كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 14:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف يمكن للمرء تحرير نفسه؟
كيف يمكن له ان يرى الحياة التي يعيشها على حقيقتها؟
الامر يتوقف على الجهد الذاتي الذي يبذله المرء في تحصيل المعرفة، هذا الجهد هو مايسميه البعض "القدر" يقول الحكيم الهندي فاشيستا ويتابع انه بالجهد الذاتي والسعي يصل بالانسان الى التحرر والانعتاق من هذا العالم المادي الزائف الى العالم الحقيقي الجوهري.
هناك اربعة ابواب تشكل مدخلا الحرية:
الباب الاول ضبط النفس
الباب الثاني روح السعي او الهمة
الباب الثالث القناعة
الباب الرابع صحبة الحكماء
في ضبط النفس دواء لكل الامراض الجسدية والعقلية، فالذي يرتدي درع ضبط النفس لن تصيبه الاحزان. لانه يصبح على وعي كيف ان المتعة والالم يتطاردان ويلغيان بعضهما. وبها قمة السعادة.
في السعي للمعرفة يبدأ بالسؤال: من انا؟ ومعرفة الحقيقة تنشأ من هذا السعي، وهذا السعي يولد الهدوء الذاتي، الذي هو منبع السلام الاسمى. وهي اعظم حكمة. لان معرفة الحياة تحررك منها.
في القناعة تتجلى رفض الرغبات، هي الاكتفاء بما يأتي دون السعي اليه، ان يقتنع المرء بنفسه، وبالقناعة تزهو نقاوة القلب. هي الربح الاسمى.
وتفوق صحبة الحكماء المستنيرين كل الممارسات الدينية، وفيها اعظم حكمة، توسع ذكاء المرء وتقضي على الجهل والكابة، بها نور الطريق وعبرها تتحقق رفقة القدر.
هذه القناعات الاربعة هي الطرق الاكيدة لانقاذ الانسان، واذا لم يستطع الانسان اللجوء اليها جميعا فعليه ان يكتفي بتطبيق احداها باتقان، وسيجد تلقائيا الاربعة بداخله
عندما يكون العقل في سلام والقلب يتجه نحو الحقيقة الاسمى، وعندما تهمد الافكار المزعجة ويتدفق السلام دون عائق، وعندما يمتلئ القلب بالسعادة الكاملة، وعندما ترى الحقيقة بالقلب، يصبح هذه العالم مسكنا للسعادة.
هذه السعادة المطلقة ممكنة فقط بمعرفة الذات، التي تجعلنا نتجاوز كل ماهو عابر واني الى ماهو ثابت وابدي...
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟