بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 02:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا زلنا مع العنصرية التي يخوض الناس فيها ويدورون حولها ولا يصدقون في قولهم عنها ولا تقييمهم لها إما بسبب غياب المعلومات الحقيقية عنها أو بسبب الجهل بحقيقتها وواقعها واصلها والمستفيدين منها والمتضررين, فأصبحت في الغالب إتهامات متبادلة ومكايد وتصفية حسابات يقلب أصحابها الحقائق رأساً على عقب.
فالكاتب طريف يريد أن يتهرب من المسئولية التي تقع على عاتقه ويحمل الكوارث التي حلت بسوريا والعراق بغيره وهو وجيله والأجيال التي سبقته مسئولون عن هذا مسئولية تامة,, فقد مئهدوا "بسلبيتهم" وضلالهم وتنكرهم للحق حتى هانوا في أعين أعدائهم الذين طمعوا فيهم بعد أن ضاعت هيبتهم. وهناك حقائق قد لا يستوعبها هذا الكاتب وأمثاله وهي رد الله تعالى على الكافرين به والمتطاولين على كتبه ورسله والمستخفين باليوم الآخر, وظنوا أن توعده ليس جاداً لظنهم أنه غير موجود فجعل بأسهم بينهم شديد فعلى طريف إن كان حقاً باحث علمي وكاتب واعي أن يرجع إلى تواريخ الأمم البائدة ليعرف أن الله تعالى إن قال فعل.
قال تعالى في سورة الشمس: (وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا 10), (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا 11), (إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا 12), (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا 13), (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا 14), (وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا 15).
- فهل يخاف الله عقباها إن فعل بأي أمة ما فعله بثمود إذا غضب من فعلهم وتجاوزاتهم وفسادهم, أو من سلبيتهم وتهاونهم في حتمية الإصلاح اللازم قبل أن يستشري الفساد ويعم؟؟؟
- وهل يدرك طريف هذه الحقائق التي يكذب بها وهي الآن شاخصة أمامه فأصبح بعض الأخوان يضرب رقام بعض ويشرد بعضهم بعضاً فيتقطعوا في الأمم كما حدث لليهود؟
عن عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ , فَدَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَامَ يُنَاجِي رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثُمَّ انْصَرَفَ, فَقَالَ: (سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثًا فَأَعْطَانِيَ اثْنَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً , سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ وَلا يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنَةِ فَفَعَلَ , وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعْنِيهَا).
فهل هو يعرف طريف تاريخ سوريا والعراق ودولة الفرس العنصرية قبل الإسلام وبعده؟؟؟ ..... فإن كان يعرف شيئاً منه فلابد أن يكون على يقين من أن الفتح الإسلامي لهذه الحاميات الإستعمارية العنصرية المجرمة قد جاء مخلصاً لها من نير العبودية والعنصرية التي يصعب وصفها. فما باله بالأكراد وكيف كان حالهم قبل الإسلام وبعده.
إذاً إدعاءه الكاذب المخزي له بأن "هناك عنصرية قبلية وقومية تعود بجذورها الى الإسلام وشرعه الذي أطلق عليه إسم "الايديولوجية الاسلامية", رغم أن الإسلام ليس أيديلوجية وإنما شرع إلهي موحى فقوله هذا إفتراء محض, وهلوسة فارغة يظن انه يستطيع أن يمررها على حملة كتاب الله تعالى. أما قوله بأن الأيديولوجية التي يتكلم عنها ويدعي بأن قبائل الاعراب البدو حملتها من الجزيرة العربية، ونشرتها بينهم بحيث اعادت العصبة القبلية والقومية وأعاقت تكوين الامة الوطنية، وعلى الاخص في سوريا والعراق، التي اصيبت بآفة القومية العربية...
كل هذا إدعاء سخيف بائن عوره وسذاجته من خلال آيات قلائل من بعض السور أكدت للقاصي والداني إستحالة وجود أي تصور لعنصرية أو قومية أو قبلية بين الناس إذا ما إنتهجوا بنهجه وسلموا قيادهم له.
ما قصة التكافؤ في النسب التي يتحدث عنها الكاتب؟؟؟:
إنتهز الكاتب فرصة إثارة موضوع إجتماعي خاص بالمملكة العربية السعودية تحدثت حوله بعض الأوساط الإعلامية بإعتباره ظاهرة مثيرة للقلق حقيقةً من جراء عدد الحالات المتأثرة بهذه الظاهرة من حيث حجمها ونوعيتها وتأثيرها على الناس ومستقبلهم القريب والبعيد,, والتي قد تكون في الأساس مشكلة أو ظاهرة قديمة في عمرها وإن كانت بعيدة عن بؤرة الضوء أو أنها تعرضت لتطورات نوعية ظاهرة أقلقت المجتمعات والمعنيين بهذا الأمر الحيوي الهام فظهرت على السطح في بؤرة الضوء.
فلعل الكاتب المتربص بالإسلام والمسلمين وجد الفرصة سانحة لينقض على ما يفهمه وما لا يفهمه لعله يظفر بمأخذ أو مآخر على الشريعة الإسلامية الغراء يؤيد إدعاءه بعنصرية الإسلام والمسلمين ونبيهم الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. فقال للقراء الكرام: أنظروا هذه هي السعودية التي فيها قبلة المسلمين تطبق مبدأ "عدم تكافؤ النسب" الذي – لو لا أنه مشرع له في الشريعة الإسلامية لما تجرأت السعودية في تطبيقه والعمل به – وهو في شكله المعمول به هناك يعتبر تفرقة عنصرية من الطراز الأول.
فهو يقول عن ذلك: ((... وعلى اساسها يجري التفريق بين الزوجين بسبب " عدم تكافئ النسب"، وذلك يحدث في دولة الشريعة السعودية تحديدا. وفي السعودية ايضا نجد ان ابناء الدم الازرق يطلقون تعابير مثل "طرش بحر" أو " خضيري" على ابناء وطنهم الذين ينحدرون من الموالي، (العبودية انتهت في السعودية رسميا عام 1962)، او المتجنسين والعمال الاجانب، كما يطلقونها على سكان الحجاز ( على إعتبارهم مخلفات حجاج). كما نراها في العنصرية والتمييز ضد الامازيغ والطوارق (سكان المغرب الاصليين) ....)).
نقول لهذا الكاتب,
أولاً: لا تصطاد في الماء العكر, ألا تتفق معي بأن حديثك عن الزواج والطلاق والعلاقة الزوجية الشرعية بين المسلمين أو أهل الكتاب,, هي بالنسبة لك لا تعني شيئاً في الأساس؟ أم لعلك نسيت إلحادك المعلن والمؤكد,, وهذا يعني أنك لا تؤمن أو تعترف بوجود الله إبتداءاً ثم لا تقبل أو تلتزم بشرعه, وأنت على الدوام تحارب كل ما يتعلق بهذا الشرع,,, الخ إذاً ما خطبك؟ وما بالك تدس أنفك في ما لا يعنيك إبتداءاً؟؟؟ .....
ألا ترى معي أن هذا يعتبر تضارب في المفاهيم لديك بصورة تقربك من الخبل وتدمغك بالسفه والسطحية؟؟؟ ..... أو على الأقل يعتبر تدخل سافر في شئون الغير بغير وجه حق,, وهذا يتعارض مع التنور الذي تدعيه وأنتم أبعد المخلوقات عنه؟؟؟ ..... أما لعلها هي نزعة الشر وخصلة السفه تلح على المنغمسين فيها والمنغمسة فيهم حتى يجعلونها عوجاً وخراباً كنفوسهم؟؟؟
ثانياً: هل أنت في الأساس متزوج زواجاً شرعياً وفق ما جاء في التوراة أو الإنجيل أو القرآن,,, ولك أبناء وبنات شرعيات معلوم نسبهم وموثق أم هو لقاء وفق الرغبة والهوى وليس مقيد بضواط وقيود وحقوق وواجبات ومراعاة أنساب وما إلى ذلك من الأمور والأركان والدعائم التي يؤسس عليها الزواج وتراعى عند الطلاق أو التفريق عند أصحاب العقائد والأديان والشرائع المنضبطة؟
ثالثاً: هب أنه في وقت ما نشأت قناعة - عند أحد طرفي العلاقة الزوجية, أو عند الطرف الآخر - رَأَىْ فيها الطرف المعني عدم جدوى الإستمرار في تلك العلاقة لإعتبارات مقنعة لأحد الأطراف دون الطرف الآخر,, إذاً:
- كيف ستكون آلية فض هذا الجمع مع ضرورة عدم وقوع خسارة على أي من الطرفين؟
- وماذا لو رفض طرف قبول قناعة الآخر وأراد الإستمرار رغم إصرار الطرف المقابل على الإنفصال؟ ..... هل سيكون هناك إلزام قانوني أو أدبي .... أم سيكون هناك صراع قد يبدأ بالصياح وينتهي بالنياح؟؟؟
- وهل في هذه الحالة ستتدخل العنصرية ضمن الخيارات المتاحة للحل, أو الوساطة الرشيدة أم لعله القضاء لتفادي الفوضى والغوغائية وتجني طرف على الآخر حيث يتحول الأمر من شرعي إلى جنائي من الدرجة الأولى؟؟؟
إعلم أيها الكاتب أن الزواج في الشريعة الإسلامية والطلاق بأنواعه ودرجاته وأحكامه, ثم التفريق بين الأزواج بأنواعه ودرجاته وأحكامه غاية في الإنضباط المقنن والموثق, إذ أن هذه أمور علمية وفقهية غاية في الدقة والتفصيل والإحكام بجانب الخيارات والمحظورات وغيرها,,, يقف عندها كبار العلماء والفقهاء كثيراً لمعالجة المشكلة بين الأزواج أولاً ومناقشة كل الخيارات الممكنة للإصلاح بينهما بدون ضرر ولا ضرار, فلا يوجد في الفقه الإسلامي عاقل يجنح للتفريق بين زوجين من الوهلة الأولى ما لم يأت ذلك التفريق في أضيق نطاق حيث لا يكون هناك من البدائل المتاحة ما هو أفضل منه, خاصة إذا كان هذا الزواج قد أثمر أبناءاً و/أو بنات, فالإسلام هو الشرع الوحيد الذي نادى إقامة الوزن بالقسط حيث وقف الآخرون عند "العدل" كأقصى حد.
فلا تشغل بالك بأشياء أنت غير معني بها وغير مؤهل لأن تستوعبها أو تدرك مراميها أو تستحضر حرجها ومسئوليتها أو حتى تألفها ,,, لذا فإن الأمر ليس متروكاً للهوى والعبث الشخصي والفوضى التي أنتم فيها, بل هناك تمحيص وتدقيق من مؤسسات متخصصة في الفتيا والقضاء الشرعي وربما المدني والجنائي,,, وغير ذلك من قواعد وشروط الإصلاح بين الزوجين بتعيين حَكَمَيْن من أهلهما يتم إختيارهما بمعايير ومواصفات غاية في الدقة والتمحيص.
فالزواج ليس لقاءاً عابراً أو مبرمجاً بين ذكر وأنثى في مطعم أو حديقة أو مركبة عامة ثم الإنتقال من هناك إلى غرفة نوم أحدهما, كما هو معهود لديكم,,, وإنما يتم بعقد نكاج مستوف لكل الأركان وموثق بما يكفي لضمان حقوق الطرفين وشروطهما في حالتي الوفاق والفراق, مأخوذا في الإعتبار معالجة وتسوية كل التداعيات والتأثيرات الجانبية التي تترتب على هذا الإنفصال.
أما المملكة العربية السعودية فهي قطر من الأقطار, له دولة ونظام سياسي يحتكم إليه الشعب هناك, بغض النظر عن كونه نظاماً مؤسساً في إطار الشريعة الإسلامية كلياً أو جزئياً,, أو غير ذلك, المهم أن شعبها مسلم كما هو معلن, وبالتالي ستكون كل حياته الإجتماعية محكومة بشرع الله وفق كتابه وسنة نبيه. وعليه لا بد من وجود المؤسسات التي تقدم له كل الخدمات اللآزمة لإدارة شئون هذه الحياة, وأول هذه المؤسسات هي دور الفتيا والمحاكم الشرعية, فهناك يفترض أن تتم معالجات مشاكل الناس بمختلف أنماطها وتنوعاتها وتعقيداتها محكومة بالضوابط الشرعية وتحت رقابة الله تعالى المباشرة.
وبالتالي فإن من كان خارج هذه المؤسسات في قضية معينة لن يكون حكمه ورأيه متفقاً تماماً مع من شارك في إدارتها مهما بلغ قدره من المعرفة بكل الضوابط الشرعية ما لم يكن مشاركاً مع الذين تداولو تلك القضية عملياً وناقشوها وإتقوا فيها الله تعالى. والزواج بصفة خاصة, والعقود بصفة عامة في الشرع يشترط فيها التراضي بين الأطراف المتعاقدة لأنها لا تكون شرعية ما لم تعقد في الأساس بالتراضي, وأن تكون كل الإتفاقات والتداولات تتسم بالشفافية والوضوح والصراحة ومناقشة كل كبيرة وصغيرة ... وفق ما شرعه الله ورسوله.
فالتفريق الذي يجري بين الزوجين على اساس "عدم تكافؤ النسب" – في ظاهره ومنطوقه, تفوح منه رائحة التفرقة العنصرية إذا إستطعنا أن نحدد بالضبط المقصود بالتكافؤ في النسب, وتداعيات كل حالة من حالات النسب المعروضة أمام القضاء وملابساتها وأضرارها وتأثيرها على الآخرين الذين ينتمي لهما الزوجين. فإذا وصل الناس إلى قناعة بأن التفريق بين الزوجين كان هو الأفضل لكليهما من الإستمرار في حياة زوجية تعسة يسودها التنافر والتدابر والكراهية,,, في إطار القاعدة العامة (لا ضرر ولا ضرار), فهذا يرجع تقديره للجهاز القضائي والعدلي ويصحح المسار بالنقض والتعويضات وغير ذلك من إجراءات أكبر من تفكيرنا وتقديرنا.
هناك قاعدة يجب على الكاتب إستحضارها وهي: (لا تجتمع أمة محمد على ضلال), ولكن بالمقابل, لا يوجد أحد من هذه الأمة معصوم من الخطأ, كما أن الأمة (كمسلمين) تتضمن عدد كبير من الذين يتعمدون الميل عن الحق وتحكيم الهوى من المنافقين والمنشقين "وجدانياً" عن هذه الأمة,, أما (كمؤمنين) فهذه النواقص تستحيل في حقهم لأنهم يستحضرون دائماً قول ربهم: (وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان), ولكن إذا أجمعت على أمر إجتهادي وكان الإجماع هو أفضل وأرجح البدائل (في حالة ما أو وقت ما...), كان ذلك الأمر هو الصحيح لمعالجة المسألة القائمة, في حينها ولا يشترط ديمومتها. فهذه مسائل لا يمكن البت فيها لأن الحلول تتناسب مع الحالات المطروحة أمام أهل الإختصاص (في إطار الشرع) وهم الأقدر على تقديم النصح والمشورة بأفضل ما يمكن من الخيارات. فالسعودية وغيرها ليست معصومة "كبلد وشعب" عصمة خاصة لأن فيها الحرمين الشريفين وإن كان شرفاً مميزاً لها,, وبالتالي لن يسقط عنها الإبتلاء كغيرها من الدول والشعوب, والخطأ في الإجتهادات وارد ومن تعمده فالقرآن الكريم وسنة نبيه محمد الخاتم كفيلان بأن يخطآنه ويدينانه فليس هناك كبير أمام الشرع,, فالله هو العلي الكبير.
وهذا الحديث المرفوع ذكرناه في موضوعنا السابق من ضمن النماذج والشواهد, ولكننا الآن نضعه في مكانه اللازم, لأنه يعتبر رداً مباشراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم على إشكالية " عدم تكافؤ النسب " جاء فيه: ... عن أبَّان بن مالك الأشعري قال: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " ("أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ" ، وَقَالَ : " النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا يُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ " .).
فمتى ما ظهرت حالة تفريق بين زوجين سببها التفاضل أو الطعن في الأنساب والفخر في الأحساب تعتبر هذه الحالة واقعة في أمور الجاهلية الأربع التي أشار إليه الحديث. وهو سلوك وتوجه عنصري ذميم من الدرجة الأولى, ويجب أن يؤخذ بهذا في الإعتبار,, وهو بلا شك مخالف لشرع الله تعالى وكتابه الكريم. ولكن إذا نظرنا إلى المجتمع الخليجي بصفة عامة والحجاز بصفة خاصة نجد النسيج الإجتماعي فيه البداوة بعاداتها وتقاليدها وموروثاتها الإجتماعية,, وليس المجتمع كله مسلم (مؤمن) كما قد يتبادر إلى الذهن, فهناك زنادقة وملحدين وعلمانيين,,, وحتى لو إفترضنا أن المجتمع كله مسلم, فلن يستطيع أحد التأكيد على أن كل من قال أنا مسلم معناه هو مؤمن ومن أمة محمد ويحسب على الأمة, فيمكننا أخذ القصيمي كمثال.
فإذا وجدت حالات مصاهرة أطرافها مبتلون بالإثنية والجهوية والقبلية والأنساب والأحساب, وكان هذا الإبتلاء جزء أصيل من مفاهيمهم, فإن إستمرار مثل هذه الحالات ستترتب عليه أضراراً مادية ومعنوية مدمرة قد تصل إلى مستوى الجريمة لإيقافها. لذا فإن أسلم وأأمن طريقة هي معالجتها بالتراضي الذي قد يكون عبر جلسات فقهية وأمنية وقانونية لتجنب العنف المادي والمعنوي, الذي لا يمكن تخمينه فتصبح كل الإحتمالات واردة وممكنة.
إن الفصل في مثل هذه القضايا حتى بالتفريق له جانب إجتماعي متوازي من الجانب الشرعي, مثلاً الحكم على الجاني بالبراءة "لعدم كفاية الأدلة" لا يسقط عنه الذنب أما الله تعالى, رغم أن النبي الكريم قد وجه (بدرء الحدود بالشبهات) بدرء الحد لا يعني سقوط الذنب, ولكن هناك معالجات أخرى منها التعذير و القسم وغيره. فإذا وقعت حالة تفريق بقصد عنصري فإن الله به عليم, ولكن على البشر معالجة الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة بقدر المستطاع, وترك ما هو خارج نطاق علمهم لعلام الغيوب فهو عليم بالظالمين.
((( ... فمثلاً: يقول أحدهم إنه يريد فتيا في أمر زواجه من امرأة من نفس المنطقة التي ترعرع فيها، فهو يعرف أهلها وتعرف أهله. قبل زواجه منها بسنوات أخبرت والدتها والدته بأنهم من قبيلة كذا،,, وبعد سنة من زواجه بها اتضح له أن تلك الزوجة من قبيلة أخرى غير التي ذكرتها أمها لأمه قبل الزواج. بالإضافة إلى ذلك فإن تلك القبيلة "تحديداً" ما كان ليتزوج منها لشيء في نفسه. مع العلم أنه قد بنى بها ولم تنجب منه. فهو يسأل إن كان بذلك يحق له أن يطلقها وقلبه مطمئن.
أجابه المستفتى قائلاً: (لا ننصحك بطلاق هذه المرأة لمجرد هذا السبب المذكور، فإن أمور الأنساب والأحساب وغيرها لا عبرة بها عند الله سبحانه وإنما يتفاوت الناس عند ربهم بالإيمان والعمل الصالح كما قال سبحانه في سورة الحجرات: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ 13)..
ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول: (ألَاْ لَاْ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ولَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ولَا لِأحْمَرَ عَلَى أسْوَدَ ولَا لِأسْوَدَ عَلَى أحْمَرَ إلَّا بِالتَّقْوَىْ,, إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقَاكُم).
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: (مَنْ بَطَأ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ). رواه مسلم.
وروى الإمام أحمد وأبو داود رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللهَ قَد أذْهَبَ عَنْكُم عَيْبَةَ الجَاهِلِيَّةِ وَفَخَرَهَا بالآبَاء، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وفَاجِرٌ شَقِيٌّ، أنْتُمْ بَنُو آدَمَ، وآدَمَ مِنْ تُرَابٍ، لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُم بِأقْوَامٍ إنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أو لَيَكُوْنَنَّ أهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ الجُعْلَانِ الَّتِيْ تَدْفَعُ بِأنْفِهَا النَّتَنُ).
واعلم أن الشرع قد ندب إلى إمساك المرأة حتى مع بغضها خصوصا إذا كانت أحوالها مستقيمة كما ذكرت من حال زوجتك فقال سبحانه في سورة النساء: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً 19).
وقد أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه، وسلم قال: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ).
لكن إن لم تطب نفسك بعد ذلك بالبقاء معها فلا حرج عليك في طلاقها بشرط أن توفيها جميع حقوقها والله أعلم ...)))
هذا نموذج من المعالجات الإسلامية التي يبذل فيها المفتون قصارى جهدهم في الإبقاء على العلاقة الزوجية سليمة مصانة, وتقديم النصح بعد تذكير كل الأطراف بمراد الله تعالى وهدي رسوله الكريم, ثم يترك للمستفتي الخيار ما دام مخيراً فيكون إختياره على هدى وكتاب منير, فإن كان إختياره مبني على عنصرية أو إثنية أو أوضاع إجتماعية,,, الخ فأمره إلى ربه وإن تأثر بالنصيحة وعدل عن ذلك فلعل الله يبدل سيئآته حسنات.
فالمطلوب أن يعاشر الرجل زوجته ولا يبغضها فتصبح الحياة جحيماً وحتى إن كره منها خلقاً وجد فيها خلقاً آخر مرضياً له فيحدث التوازن فإن كانت حادة الطبع يحاول أن يبحث لها حن خلق حسن كأن تكون ودودة معه أو عفيقة ذات دين وحسن,,, الخ. فالكمال لله تعالى وهي بالمقابل تتحرى في زوجها كريم الخلق الذي يوازي شدته أو ثرثرته.
لا تخطرف يا طريف ولا تأفك, فلن تستطيع أن تضحك على عاقل نزيه كريم, فالعصبية والتعصب الديني ضد الأقليات الدينية لا شأن له بالإسلام ولا بالمؤمنين, لا بالكتاب ولا بالسُنَّة النبوية,, وأنا أتحداك ثم أتحداك أن تأتي بكلمة واحدة في القرآن أو سنة النبي الخاتم تدعوا لفرض الإسلام على أحد من الناس بالقوة أو بالخداع أو بالتحايل أو بالغش,,, فإذا قام أحد من المُدَّعِين الإسلام بشيء من هذا السلوك الشائن العدواني ضد شرع الله وهدي رسوله والذي يخالف ألكتاب والسنة هذا يمقته رب القرآن رب محمد وأعد له ما يستحقه من جزاء.
قال تعالى لنبيه الكريم في سورة الكافرون: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ 1), إليكم هذا العهد والعقد, فعوه:
- أولاً: أنا الآن, كما تعلمون: (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ 2), فهذا هو الواقع لأنني أعبد الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد,
- وكذلك الحال بالنسبة لكم, كما ترون: (وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 3), فأنتم تعبدون أصناماً وأوثاناً وحجارة وأشياء وبشر,
- ثانياً: وإعلموا أنني في المستقبل قريبه وبعيده سيستمر الوضع كما هو لأنني: (وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ), ما دامت السماوات والأرض, فلن يأتي يوم أعبد فيه غير الله تعالى أو أشرك به شيئاً,
- وكذلك الحال بالنسبة لكم, مستقبلاً: (وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 4), ما دمتم تعبدون غيره لأن هذا إختياركم لأنفسكم, فختم الله على قلوبكم,, فلا علاقة لنا بكم ولا شأن,
- ثالثاً: إذاً كنوا على حالكم الذي إخترتموه, ودعونا وإختيارنا الذي إخترناه لأنفسنا ولا تناهضوننا فيه: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ 5), والله يحكم بيننا يوم القيامة.
واضح تماماً أن هذه إتفاقية موثقة من الله تعالى, بل وعهد بين المؤمنين والكافرين موثق ومضمون بضمان الله تعالى, فمن إدعى بأنه مسلم, ثم جاء بعد ذلك وخرق هذه الإتفاقية ونقض عهد الله يكون قد قد فسق بمخالفته لله صراحةً وعمداً, فمن يخالف الله ورسوله لن يكون مسلماً بأي حال من الأحوال, فليبحث له عن شريحة من شرائح النفاق تكون متناسبة مع معتقده وسلوكه.
قال تعالى في سورة المنافقون: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ 1), (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 2), (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ 3), (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 4), (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ 5), (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ 6).
وقد سبق أن عرضنا مئات الآيات التي تؤكد إستحالة صدور أي تعصب ديني من المؤمنين, وبينا أن الله تعالى قال لنبيه الكريم:
- إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر,
- وما أنت عليهم بوكيل,
- وما أرسلناك عليهم حفيظاً,
- بلغ ما أوحي إليك من ربك, وأعرض عن الجاهلين,
- إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء,,, الخ
فإذا كان هذا حال النبي الخاتم نفسه, فمن يجرؤ على أن يفعل ما لم يأذن الله به لرسوله؟؟؟ ..... فمن تجرأ وفعل شيئاً من ذلك,, فما علاقته بالإسلام وهو مخالف لرسوله, عاصياً لربه معتدياً على من خيرهم الله فاختاروا ما هم عليه "بمشيئته تعالى"؟؟؟
أنت يا طريف تدعي إفتراضات من عندك لن تستطيع إثباتها, وحتى لو صدق قولك بأنه يجري في مصر على الدوام الإعلان عن فتيات قبطيات يعتنقن الإسلام, وأن هذه الظاهرة ليست متوفرة في لبنان أو غيرها فليس هناك ما يدل على ما خمنته أو إدعيته بأنك لم تسمع عن فتيات لبنانيات مسيحيات يفعلن مثل المصريات فيعتنقن الإسلام. على أية حال إعتناق الإسلام من غير المسلمين ليس غريباً فلو كنت موضوعياً ومطلعاً على الأحداث لما راعك ما رأيته من فتيات مصر فهن أقرب من فتيات الغرب وأوروبا أيضاً عن الأقرب نسبياً في إعتناق الإسلام من الرجال, فالقضية ليست إعتناق,, وإنما هي إلتزام وتطبيق وتفعيل.
فإنت تحاول إيهام الناس بأن هناك إجبار للفتيات القبطيات على إعتناق الإسلام, فهذا كذب محض أتحداك أن تثبت هذا الإفك المبين إن كنت من العاقلين, فالإسلام ليس فيه "تأسد" على أحد كما تدعي, ولا ينبغي له ولن يكون أبداً. أما سؤالك (لماذا الفتيات تحديداً), فهذا يدلل على إستسغارك لشأن الفتيات وتقليلك لقدراتهن الفكرية وتمتعهن بحرية الإختيار,, وهذا بلا شك دليل على عنصريتك المتأصلة ويتعارض مع المباديء التي تدعيها وهي "أهلية المرأة وحريتها". فهل نعتبر أن هذا هو التنوير في مفهومك ومبادئك؟؟؟
ثم يقول الكاتب: ((... العصبية القبلية اصبحت تسيطر حتى على طريقة تفكيرنا ورؤيتنا السياسية. نحن على الدوام نسعى لتبرير الاخطاء ورميها على اكتاف الاخرين. على الدوام نحن ابرياء ويتحمل المسؤولية مؤامرات خارجية ...)).
حسناً أيها الكاتب الهمام,, الآن نراك تنسب العصبية القبلية إلى نفسك, وتعترف بأنها أصبحت تسيطر على طريقة تفكيرك ورؤيتك السياسية, وأنكم على الدوام تسعون لتبرير الأخطاء ورميها على أكتاف الآخرين, وأنكم على الدوام أنتم أبرياء ويتحمل المسئولية مؤامرات خارجية... الخ
- فمن أنتم, ومن تكونون؟ ..... هل نسيك أنك إلحادي وتمثل تياراً مغايراً للإسلام؟
- فإن كنت إلحادي وتنتقد الإسلام والقرآن ونبي الإسلام,,, وقد رميتهم بالعنصرية ثم بعد ذلك تنسب هذه الأشياء أيضاً لنفسك ومن معك,, أيعني هذا أنك أيضاً عنصري ومبتلى بالعصبية القبلية لدرجة أنها أصبحت رؤيتك السياسية... الخ؟ ..... إذاً لماذا تنتقد غيرك وتسمه بما هو متأصل فيك؟؟؟
- فإذا كنت كذلك, فما شأن الإسلام بك حتى تصفه بصفاتك التي إعترفت بها للتو, وقد أثبتنا بآلاف الأدلة والبراهين أن الإسلام يمقت كل من يتصف بهذه الخصل الذميمة؟؟؟
الآن, كما ترى فأنت قد أدخلت نفسك في دائرة الشك والمؤاخذة وعليك أن تبرر هذا التناقض الغريب في شخصيتك ومفاهيمك وتنوجاتك المرتبكة المشوشة.
ثم قال سردست أيضاً: ((... عندما تنتشر المعارك الطائفية، والتي تمتد جذورها الى ماقبل 1400 سنة، فإن سببها هو مؤامرة صهيونية امريكية وقوى خارجية، وكأن المشكلة غريبة عن واقعنا او كأننا نملك برنامج وطني لمعالجتها. وعندما تشتعل المعارك القومية تصبح ايضا مؤامرة خارجية مدفوعة الاجر وكأننا نعيش في دول تحترم حقوق الاقليات وحقوق المواطنة ولاتقوم على التمييز والاستفزاز القومي والطائفي والديني والجنسي. دائما نجد من نعلق عليه اخطائنا، ونرفض رؤية الجذور الحقيقية للمعضلة في ثقافتنا التاريخية ...)).
حسناً دعني أسألك أنت سؤالاً مباشراً, وأعرف أنك لن تجاوب عليه ..... أليست هي مؤامرة إسرائيلية صهيونية أمريكية مدفوعة الأجر؟؟؟ ..... أما ماذا يا طريف سردست, ليتك تصفها لنا بطريقتك الخاصة إن إستطعت لذلك سبيلاً.
أليس الذي حدث ويحدث في العراق وسوريا ومصر واليمن نتيجة "الأجور المدفوعة" للمأجورين الذين يبيعون أوطانهم وعشائرهم بالدولار؟؟؟
إذاً,, ما دام هذا حالك (وهو لا علاقة له بالإسلام ولا بمفاهيمه), فلماذا تعلق أخطاءك وإخفاقاتك وعنصريتك التي تمثل مكوناً أساسياً لشخصيتك ومنطلق رئيسي لأفكارك المجحفة وإعتداءاتك المتعجرفة المتكبرة؟ ..... لماذا لا تعالج مشاكلك بمعتقداتك (التنويرية) التي صدَّعتم رؤسنا بها؟؟؟
فالكاتب في سعيه الدؤوب ليرمي الإسلام بما ليس فيه, ويقصد الخوض في شخصه صلى الله عليه وسلم,, وقد أهلك نفسه وأضناها كثيرا في أن يجد مغرز مخيط ليخدش به صفحة الإسلام الناصعة اللامعة ويدنسها بدنسه وعنصريته السوداء المزمنة, فلم يجد لذلك سبيلاً , وقد خزله الله تعالى بأن جعله – من خلال سعيه للإساءة – أن كشف للقراء حقيقة هذا الدين الصافي النقي من كل دنس. فنراه يقول متسائلاً: عن دور الاسلام في العنصرية, على أمل أن ينجح في سعيه لدس الأكاذيب والإفتراءات المغرضة ولكن هيهات.
فبدلاً من أن يتحدث عن العنصرية التي يدعيها ولا يعرف عن حقائقها شيئاً رغم أنه نشأ فيها وترعرع ورضع من بين رجليها, ولكنه لم يفطن إلى أن متنه كان خالياً منها ولم يجد وسط القصاصات التي يحملها عليه ويرتع, فقال, وبئس ما قال هذا التعس - (فض فوه, وزَنِمَ عُتُلَّاً) – قال "جائنا الاسلام « على متن رسول » ينتمي لثقافة قبلية تقوم على الاعتزاز بالنسب والانتماء الابوي وتمجيد رابطة الدم ورفع شأنها فوق اية رابطة اخرى" كل هذه الخطرفة وسوء الأدب وتدني الطوية لأنه لم يفهم معنى قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (انَا النَّبِيُّ لَاكَذِب ... انَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب). فظن الموهوم أن النبي قالها إعتزازاً بالنسب القبلي والإنتماء الأبوي ورابطة الدم, بلا, بلا, بلا,,, هكذا يكون البرميل الفارغ يحدث أصواتاً عالية ومع ذلك يدلل على نفسه بهذا الصوت انه فارغاً إلَّا من هواء غير نقي.
فالنبي الكريم - أيها الجاهل - لا يحمل أحمالاً وإنما يحمل وحياً يوحى من ربه,, نزله الله تعالى مباشرة على قلبه الطاهر المطهر فكان نوراً على نور أضاء به دجى الدنيا وظلام القلوب وأنار للسعداء الموفقين الطريق القويم إلى الآخرة فإلتقى نوره المبين بنور الفردوس الأعلى الكريم,, صلى الله عليه وسلم. أما الضالين المضلين من أولئك البؤساء المدعين العلم والمعرفة فلهم متون كالأتان يحملون عليها أوزارهم مع حزم ورزم من القصاصات والنتافات الفارغة من المحتوى والمضمون, لأن فيها تخاريف وتحاريف وكلام مرسل سخيف وتطاولات على أهل الذكر والفكر والشكر والكرم والفضل, فهم يحملون أثقالها مع أثقالهم على متونهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً, فهم على موعد لحط رحالهم حيث المنتهى والمهاد في نار جهنم وبئس المصير.
فأنظر إلى هذه الآيات الكريمات البينات من النور الذي يحمله النبي في قبله, قوله تعالى:
في سورة الأنعام:
1. ( « وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا » ...), دعهم وشأنهم ولما إختاروه لأنفسهم ولا شأن لك بهم,
2. (... «« وَذَكِّرْ بِهِ »» ...), فمهمتك هي أن تذكر الناس به وكفى,
3. أمَّا أن تُحْبَسَ نفسٌ في جهنم جزاءاً وفاقاً لما عملته وإكتسبته فهذه ليس لها مخرج, ولا أمل في أحد من دون الله يمكنه أن يخرجها أو يشفع لها عنده, قال: (... أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ ...),
4. فمع إتخاذهم دينهم لعباً ولهواً لن يُقبل منها أي عمل تقوم به بعد ذلك, ولن ينجيها من الهلاك, قال: (... وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ...), فهؤلاء هم الذين حُبِسُوا في جهنم لينالوا الجزاء الأوفى على ما فعلوا,,
هؤلاء قال عنهم: (... أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ 7).
وقد بين الله تعالى في سورة البقرة لماذا بعث النبيين للناس, وما دورهم "تحديداً", وكيف كان حال الناس آنذاك الذي إستلزم حتمية تدخُّل السماء بإرسال مَن يعالج الموقف المتأزم المارق المتدهور:
1. فقال: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً ...), متواطئين على الكفر والضلال والإعتداءات التي يقوم بها البعض ضد الآخرين والتجبر والتكبر والفساد والإفساد والقتل والتطفيف وغمط وبخس الناس أشياءهم... الخ, فكان لا بد من التدخل الفوري الناجز,
2. لذا: (... فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ...), لتلافي هذا التردي المتصاعد ورفع المظالم عن الضعفاء والمساكين,, وقد حصر مهمة هؤلاء الأنبياء في أمرين إثنين لا ثالث لهما وهما"
- أن يكونوا "مبشرين" للذين لهم حسنى وبقية من إنسانية وميول إلى الخير وهم في الأصل ميَّالون للحق والعدل,,, بأن الله سيجزيهم خيراً بخير أفضل منه وأبقى,,,
- ثم "منذرين" للذين في قلوبهم مرض وطغيان وغلظة وتكبر وكفر وتجبر,, بأن الله تعالى قد ينزل عليهم العقاب في الدنيا أو يؤخر لهم العذاب في الآخرة "جزاءاً وفاقاً" إن إستمروا في إعتداءاتهم على غيرهم وكفرهم بربهم.
3. وقد أعطاهم كتاباً من عنده يحكمون به بين الناس ولم يتركهم لأهوائهم وإجتهاداتهم, وأعطاهم أدلة وبراهين ومعجزات تؤيدهم وتثبت للناس صدقهم وأنهم مبعوثون من رب السماوات والأرض رب العرش العظيم, قال: (... وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ... ), فكان الإختلاف ويكون دائماً واقعاً ما بين المؤمنين والكافرين المكذبين الذين يجادلون فيما ليس لهم به علم ويصرون على الباطل الذي هم فيه ولا دليل أو برهان لهم عليه, قال تعالى لنبيه الكريم في سورة الأنعام: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ > وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ 33).
4. لم يكن إختلافهم عن جهل,, وإنما أتوا الإختلاف من بعد ما جاءتهم البينات التي أظهرت لهم الحق والباطل وفرقت بينهما, فكان الإختلاف مع المؤمنين "بغياً" بينهم, وليس له مبرر, قال: (... وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ...),
والنتيجة الحتمية إصرار الكافرين على الضلال, فأبقاه الله لهم, قال: (... فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 213).
وقال الله له في سورة المائدة: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ - > وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن << لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ >> فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 48).
وقال في سورة النساء: (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً < يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا > وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً < يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا > وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا 85).
وقال: (مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا << فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ >> وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا 134). فإن عمل خيراً إستفاد منه الناس فأراد به وجه الله, فإن تعالى سيعطيه أجر هذا العمل في الدنيا كاملاً ولن يبخس منه شيئاً وسيدخره له ما يشاء من أجور مضعفة للآخرة.
وفي سورة هود, قال: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا << نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ >> 15). إن عمل خيراً إستفاد منه الناس فأراد به الدنيا ولم يفعله إبتغاء وجه الله, فإن تعالى سيعطيه أجر هذا العمل في الدنيا كاملاً ولن يبخس منه شيئاً ولكنه لن يدخره له للآخرة.
وفي سوة النحل, قال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 97).
وقال: (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ - < إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ > < وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا > - فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 106).
وفي سورة الإسراء قال تعالى: (< مَّنِ اهْتَدَى > فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ < وَمَن ضَلَّ > فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا - << وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى > < وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا >> 15).
وقال: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ << عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ >> ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا 18).
وفي سورة القصص قال: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 84).
وفي سورة الروم قال: (مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ 44).
هذه نماذج ممَّا أنزله الله على قلب خليله وآخر أصفيائه النبي لا كذب ... هو إبن عبد المطلب. وكما يرى القاريء لا مجال للعنصرية ولا الطائفية ولا القبلية ولا القومية التي إدعاها الكاتب سفهاً بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. لذا عليه أن يبحث في تاريخه المغلوط من أين جاءته هذه العنصرية وتغلغلت في نخاعه الشوكي وفي مخ عظامه, حتى أصبح يهزي بها وييعر.
لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قولته الكريمة المشهورة (انا النَّبِيُّ لَاْ كَذِبْ ... انَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ) ؟؟؟ ..... وما غايته منها آنذاك؟؟؟ هذا هو المهم.
فكما رأى القراء الكرام خلال عشرة أجزاء من هذا الموضوع كيف بان للجميع خلو القرآن الكريم من أي لفظة فيها شيء من قبلية أو عرقية أو نسب,,, وقد رأينا سلوك النبي الكريم "عملياً" وهو يضع كل هذه التراهات تحت قدميه ويسوي بها الأرض,, وحقق قوله تعالى (خلقكم من نفس واحدة ...). فلا مجال للقول بالعنصرية في حضرة الإسلام ورقابة رب القرآن.
فلننظر إلى هذه الصورة المشرقة المضيئة, خلال لمحة من آيات حجة الوداع للنبي الخاتم:
... لما كان يوم التروية توجه المؤمنون إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس وأمر بقُبَّة من شَعَرٍ تُضرب له بنَمِرَة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال:
- (إنَّ دِمَاءَكُم وأمْوَالَكُم حَرَامٌ عَليْكُم كَحُرمَةِ يَوْمَكُمْ هَذَا فِيْ شَهْرِكُمْ هَذَا فِيْ بَلَدِكُمْ هَذَا ...)،
- (... ألَاْ كُلُّ شَئٍ مِنْ أمْرِ الجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمِيْ مَوْضُوْعٌ وَدِمَاءِ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوْعَةٌ وإنَّ أوَّلَ دَمٍ أضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ بنُ رَبِيْعَةِ بنُ الحَارِث كَانَ مُسْتَرضَعَاً فِيْ بَنِيْ سَعْدٍ فَقَتَلتْهُ هَذِيْلُ ...)،
- (... وَرِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوْعٌ وَأوَّلُ رِبَا أضَعُ رِبَانَا رِبَا العَبَاسُ بِنْ عَبْدالمُطَّلبِ فَإنَّهُ مَوْضُوْعٌ كُلّهُ ...)،
- (... فاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ فَإنَّكُم أخَذْتُمُوهُنَّ بِأمَانِ اللهِ واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوْجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ولَكُمْ عَلَيْهِنَّ أنْ لَا يُوْطِئْنَ فَرْشَكُمْ أحَدَاً تَكْرَهُوْنَهُ فَإنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوْهُنَّ ضَرْبَاً غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوْفِ ...)،
- (... وقَدْ تَرَكْتُ فِيْكُمْ مَاْ لَنْ تُضِلَّوْا بَعْدِهِ إنْ اِعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللهِ، وأنْتُمْ تُسْألُوْنَ عَنِّيْ فَمَا أنْتُمْ قَائِلُوْنَ " قَالُوْا: نَشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وأَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ بِإصْبُعِهِ السَّبَابَة يْرْفَعُهَا إلَىْ السَّمَاءِ ويَنْكُتُهَا إلَىْ النَّاسِ "اللَّهُمَّ اشْهَدْ اللَّهُمَّ اشْهَدْ " ثلاث مرات).
ثم إنتقد الكاتب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انْصُرْ أخَاكَ ظَالِمَاً أو مَظْلُوْمَاً)، لعله يجد فيها ضالته, فوجده عصياً فأراد أن يحرفه فزاده إباءاً وشموخاً ووضوح,, فالحديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في مسنده و الترمذي في سننه وغيرهم. ولكن ليس بمفهوم الكاتب المدلس المحرف الذي يريد أن يوهم القراء بعكس معنى الحديث الشريف, فيبتر عجزه الذي يكمل معنى صدره ليوهم الناس بأن المقصود منه نصر الأخ حتى عندما يكون هو الظالم, ويريد بهذا التزوير أن يؤكد إفتراءه على الإسلام ونبي الإسلام بأن منهجه مبني على ثقافة القبيلة وعلى الإعتزاز بها ورفض الذم والنقد إلى حد القتل كما يأفك, لذا فإننا سنعرض الحديث هنا على القراء كاملاً ليقفوا على مدى الإفك والخداع والتزوير والتحريف الذي قام به الكاتب.
فالحديث لفظه في البخاري - عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انْصُرْ أخَاكَ ظَالِمَاً أو مَظْلُوْمَاً)، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْصُرهُ إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: (تَحْجِزْهُ أوْ تَمْنَعْهُ مِن الظُلْمِ، فَإنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ). أرأيت أيها الكاتب!!! نصره ظالماً بمنعه عن الظلم وليس بتأييده ومساندته ومعاونته عليه كما تحاول أن توهم الناس لربما عامداً متعمداً.
نكتفي بهذا القدر, وإن كان للحديث شجون وجزع وغصون, فلا داعي لتتبع كل خطرفات المخطرفين وأوهام الحاقدين الخائبين فالمحاولة اليائسة التي قام بها سردست وعادل العمري وغيرهم هي تكرار لنفس الإسطوانة المشروخة ونفس الغاية الفاشلة التي قد حرمناهم منها بإيصال الحقائق للناس وكفى.
تحية طيبة للقراء والقارءات الكريمات
بشاراه أحمد
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟