تقسيم العقل الجمعي العربي

بودهان عبد العفور

الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 18:38
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

بعد تقسيم جغرافية العالم العربي والاسلامي باتفاقية سايكس بيكو وال رومانوفوماعانته من استعمار الحقول والعقول و من ثم حصول الدول العربية والاسلامية على استقلالها المنقوص السيادة وترك مشكلة الحدود ملغمة وقابلة لتفجير في أي وقت وباب للتدخل من جديد...بدأ تقسيم العقل الجمعي واستهداف كل مكونات هويته الفكرية والعقائدية واللغوية بأدوات ناعمة . لقد كان الكثير منا يراقب يطالع يستمع يشاهد التقارير الدورية للمنظمات العالمية والمعاهد المتخصصة ودور الاستخبارات تقول وتنشر ان العرب على رأس قائمة الشعوب الأكثر جهلا.الاكثر فقرا. الاقل الابداعا الاكثر استهلاكا الاقل انتاجا. صاحب أعلى معدلات البطالة. أقل شعوب العالم قراءة والاقل معدل الدول فيها التنمية البشرية.الاكثر فسادا الاكثر انفاقا على التسلح .الاقل انفاقا على التعليم والصحة. الاكثر تعنيفا واحتقارا للمرأة .الاكثر عدوانية وارهابا ورفضا للاخر ومعتقدات الاخر . الاكثر دموية و همجية واكثر بقاع العالم تطرفا وتمرد والاقل أمنا والاكثر صراعا .
هذه الحرب الناعمة على العقل والوجدان ومساهمة الاعلام العربي في تحضير الانسان العربي لتقبل الهزيمة وقصف عقله وتفتيت مقوماته وضرب مواطن الاعتزاز فيه وجعله يشك في كل شئ ساسته نخبه علمائه رموزه الاحياء والاموات بالمنطق والاقناع وسارعت حكوماتنا واعلامنا ونخبنا بقصد أو بغير قصد بتنافس في تلفيق التهم وتوثيقها وابتكار أرقام ومخططات واحداث ارهابية وهمية... وصنفت بعضها البعض كمجاميع ارهابية" الاخوان المسلمين. حماس. حزب الله. الحشد الشعبي...."والقائمة تطول والكل اصبح وامسى ارهاب بتسميات مختلفة " دواعش ونصرة سنية" و "ميليشيات ارهابية " الحشد الشعبي وحزب الله الشيعية" كلها ولدت من رحم الثورات العربية او ما سمي اعتباطا "الربيع العربي"هذا الاخير الذي أصبح مادة دسمة يقصف ويهان بها العقل العربي والاسلامي على مدار الساعة والخاسر الاكبر العقل الجمعي وبشراكة طوعية من بعض نخبنا وأغلبية شيوخنا وساستنا الفاشلين حكاما ومعارضة التي أعطت غطاء لتدمير حواضر العرب .
بدأت اعتقد أن التقسيم الجغرافي ليس سوى تحصيل حاصل لتقسيم أوسع وأعمق وأخطر للعقل الجمعي العربي الاسلامي المشرد

#بودهان_عبد_العفور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات