أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية














المزيد.....

النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 13:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ترى النظرية البنيوية في نقد وفهم النصوص أن لكل نص بنية أسلوبية واحدة، تشكل وتخدم فكرة ‏محورية للنص. فيما ترى النظرية التفكيكية أن فهم ما يرد بالنص من أفكار يتم بالتعامل الجزئي مع ‏مكوناته، التي قد تكون منفصلة بدرجة أو بأخرى عما عداها من بنى أسلوبية وفكرية.‏
الحقيقة أن لبعض النصوص فكرة مركزية، أشبه بجزع شجرة يخرج منه فروع أوراق وثمار، وغالباً ما ‏تكون النصوص من هذه النوعية نصوصاً علمية، ويندر أن نجد هذه الصيغة المثالية في أي نوعية ‏أخرى من النصوص. ففي النصوص الأدبية والدينية والسياسية وغيرها نجد أكثر من فكرة محورية ذات ‏أفرع وتفاصيل يعرضها النص، بل ونجد أيضاً شذرات أفكار يمكن استقطاعها من سياقها، وأخذها ‏منفردة لتكون أشبه بالشعارات أو الحكم المأثورة، وقد تكون في حالة تشظي أفكار النص مستقلة أو ‏مضادة عن كل أو بعض ما ورد من أفكار. هكذا يصعب الخروج من النصوص غير العلمية بفكرة أو ‏نتيجة واحدة وحيدة، ليكون المجال متاحاً أن يأخذ كل منها ما يشاء أو ما يتفق من اعتقاداته المسبقة. ‏وقد يقع البعض في فخ تصور أن ما لفت انتباهه وخرج به هو فكرة النص المحورية، كتلك التي ‏تصورها لنا النظرية البنائية.‏
بالطبع تختلف درجة التشظي في بنائية وأفكار هذه النصوص، ومدى ما قد تحتويه من تعارض أو ‏تناسق مع بعضها البعض. وكما نقول أن وجود فكرة واحدة مركزية للنص هو تصور مثالي لا يوجد ‏غالباً في غير النصوص العلمية، فإن التفكك أو التشظي الكامل التام للنصوص حالة أخري نادرة ‏الحدوث. فالأغلب أننا نستطيع رصد لا فكرة محورية واحدة، وإنما تياراً عاماً غالباً، يوحي لقارئ النص ‏بمجال فكري عام يسبح فيه النص ومطالعه، رغم ما قد نجده بين طياته من أفكار أو تيارات أفكار ‏أخرى مجاورة أو مضادة للتيار الرئيسي.‏
من المهم أن نعي ما ورد أعلاه، لنفهم ما تشهده الساحة العالمية الآن من أحداث دموية مأساوية ‏استناداً لنصوص مقدسة، وما يناهضها من رؤى تستند لنفس النصوص، تنكر على الأولى صحة ما ‏استخلصته واعتبرته محورياً في النص، في نفس الوقت الذي تنكر فيه الفئة الأولى على الثانية صحة ‏استنتاجاتها وتفسيراتها، لنحتار مع كليهما من هو الأصح في فهم نصوص شائعة التقديس. والحقيقة ‏أن جميع الأطراف في هذه الحالات تكون على صواب وإن بدرجات متفاوتة. إذ أن معيار الدقة ‏والنجاح في فهم النص بصور عامة مجملة هنا لا يكون فقط بمحاولة العثور على "الكيف" الصحيح ‏لمحتوى النص، وإنما أيضاً باعتبار تأثير "الكم" في تحديد "الكيف". فتفكك النص أو تشظيه الكلي أو ‏الجزئي يجعل من درجة تكرار الفكرة الواحدة أو مجموعة الأفكار المتسقة مع بعضها البعض هي ‏المعيار الذي يعطي الغلبة لتيار داخل النص على التيارات الأخرى.‏
إذا كنا مصممين على محاكمة نص ما، فغالباً لن نستطيع أن نضع أيدينا على الحكم الصحيح من ‏خلال منتجات الباحثين دارسي هذه النص. إذ أن هؤلاء في الغالب يذهبون في دراستهم إلى تغليب ‏‏"كم" "الكيف" الذي يستهويهم وفقاً لميولهم الشخصية، ليخرجوا علينا بادعاء أن "هذا التيار" فقط دون ‏سواه هو المعنى المحوري للنص. وقد تكون الحقيقة أن ما يشيرون إليه هو "التيار الغالب" على ما ‏عداه من تيارات، كما قد يكون ما وقع عليه خيارهم هو "التيار الأضعف". هكذا نظن أن "التيار العام" ‏لأي نص شائع التقديس، نستطيع رصده بطريقة إحصائية، عبر "حجم فريق" من يتبنونه من الدراسين ‏والمهتمين بالنص، بالإضافة لحجم المناصرين لهم من عامة الناس، مقارنة بأحجام الفرق التي تعتنق ‏تيارات أخرى لفهم أو اعتناق النص المقدس. بالطبع مع ملاحظة أن "حجم الفريق" الذي نقصده ليس ‏فقط حجماً مقدراً بعدد الأفراد، وإنما العدد مضروباً في متوسط "درجة حماس" الفرد من هذا الفريق. ‏حيث أن "درجة الحماس" تشير ليس فقط لنوعية الأفراد من حيث مدى حماسهم للأفكار، ولكن أيضاً ‏نتيجة للضغوط التي يحدثها تكرار "الفكرة الرئيسية" المتبناة داخل النص. فاقتناع أعداد كبيرة باهتة ‏الحماس بفكرة معينة، يشي بضعف مركز هذه الفكرة داخل النص محل الاعتبار.‏



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور التخوف الإنساني
- في ظلال حكم العسكر
- انتخابات مصرية منقطعة الجماهير
- هو الخلل الهيكلي لدول المنطقة
- فلسطين من خارج الصندوق
- في الإرهاب الفلسطيني
- في مستنقع الإرهاب السوري
- احتفالات أكتوبر المكرورة
- علي سالم. . رحل الرجل وعاشت القضية
- إطلالة على قصة الفساد المصرية
- صنم الشعب
- سؤال الثورة أم الفوضى؟
- نحن وإيران غير النووية
- الليبرالية في زمن الغوغائية
- الإرهاب والضباب
- الليبرالية ومأزق المثلية
- البحث عن معادلة جديدة
- المسيحي الملحد
- القاعدة وداعش وأمريكا
- هو الخيار الداعشي


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول ...
- مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى ...
- مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...
- أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا ...
- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...
- قائد الثورة الإسلامية: ضرورة الحفاظ على جاهزية القوات المسلح ...
- فتوى الجهاد المسلح دفاعاً عن فلسطين


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية