أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - البورجوازية الوضيعة هي الموات














المزيد.....


البورجوازية الوضيعة هي الموات


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 23:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


البورجوازية الوضيعة هي الموات

لم يشر أي من آباء علم الإقتصاد السياسي إلى أن للبورجوازية الوضيعة (Petty Bourgeoisie) دوراً في صناعة التاريخ لكننا مع ذلك نرى اليوم البورجوازية الوضيعة في مختلف أصقاع الأرض تمارس السلطة المطلقة، كما نرى متثاقفي البورجوازية الوضيعة، وهم الأكثر وضاعة، يعبرون عن سرورهم البالغ بالنظام العالمي القائم اليوم وعلينا ألا نتوقع غير هذا والحكمة تقول .. مادح نفسه كذاب .
آباء علم الاقتصاد السياسي تعاملوا مع الحقائق وما كان لهم أن يتنبأوا بانحراف عربة التطور لتعيش البشربة أكذوبة كبرى هي النظام العالمي القائم اليوم . وليس أدل على ذلك دلالة قاطعة من أسعار الصرف في سوق العملات فالدولار الأميركي اليوم يساوي 0.92 يورو أو 0.66 باوند أو 66 روبية أو 122 ين أو 1.5 دولار نيوزيلاندي، وهذه هي المعادلات التي تحكم العلاقات بين اقتصاديات مختلف البلدان والتبادلات التجارية بينها، وهي معادلات مصطنعة وكاذبة . فالدولار الأميركي اليوم لا يساوي أكثر من 5 سنتات من دولار 1970 ، فلماذا دولار نيوزيلاندة مثلاً لا يساوي بالتبعية أكثر من ثلاث سنتات ؟
انهار النظام الرأسمالي في أميركا مع بداية سبعينيات القرن الماضي فأخذ الدولار يعاني في أسواق الصرف مما رتب على الولايات المتحدة أن تخرج من معاهدة بريتون وودز، وتكشف الدولار من الغطاء الذهبي في العام 71 ، الأمر الذي استدعاها لأن تعلن تخفيض سعر صرف الدولار في العام 72 ، لكن سعره استمر في الهبوط فكان أن إضطرت الإدارة الأميركية لأن تعلن تخفيضه مرتين في العام 1973 ؛ ولما لم يجدِ كل ذلك وقد غدا دلالة قاطعة على انهيار النظام الرأسمالي في الحصن الأخير من حصون الرأسمالية بعد أن كان قد استنفذ كل قواه في الدفاع عن النظام الرأسمالي في وجه الشيوعية العاصفة، دعت إدارة نكسون المتداعية لأول مؤتمر قمة للدول الرأسمالية الخمسة الأغنياء (G 5) حيث أعلنت هذه الدول كفالتها للدولار مهما كانت ملاءة أميركا الاقتصادية . لكن ذلك لم بحصن الدولار ففي حين كان سعر أونصة الذهب 35 دولاراً في العام 1970 قفز إلى 1672 دولار في العام 2013 أي ما يعادل 47.8 ضعفاً وهو ما يعني أن دولار العام 2013 لم يعد يساوي أكثر من 2.1 سنتات فقط من دولار العام 1970؛ فلماذا يهبط دولار نيوزيلاندة بالتبعية ليساوي أقل من 1.5 سنت !؟ الولايات المتحدة تخلت مكرهة عن النظام الرأسمالي القائم على إنتاج البضائع فهبطت قيمة عملتها، الدولار، وخسرت 95% من قيمتها، لكن لماذا يهبط دولار نيوزيلندة بنفس النسبة ؟ نظام الإنتاج في نيوزيلاندة ليس رأسماليا يل زراعياً بامتياز ولم تبدل نيوزيلاندة نظامها للإنتاج كما فعلت الولايات المتحدة وتحولت من إنتاج البضائع، أي الإنتاج الرأسمالي، إلى إنتاج الخدمات وهو الإنتاج اللارأسمالي، وبذلك خسرت عملتها، الدولار، 95% من قيمتها، فلماذا يخسر الدولار النيوزيلاندي 95% من قيمته بالتبعية ؟
وطالما أن الذهب هو الدالة الوحيدة على قيمة النقود فإن غرام الذهب كان يساوي 1.25 دولاراً في العام 1970 وهو في العام 2013 يساوي 60 دولاراً . فبرميل النفط على سبيل المثال، وهو ما يوصف بالذهب الأسود، كان يُباع في العام 1970 ب 18 دولاراً، أي ب 14.4 غرام من الذهب ؛ وبيع في العام 2013 ب 100 دولار أو ما يساوي 1.7 غراماً من الذهب ؛ وهو ما يعني أن منتجي النفط عليهم أن يبيعوا 8.5 برميلاً في العام 2013 ليحصّلوا هلى القيمة الحقيقية لبرميل واحد في عام 1970 ومع ذلك كان العالم يصرخ عالياً غضباً من ارتفاع أسعار النفط مع أنه لا يساوي أكثر من 1/8 برميل
هكذا هو حال الذهب الأسود فما عساه يكون حال السلع الأخرى غير الذهبية !؟ ـ لا بدّ أن يكون حالها أسوأ من حال الذهب الأسود .
الدالة الوحيدة التي يمكن استدلالها من مثل هذا العرض الموجز هي أن خللاً ما يعتور النظام القائم اليوم في العالم، وإلا لما كان هناك أي مبرر لانخفاض القيمة الرأسمالية لسائر المنتوجات بنسبة تصل إلى 90% . هذا يتعدى حدود العقل بل هو ضرب من الجنون خاصة ونحن نعلم أن القيمة الرأسمالية للأشياء وسائر المنتوجات هي التي تعيّن العلاقات بين الأفراد والجماعات، وأن مختلف الأنظمة الاجتماعية تقوم على أساس القيمة الرأسمالية للإنتاج .
بناءً عليه لا يمكن النظر إلى النظام القائم اليوم في العالم حيث يجري تداول المنتوجات بغير قيمتها الحقيقية، كيلا نقول بعشر قيمتها، غير أنه كذبة كبرى ستتكشف خلال وقت قريب عن مأساة ستعاني من أهوالها البشرية جمعاء بعد أن تصحو لتجد أن طبقة البورجوازية الوضيعة لم تتحلل وتنهار إلا بعد أن انتهت من تدمير كل ثروات الأرض تقريباً .
والسؤال الأحجية الذي يحتمه هذا الاستشراف هو .. كيف تستطيع فلول البروليتاريا في العالم حينذاك أن تبني الاشتراكية فوق كل هذه الأنقاض كيما تنقذ البشرية من الهلاك التام !؟



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستالين البيروقراطي !؟
- الإمبريالية في الجوهر
- دور الإنسان في صناعة التاريخ
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية - 5
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محارية الشيوعية - 4
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية 3
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية 2
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 10
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 9
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 8
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 7
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 6
- (المفكر الإسلامي) لا يفكر على الإطلاق
- القطبة المخفية في الانتفاضة السورية
- ما بين مالثوس وماركس
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 5
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 4
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 3
- وليد يوسف عطو يسب الشيوعيين بحماية الحوار المتمدن


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - البورجوازية الوضيعة هي الموات