وحب الجار ومساعدة المحتاجين فأصبح يرى معاناة الناس دون ان يرف له جفن . لا بل ان البعض قد تمادى في ذلك الى حد اهانة مواطنيه بدوافع مادية او بدافع الحقد الفئوي او الاثني . وقد ادى فقدان القيم الاجتماعية هذه الى تفكك المجتمع وتشظيه وانتشار الجريمة المنظمة التي قضت على امن وتماسك المجتمع .
وكذلك فقد الانسان قيم العقيدة الحقة ، وهي القيم الفكرية التي يؤمن بها الفرد وتدفعه لتحقيق طموحه واحلامه في خلق واقع يسمو به ويحقق اهدافه ويشبع حاجاته الاساسية ثم حاجاته المعنوية والمثالية. ... اضافة الى طموحه في خلق مجتمع عادل مرفه يحقق له العيش النبيل له ولاولاده من بعده.
والاكثر من هذا فقدان كثير من الناس لقيم الجمال ، مثل الفن والادب والذوق وقيم الحق والعدل والانصاف والمروءة . وتركزت قيمهم على الماديات والرغبة البدائية في الاستحواذ على اموال واملاك الغير . وبذلك اصبح هذا الانسان عبدا للمال ، ولم يعد يكتفي لا بالقليل ولا بالكثير منه . والعبد كما يقول نيتشه انسان منحط وضعيف لا قدرة له على تغيير واقعه وقدره المحتوم .
ان السياسيين والقادة الحزبيين والقائمين على ادارة السلطة لهم اليد الطولى في انماء مثل هذا الواقع المتردي والقيم المتهرئة . لأن الناس على دين ملوكهم . وقد اصبحت القيم المادية الجديدة هي القيم السائدة لدى اغلب السياسيين . فبدلا من تقويم المجتمع واعطائه المثل الاعلى في النزاهة والاخلاص والصدق والغيرة والشرف ، نراه يندفع وبكل وضاعة لنهب المال العام والخاص ، ويتطاول على الناس بالكذب والخداع فاتخذه البعض قدوة لهم مما زاد في وضاعتهم وفقدانهم للقيم الانسانية يوما بعد يوم .
وازاء مثل هذا الوضع المزري لا بد من وقفة جادة لاعادة الوعي القيمي المستقيم للمجتمع وتقديم المثل الاعلى في النزاهة والصدق واحترام النفس من خلال كشف وتعرية وفضح السياسيين الفاسدين الذين تبوؤا المناصب بغفلة من الزمن نتيجة التغييب المتعمد للقوى المبدئية الفاعلة في المجتمع . كما يتوجب علينا نشر النشاطات الثقافية والاجتماعية والفنية التي تعيد للفرد مكانته المرموقة في المجتمع وتعيد اليه وعيه بالقيم الانسانية الواجب توفرها في كل فرد من افراده . وهذا ينطبق ايضا على الاسرة وتربية الاولاد وكذلك في المدارس على مختلف مستوياتها من خلال المعلمين والمدرسين الذين يتوجب عليهم تقديم المثل الاعلى في ترسيخ المبادئ والقيم الانسانية العليا . لأن في ضياع هذه القيم سيضيع الفرد والمجتمع ولا مستقبل لنا ولا لاجيالنا القادمة .
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الاسلامي الجديد .. . هل سيحقق اهدافه
- الخارطة الجيوبوليتيكية لسوريا والعراق .. . والسيناريوهات الم ...
- تقسيم العراق ... ...من جديد
- من يريد التخلص من داعش حقا
- قوى الظلام .. . مرة اخرى
- الصراع بين انصار السيستاني وانصار ولي الفقيه .. . الى اين ؟
- الامر بالمنكر والنهي عن المعروف
- تداعيات التدخل الروسي في المنطقة
- زمن الانحطاط
- كيف حدثت كل هذه الفوضى في العراق . . . وما العمل ؟
- استقلال كردستان العراق . . هل هو في مصلحة الكورد ؟
- برقيات متواضعة ... الى اطراف متصارعة
- جاي وجذب .. في الاعلام العراقي
- القوى المتصارعة في العراق .. ..والسيناريو المحتمل
- اليسارية . . . والطائفية
- نداء عاجل الى العبادي .. .. والى الشعب العراقي
- الدعوة الى التظاهر
- حكم الرعاع
- نشوء الحركات الاصولية .. .. .. وزوالها
- رسالة مفتوحة الى الكتل السياسية في العراق ..... لماذا لاننتص ...


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - انهيار القيم الانسانية