الإستفزاز الكبير الذي تسبب به الرئيس
السوري ( الطفل المعجزة ) بشار الأسد بلقائه مع القاتل المحترف والمجرم العريق علي
كيمياوي لايمكن أن يصنف ضمن اللقاءات البروتوكولية والمجاملة لقادة الدول مع
المبعوثين والمسؤولين من الدول الأخرى ؟ وذلك لسبب بسيط وهو خصوصية العلاقة السورية
العراقية من الناحية الشعبية وليست فقط البروتوكولية المحضة ! فما بين النظامين
السوري والعراقي من أنهار الدماء ومن التآمر ملايجوز القفز عليه في لحظات إقتراب
إنجلاء الموقف وإنقشاع الغيمة الفاشية عن العراق ؟ ولقد أدركت السلطات المصرية
الموقف وكانت أشد ذكاءا من نظيرتها السورية فرفضت إستقبال المجيد هذا والذي لايشرف
أي حاكم عربي إستقباله لأنه بذلك يضع يده بيد قاتل حقير ومجرم فظيع وهي الخطوة التي
أقدم عليها بشار في واحدة من خطواته الإستعراضية الغبية ونفهم أسبابها ومسبباتها
ولكنها جللت بالعار مواقف نظام وراثي طائفي متخبط لايملك من وسيلة حقيقية للبقاء
إلا في ظل خراب العراق وإستمرارية التسلط الفاشي ؟.
لو كان بشار الأسد يمتلك ذرة من الإحساس والشعور الإنساني
لتوارى خجلا وهو يتبادل الحوارات الضاحكة مع طريد العدالة الدولية وتناسى ملايين
الضحايا والأبرياء الذين تمزقت أشلاؤهم بسبب ممارسات مجرم الحرب الكيمياوي
الذي تفتح دمشق اليوم أحضانها له ؟ ولعل المفارقة المدهشة هي أن هذا السفاح قد
إبتدأ دورته وسيرته الإجرامية في ذلك اليوم التموزي الساخن من عام 1979 حينما كان
أحد الذين شاركوا بهمة ونشاط في مجزرة ( الرفاق القياديين ) المتهمين بالمؤامرة
السورية والتي بها وعن طريقها إبتدأ تشكل وإنفراد التيار الفاشي في السلطة وإبتدأت
سلسلة الحروب العدوانية والجرائم الواسعة النطاق وتم تخريب ميثاق العمل القومي مع
السوريين .. إلخ؟
لذلك فقد خان
الأسد الأصغر دماء رفاق حزبه البعثي وتناسى كل جرائم الزمرة التي يمثلها الكيمياوي
هذا وهو يحاول إنقاذ وتعويم نظام ساقط لامحالة ؟
فعلى ماذا يراهن السوريون ؟
وإلى متى يظل غباء الوريث الصغير سببا في تخريب مستقبل
العلاقات العراقية السورية وهي علاقات تاريخية شامخة نسجت وأستمرت طويلا بين أحرار
العراق ودمشق ؟
ولماذا يراهن
الحكم السوري على خنازير فاشية في طريقها للإنقراض الحتمي ؟
وهل يعي الطفل الرئيس بشار حقيقة ونتيجة مايفعل
؟