أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - النكوص في الشخصية حقيقة ام مبالغة؟














المزيد.....

النكوص في الشخصية حقيقة ام مبالغة؟


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


النكوص Regression هو الارتداد او التقهقر في النشاط النفسي الى مرحلة سابقة من مراحل تطور البناء والتكوين النفسي عند الانسان،وهو يعني ايضا الرجوع الى الخلف(الى مرحلة سابقة من مراحل العمر) في التعامل او السلوك مع الاخرين في مواقف الحياة العديدة.
النكوص"الارتداد"هو حيلة"آلية- ميكانيزم" دفاعي يعود بها الفرد الى الاساليب الطفلية في ثورته وانفعالاته حين يواجه آزمة او مشكلة او ضغط يؤثر على مسار حياته يستعصي ازاحته او تحييده،ولأن الاحباط يولد قلقاً شديداً لا طاقة بالنفس على مواجهته ،فأنه يغير سلوك الفرد ويرجع به الى مرحلة الطفولة حيث تكونت اولى ملامح الشخصية ،فالثورة والانفعال والرفض هي السمات السائدة في سلوك الاطفال،نرى البعض من الرجال او النساء يمارسون نفس السلوك وهم كبار،فالطفلية اذن لم تغادر سلوك البعض من الناس .
ترى مدرسة التحليل النفسي ان النكوص يتضمن وجود نقاط في تطور الفرد ثبت عندها الاشباع الغريزي(نقط التثبيت)يعود اليها الفرد كلما اصبح الاشباع محالا في المستوى الاعلى الذي بلغة،كذلك يتضمن النكوص وجود حرمان من الاشباع في الوقت الحاضر هو المسؤول عن ارتداد الطاقة النفسية المهيئة للعمل الى مراحله السابقة التي توفر اشباعاً نكوصياً،يقول سيجموند فرويد ان سر شقائنا اننا عشنا أطفالاً ،والحقيقة ان مراحل الطفولة حملت معها عواصف واعاصير تبقى مثبتة في ذاكرة الفرد،لن ينساها او تمحى من ذاكرته فهو كلما زاد النضج تبقى ذكريات الطفولة بافعالها وكلماتها تحفر في الذاكرة ،لن ينساها او تمحى من ذاكرته ، ولنا ان نقول ان ذكريات الطفولة في الصغر كالنقش في الحجر،فهو كلما زاد النضج تبقى ذكريات الطفولة بافعالها وكلماتها تحفر الذاكرة حتى ان البعض من الناس حينما يبلغ الشيخوخة وخصوصا المتأخرة منها اي بعد سن الخامسة والسبعين من العمر تعود له ذاكرته الطفلية كاملة ويتذكر كل صغائر الامور ،وتنسى الذاكرة القريبة والاشياء من حوله وكانه انتقل الى مرحلة سابقة بكل دقائقها الى السنوات العشرة الاولى من العمر.
النكوص اذن امر محتمل الوقوع لدى الكثير منا نحن البشر الاسوياء بمختلف تكويناتنا النفسية لأننا لا نفقد ذواتنا الطفلية ابداً،وتلاحقنا ونحن كبار في تعاملنا مع الاخرين او مع زوجاتنا احيانا وخصوصا حينما يطلب منها الزوج ان تداعب شعره حتى ينام هادئا مسترخيا.
تقول دافيدوف احيانا يواجه الناس الضغوط بالرجوع الى اساليب السلوك التي تميز صغار العمر،كما هو الحال عندما يواجه الطفل وهو في العاشرة من عمره موقفا ضاغطا لا يستطيع حله،يلجأ الى مص الاصابع او التبول اللاارادي في الفراش وهو رد فعل شائع لمواجهة الازمات التي لم يستطع حلها،او حينما يولد طفل جديد في الاسرة ،تكون الاستجابة المتوقعة للطفل الاكبر منه سناً مثل هذه الاستجابة. النكوص كما يعتقد علماء النفس استجابة شائعة للاحباط ،سواء عند الاطفال او لدى الكبار وهو يزود الفرد الذي يلجأ اليها بمهرب او وسيلة هروب الى مرحلة سابقة من العمر كانت جميلة وتركت الاثر النفسي في الذات،كان الفرد يشمل بالحب والحنان والآمن من الوالدين ،وهو مجتمع الثقة والامان بالنسبة له،ويحصل على التأمينات التي تعطي الطمأنينة على مستوى تلبية الاحتياجات النفسية والانفعالية.
يعد النكوص من اكثر الحيل الدفاعية "الآليات"ظهوراً في الامراض النفسية والعقلية،وان كان في الامراض العقلية يبدو في صورة تجهم وردود افعال شديدة مع وجود الصراخ فضلا عن الغيرة الشديدة والغضب والافعال غير المقبولة مثل التبول والتبرز علناً وامام الناس،فمريض العقل يفقد السيطرة على عقله تماما،وهو يعني فقدان الاتصال بالواقع والنكوص الى مواقف طفلية مبكرة،والضعف في قدرة الذات(الانا)على التكيف،لذا عد من اهم مظاهر المرض العقلي(الذهان)هو السلوك النكوصي الذي لا يلائم المرحلة العمرية التي وصل اليها الفرد،فعلاقته بالواقع تصبح مضطربة وقدرته على تكوين علاقات مع الاخرين محددة كما يصبح نموه العاطفي مضطرباً وتفكيره بدائياً.
اما في المرض النفسي(العصاب)فأنه يأخذ صورة اي مواجهة صعبة معبأة بالضغوط او الازمات او الاجهاد،فانه يساعد على حدوث النكوص حيث يأخذ الشخص في الانفعال والتبرم ورد الفعل غير المتزن ويصبح سهل الاستثارة وكثير المطالب والاحتجاجات،وعليه يرى علماء الصحة النفسية ان الاصحاء الذين حسُن توافقهم كثيرا ما يلجأون الى النكوص ايضا بغية التخفيف من القلق او الشدائد التي يواجهونها وهو تعبير سيكولوجي لطرد البخار المتصاعد من شدة ضغوط الحياة والصراع والاحباط داخل النفس لكي يحيدوا(اسلوب تحييد الموقف الضاغط،احد اساليب التعامل مع الضغوط النفسية) الموقف الضاغط ونتائجه ولو لحين،فيلجأ البعض الى الافراط الملحوظ في التدخين او تناول الكحول حد الثمالة،او الافراط في الاكل او قضم الاظافر او يفقد البعض السيطرة على انفعالاتهم فيعملون المخالفات القانونية التي تعارض القانون وعدم التقيد بالاشارات المرورية اثناء السياقة او تزداد مخالفاتهم في العمل وربما حتى اصاباتهم تزداد في العمل ويكون الاستهداف للحوادث عاليا جدا ،والبعض الآخر يعود الى ممارسة الاستمناء او قراءة القصص البوليسية او الافراط في الاتصال الجنسي. فالنكوص اذن لاندري ازاء ذلك حقيقة ام صورة مبالغ فيها من الوهم رغم ان دلائل وجودها مؤكدة علميا وسيكولوجيا واخيرا نسأل: هل يبرأ الاصحاء من التشبث بلذة الطفولة تجنباً لألم عالم الكبار الذي يعيشون فيه بحيث تستقيم لديهم الحياة ولو لبرهة من الزمن هروباً وتجنباً؟ انها تساؤلات يجيب عليها القارئ الكريم بفطنته السيكولوجية وعمق رؤيته لاحداث الحياة وضغوطها.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرض النفسي ومعايير السواء
- الطفل بين تقبل الذات وتقبل الآخر- صورة المرآة
- عندما يبكي الجسد-الاضطرابات النفسجسمية-
- المرض النفسي ..بين الالم والهروب من المواجهة
- الاسرة واحوال الطفولة
- النقاط الرخوة في النفس .. ادراك ام هروب؟
- التفاعل العائلي بين الاضطراب والتوازن العاطفي
- قلق الطفولة
- احلام اليقظة ..تسوية موفقة ام انسحاب انهزامي!!
- التوافق المهني انعكاس للتوافق النفسي
- الانفعال والجسد
- حياتنا والضغوط النفسية
- انه الفصام-الشيزوفرينيا-ما اقساه
- العلاقة الزوجية.. نضوج الدوافع وتوافق الحاجات
- الميول الانثوية عند الرجال.. بين الرغبة والدفاع
- الجنس..الرغبة والدفاع
- التوافق الديني..ونقيضه
- التوافق والصحة النفسية
- الضغوط النفسية ونتائجها المرضية
- الحاجة للآخر ..ضرورة!!


المزيد.....




- حذاء إلفيس بريسلي من جلد الغزال الأزرق يُعرض للبيع في مزاد
- هل شاهد بوتين مناظرة CNN بين ترامب وبايدن؟ الكرملين يوضح
- الأردن.. الأميرة رجوة تثير تفاعلا بأحدث صورة بعيد ميلاد زوجه ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون با ...
- كاميرا CNN ترصد مشاهد اقتراع الناخبين في إيران لاختيار خليفة ...
- -بوليفيا تنتصر للديمقراطية-.. رئيس المكسيك المنتهية ولايته ي ...
- ما الذي يجب أن تعرفه عن مناظرة بايدن وترامب التاريخية؟
- التدبير الاستباقي والتدبير التأجيلي
- يورو 2024: ألمانيا المنشية تواجه الدنمارك العنيدة في ثمن الن ...
- رئيس بوليفيا يكشف لـRT بعض خفايا محاولة الانقلاب في بلاده


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - النكوص في الشخصية حقيقة ام مبالغة؟