أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - انه حمير من مسلاخ انسان














المزيد.....

انه حمير من مسلاخ انسان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس لنا ان نصل الى هذه الدرجة من التقييم السفلي لاي شخص مهما راينا من العجائب التي تفرض علينا ان ننظر الى الجريمة بتجرد بعيدا عن العاطفة، كما نؤمن بالقانون و سيادته، الا اذا وصلت انسانيته للحد فرضت علينا ايماننا بما نقول و باقتناعنا الكامل عما نعتقد و نقيمهم عليه . و لم اصف احدا مهما كان سلوكه من قبل بهذا النعت، الا ان من قتل و شرد و سفك دمائا و خرب الدار و الديار و عبث بكل شيء و انتهك حرمات الناس و مقدساتهم و لم يبال بما هو الكرامة و العفة و الشرف، و ما تضمنه عادات و تقاليد الشعب المظلموم . و هو يفعل كل هذا من اجل شخصه و طموحاته بنسبة كبيرة و لنظامه و بلاده الظالم بنسبة اقل، و من ثم يستخدم كل السبل في ابادة الاخر و انقراضه لاسباب و عوامل ذاتية به و بسياساته، بما يمكن ان نصفه بابخس السمات .
ان كان يؤمن بالحجر و يدعي غيره، ان كان يسير على هواه و طموحاته و يعلن غيرهه، و ان كان يهدم و يخبر و يقتل نفسا بشرية و يدعي غيره، ليس الا ان يكون خارج فكر و عقل و كينونة البشرية والانسان، و ان كان يعرّف نفسه و فكره و عقيدته و منهجه بافضل ما اوتي من الصفات و يسلك عكس ادعائته، فليس لنا ان نصفه بالمضلل فقط، بل وصل حد الجريمة بما يؤمن فانه قاتل مجرم قبل ان يكون حميرا في جلد الانسان و مسلاخه .
ربما لو اعدنا النظر في التاريخ نجد من امثاله سواء منهم اكثر وحشية او اقل منه، و ان كان بعض منهم مخفيين عن الانظار، اي لم يعط التاريخ حقهم من ذكرهم لاعمالهم المشينة و بيان ما اقدموا عليه و الاعتبار منها، الا ان اكثريتهم موجودين في تاريخ الانسانية شرقا و غربا، لمن يمحص و يتمعن في المراحل الصعبة التي مرت بها شعوب العالم هناو هناك في بقع غدرت بالشعوب اكثر من اخرى . اليس هتلر و فرانكو و صدام و هناك في تاريخ الاسلام من خالد ابن الوليد و سعد بن اي وقاص و حجاج بن يوسف الثقفي و الالاف منهم، نماذج حية من الدكتاتورية الغاشمة القاتلة المريضة غير الابهة بمصير الانسان و ما يهمه . نعم انهم فعلوا ما يمكن ان يكونوا في خانة المجرمين الكبار. و لكن يجب قول الحقيقة ايضا بان بعضهم لم يفعلها لطموحات و امنيات شخصية بحتة، بل فعلها لايمانه بما يحمل من الاعتقادات والافكار و النظرة الى الحياة و ما يحمل من الايمان بفكر و فلسفة ما، و لم يستفد من افعاله من الناحية الشخصية كثيرا الا انه لم يصل ان يُقال له يناله الويل و الثبور على فعلتهم، ولكن كانت نهاياتهم معلومة و كيف دفنوا و بعضهم قتلوا بما يستحقه .
انهم كانوا يعيشون في زمن اعتمدت الصراعات الانسانية سواء شخصية او دولية على القوة، فمن كانت له قوة عسكرية و عقل عسكري استند عليها في تحديد مساره و سياساته و توجهاته و تعامله مع الصراعات التي وقع فيها، او كان بعضهم يعتبرها نضالات فكرية فلسفية عقيدية منهجية يؤمن بهاو ليس افتوحات الاسلامية و ما برز منها من المجرمين الذين قتلوا المئات الالاف بحد السيف الا منهم.
اي الظروف الموضوعية و الذاتية للقائد و المرحلة التي عاش فيها، كان الدافع الاول فيما فعلته ايديه او اوامره على الاصح، اي لم يكن هناك اي اعتبار للانسان كانسان و الانسانية كعقلية، بل في اكثر ما حدث كان الواقع و المرحلة تفرض على ان يتعاملوا مع الانسان كالة حربية مجردة ليس الا . اي لم تتطور العقلية الانسانية و احترام احدث كائن الى الحد الذي وصلت اليه العقلية الانسانية الانية، و سخرت العلوم والفنون جميعها لصالح الحروب والصراعات و القتل و ليس الى الانسان وتقدمه و في خدمته الا قليلا .
نعم في هذا الوقت الذي يتمتع الانسان من حيث المرحلة والعقلية و النظرة العميقة اليه، ليس الا من باب الفخر و الاعتازاز باهم و افضل كائن و ما في الكون، فلابد من خدمته و الدفع به نحو الامام من كافة نواحي حياته .
في هذه المرحلة و بهذه المميزات و الصفات التي نعيش فيها، نجد من يتصرف بسلوك العهود الغابرة من اجل طموحات ذاتية شخصية قبل ان يهمه امر ما يدعيه من بلاده . و ان كان يحمل افكارا و عقائد مر عليها الزمن و نفدت مدة صلاحياته، وفق كل المتغيرات التي يعيش فيها هو قبل غيره، فانه يتصرف كما يعتقد انه يعيش في العصور التي انبثقت منه المجرمون و الدكتاتوريون و مصاصو الدماء . ان ابعدنا ما يحدث في المنطقة من تدخلات الكبار من تقيمنا و من ايدي انظمة و منهاج و سياسات دولية و ليس شخصية، فانه يمكن ان نصف اردوغان و سلوكه الهمجي و ما يفعله باسم الديموقراطية ليس الا من افعال الاسبقين من امثاله المجرمين . انه حقا حمير في مسلاخ انسان بكل معنى الكلمة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعتيم الاعلامي على ما يحدث في كوردستان الشمالية
- هل بالامكان ان يعيش الشعب العراقي بسلام و امان ؟
- هل روسيا وامريكا ترحّلان الاسد من سوريا ؟
- بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي
- هناك البعث الجديد يقف ضد الكورد في العراق الان ؟
- هل العراقي يتحاور ام يتجادل ؟
- اليسار الكوردستاني و الموقف من مستجدات المنطقة
- ما بين الكبت و المواضبة في الحياة
- ألم تحارب روسيا داعش ام يدعمه الاخرون ؟
- استمرار تركيا في استفزازاتها !
- الهدف الرئيسي لتركيا هو عزل اقليم كوردستان عن كوردستان سوريا ...
- تنسيقات متناقضة بين اطراف محاور الشرق الاوسط الجديد
- ما يحدث في سوريا بداية للتوجهات العالمية الجديدة ؟
- عدم احتراز اقليم كوردستان لاي احتمال مستقبلي
- لماذا يخافون الاعلام اكثر من اي عدو؟
- حادثة البعشيقة و ما وراءها
- الهدف الغاء البعض لاكتساح المنطقة مستقبلا
- البرزاني يقامر على حساب الشعب الكوردي
- هل تنجح انقرة في فرض المنطقة العازلة في سوريا ؟
- شهر سيفه و لم يعد بامكانه ان يعيده الى غمده !!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - انه حمير من مسلاخ انسان