احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 14:56
المحور:
المجتمع المدني
بسم الله الرحمن الرحيم
شفاهيات الدرويش شيردل-1 توأم الروح / 19
أحمد الحمد المندلاوي
قال فرهاد لأصدقائه و هم من مريدي الدرويش شيردل :
- زرتُ يوم الخميس الدرويش شيردل،فوجدته منهمكاً على وريقة بيده ؛ و هو يتمتم مع نفسه .
بادرته بالسلام .. و قلت له ما هذه الورقة يا درويش؟
قال الدرويش شيردل:
إنَّ حفيدتي فاطمة جاءتني بإنشاء بعنوان {الوطنُ..} و طلبت مني أن أختار عنواناً جميلاً له و أصحح الموضوع أيضاً .. فأخترتُ هذا العنوان {الوطن توأمُ الروحِ و خبزٌ دائمٌ}
فقلتُ: جميل جداً هذا العنوان ؛و حقاً الوطنُ توأمُ الروحِ و خبزٌ دائمٌ.. و لكن ماذا عن المتن؟
قال الدرويش:
- إذاً إسمع يا فرهاد ..
الوطنُ كلمةٌ شفافةٌ تدخلُ القلبَ بلا استئذانٍ ،لما فيها من معانٍ رائعةٍ و بهجةٍ مستدامةٍ تهفو اليها النفوسُ عبرَ التاريخِ الانساني ..فالوطنُ كلمةٌ جميلةٌ في الشكلِ،وعريقةٌ في الأصلِ ،وحلوةٌ كالعسلِ .. وأولُ ما يرى الإنسانُ مع نورِ الشمسِ و نسيمِ الصَبا ..يراهُ، يرى الوطن مسقطَ رأسِه، لذا يشتاقُه كلُّ فردٍ منّا بلا تمييزٍ ، بلْ ضحّى و يضحّي من أجلِه الكثيرَ إن داهمه خطرٌ عبرَ التاريخِ..
الإنسان و الوطنُ توأمانِ لا يفترقانِ ،في عالمِ العزِّ و التكاملِ، فكما للأبدان الغذاء المعروف ؛فللأرواحِ غذاؤها أيضاً غذاؤها الوطنُ ..
والوطنُ ليس عبارةً عنْ ترابٍ و صخورٍ و ماءٍ و أعشابٍ .. بل الوطنُ أسمى من كلِّ ذلك لأنّه هبةُ اللهِ المنّان للإنسانِ،اختلطَتْ أنفاسُه مع ذرّاتِ ترابهِ و قطراتِ مياهه ،فهو توأمُ تلك الموجوداتِ الجميلةِ في حضنِ الوطنِ الأم .
أنا وطني (العراق) عريقٌ كإسمِهِ،أصيلٌ كإنسانه،شامخٌ كجبالِهِ،جميلٌ كأهوارِهِ لا أهوى غيرَهُ أبد الدهرِ ما دمتُ حيّاً ؛ و لنْ أرتضيَ غيرَهُ منزلاً، وما أجمل ما قاله شاعرنا الأصيل أبو تمام :
نقّل فؤادك حيثُ شئتَ من الهوى ما الحبُّ الا للحبيبِ الأوّلِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى و حنينُه أبــــداً لأولِ منزلِ
هنا جاء أحد أصدقاء الدرويش ، و انقطع عن الحديث، بأمل سرد الباقي في يوم آخر.
احمد الحمد المندلاوي
[email protected]
20/12/2015م
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟