أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - اللّذّة في قراءة نصوصه














المزيد.....

اللّذّة في قراءة نصوصه


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


19-12-2015
اللّذّة في قراءة نصوصه
راضي كرينّي
خالد تركي قامة مغروسة في قلبِ الحزب النابض؛ حبّا ونضالا وانتماءً وتضحية، في مسيرة كفاح الشعب الفلسطينيّ التحرّرية، لا يكلُّ ولا يلين، ولا يتراجع، ولا يتخاذل.
يقف كما وقف عمُّه ووالدُه، يقف إلى جانبِ شعبه صامدًا ضدّ الظلم، منحازًا للعدل ولحقوق الإنسان، ملتزمًا بعشق الوطن والحياة الحرّة، ويُقنعُ بصدق الانتماء، ومفتخرا بقيم المبادئ التي تربّى عليها، ومازال يحمل لواءَها ويبشّر بإمكانيتها وضرورتها، مؤمنًا أنّ لابدّ لليل أن ينجلي، ويعمل على كسر القيد؛ فلخالد تحيّة، ولأبو خالد إنحناءة.
نلاحظ في الثلاثة مؤلّفات التي أصدرها خالد حتّى الآن أنّه بذل جهدا صادقا وبإخلاص؛ والقليل مع الإخلاص كثير، والكثير مع الرياء قليل؛ فكم بالحري إذا كان إخلاص خالد كثيرًا؟!
اعتمد دكتورنا في مؤلّفاته الثلاثة على تحليل مواضيعَ تتعلّقُ بنهجه السياسيّ، رسم مخطّطاتِهِ ووضع حبكاتِهِ وفقًا لمبادئ الحزب الذي ينتمي إليه، وتماشيًا مع المبادئ التي يؤمن بها، وعيّن مراحلَ التطوّر في المؤلفات متّكئًا على درجة ثقافتِه ووعيه وإحساسِه، وانطلق بانيا على موضوعٍ ثوريّ، موجودٍ في بيته وبيئته، وفي ذاكرةِ والدِه وعمِّه، وفي أدبيّات حزبه، وزادَ عليه لواحقَ جديدةً، واختراعاتٍ مستحدثةً، واهتدى إلى أفكارٍ تتعلّقُ بمواضيعَ أخرى من التراث الشعبيّ والدينيّ، ومن الحضارة الحديثة.
يكتشف المتتبّع لمؤلفات خالد الثلاثة أنّه اتّبع نهجًا واحدًا تصاعديّا، ممّا أملى على نفسه، أن يفاوتَ بين مؤلّفاتِه بالنوعيّة والعمق، لم تكن هذه العمليّةُ بَديهيّةً عنده؛ بل اهتدى إلى موضوعاتِه عن سابقِ إصرارٍ وإعدادٍ، وهي الموضوعاتُ التي صدمتْهُ، وأثارت فيه حوافزَ، وكوّنت لديه مجموعةً من الأفكارِ التي أثارت الخيالَ، وثوّرت مشاعرَه المنغمسةَ بالذكرياتِ المسنودةِ بالمطالعات والخبرات والتأمّلات؛ فتفاعلت كلُّ هذه العواملِ فكريّا وعاطفيّا وخياليّا، فأولدت المؤلّفاتِ والمقالات الواحد تِلْو الآخر، جديدا على جديد، مكمّلا وموفيا لما وُجد ونَقص، دون أن يقعَ أديبُنا في التشابه والتكرار المملّ، أو في التقليد، أو في الشبيه اللاواعيّ؛ فإبداعُه انفعالٌ بالواقع المأساويّ، وبالتالي اتّحادٌ بالأمل المشرق.
هكذا، يطلّ علينا من بين صفحاتِ مقالاتِه وكتبِه مخزونٌ ثقافيّ وتِقنيّ متفجّر، وإرادةٌ قويّةُ العزم على فعل الخير، وعلى بلوغِه، تطالبُنا بالصبر، وبالتماثل مع إرادتِه، وبالسعي والإسهام معها؛ لتأمين شروطِ حياةٍ عادلة وأفضل، ولتحريرِ الإنسان المنسحق، ولإرساءِ أساسٍ فلسفيّ وخلقيّ لفكرة الاشتراكيّة.
نجد في كتاباتِ كاتبنا دمجًا لأهمّ خصائص النصوص الأدبيّة والوظيفيّة؛ ففيها النصّ المعلوماتيّ واضحُ اللغة، وبعيدٌ عن الرمز، ومعتمدٌ على الحقائق المستقلّة عن رغبتِه ورأيِه، وعلى مصطلحاتٍ خاصّةٍ بالموضوع الذي يتناولُه، وعلى أوصافٍ للأشخاص والأماكن والأشياء، لكنّها لا تخلو من خصائص النصوص الأدبيّة.
وفيها النصّ الإرشاديّ الإجرائيّ الذي يتوجّه إلى جميع القرّاء، لا يستعملُ أديبُنا صيغةَ المبنيّ للمجهول كمحايد في المعركة، فهو يشير ويرشد لكيفيّة تنفيذِ أو إجراءِ أيِّ عملٍ حزبيّ أو ثوريّ أو وطنيّ، مستخدمًا الروحَ الخطابيّة.
وفيها النصّ الإقناعيّ، الذي يهدفُ للتأثير في القارئِ لإقناعِه بوجهةِ نظرٍ معيّنة في موضوعٍ سياسيّ واجتماعيّ ما، فيكشفُ المعلوماتِ والوثائقَ، ويستشهدُ بآراءٍ وحججٍ، ويستعينُ باللغةِ الإيقاعيّةِ وبالأمثالِ والشعرِ والحكم والآيات والأحاديث.
يعرض أديبُنا في الكثير من مقالاتِه وجهاتِ النظرِ المتعارضة في القضايا السياسيّة (في الانتخابات والمؤامرة على سوريّة، وفي التصدّي لسياسة التمييز والاضطهاد القوميّ وغيرها)، لكنّه يغلّبُ رأيَ حزبِه على الآخر؛ لأنّه أصيلٌ ولا يعرف التزييفَ والتملّق.
ونجد في نصوص خالد التي تمّ نشرُها في موقعِ الجبهة أنّها نصوصٌ جمعيّة، فكنّا نشاركُه كمتلقّين في بناء النصّ وكتابته، وكما جاء في كتاب "تأثير الإنترنت على أشكال الإبداع والتلقّيّ في الأدب العربيّ الحديث"، لأختنا العزيزة إبنة عارة، الدكتورة إيمان يونس، كتبت في صفحة 286 و287، تنطبق على هذه النصوص مقولة بارت حول "لَذّة النصّ"، إذ يرى الناقد الفرنسيّ رولان بارت (1915-1980) أنّ القراءةَ هي لذّة وليست واجبًا، وذلك لأنّ القارئ لا يكون قارئا في اللحظات التي يكون فيها مرغما على القراءة، وإنّما في اللحظات التي تكون فيها القراءة رغبة. (كما هو حالُنا مع كتابات خالد)، والشعورُ بهذه الرغبةِ تجعلُ من القارئ كاتبًا، وهذه الرغبة ليست أن تكتبَ مثلَ الكاتب أو عنه، وإنّما أن تكتبَ فقط، وهو تصوّر يجعل من القرّاء إنتاجا، فالاستهلاك يتحوّل إلى إنتاج. إذًا لذّةُ القراءةِ هي التي قادَتنا إلى التعليق بما نشعر به على مقالات خالد (وجدير بالذكر أنّ التعليقات كانت متبادلة)، والتعليقات المتبادلة حوّلت نصوصَ خالد إلى نصوص رقميّة، وأصبحت كأنّها تحمل صورةً أو رسما، فدفعتنا للاستمرارِ في عمليّة كتابةِ النصّ نفسِه، بأن نضيف إليه ونزيد عليه؛ كي تتواصل لذّة القراءة بلذّة الكتابة، لتكمّلَ الواحدة الأخرى؛ فمنذ بداية النصّ يدعونا خالد للاشتراكِ والإسهام معه في إنتاج النصّ، فحوّلنا من قرّاء للمتعة والاهتمام والتعلّم وللانخراط في المجتمع إلى كتّاب. وفي الختام اسمحوا لي أن أكشف لكم سرّا، أحيانا كان يعتريني اليأسُ من الكتابة؛ فأتوقّف عنها، فكان خالد يقف لي بالمرصاد محفّزا ومشجّعا ودافعا ومتعاطفا ومثمّنا و... ويحثّني لأنّ والدَه بانتظار المقال مع فنجان القهوة في الصباح، فقهوتُهم معطّرة وفوّاحة، سنبقى نتطيّبُ بها ما دامت في رأسنِا فكرة!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة أمريكا
- الحلّ أربع دول
- المال ينطق بحجّته
- بيبي شرط ضروريّ للاحتلال
- ذهب أبو حاتم وبقي الديوان
- إسرائيل بحاجة لرئيس حكومة آخر
- مفتاح الحلّ ليس بأيديكم
- بيبي نتنياهو، أنت المسؤول الأوّل
- ليت أبو مازن ذكر صدره ونسي عجزه
- خطر الهيمنة المافياوية الاحتكارية اليهوديّة
- حكومة لا تشعر بالأخطار الوجوديّة وبالضربات
- اليمين المتطرّف وظاهرة -راجح-
- تسيّونوت ومتسيّونوت؛ صهيونيّة وتفوّق
- جدعون ليفي لست وحدك
- حكم نخبويّ، لا ديمقراطيّ
- بيبي نتنياهو دون كيشوت العصر
- مَن يصنع الأشباح تخرج له
- لا وطن للإرهاب ولا مستقبل!
- دقّت ساعة قوّة السياسة في فيينّا
- فشل يعلون هو سبب ونتيجة لفشل حكومة بيبي


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - اللّذّة في قراءة نصوصه