قراءه في كتاب - السرقه الكبري في التاريخ - بقلم ماتيس فياك ومارك فردريش

محمد سعيد العضب

الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 02:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

صدر الكتاب باللغه الالمانيه ونشرت طبعته الاولي عام 2012 واعيد نشره للمره الثالثه عام 2014 الف الكتاب الاستاذ ماتيس فايك الباحث لسنوات طويله بقضايا الاقتصاد العالمي والاسواق الماليه ,كما عمل في كبريات شركات صناعه السيارات في المانيا , علاوه علي مساهماته في اعداد المؤتمرات والندوات بالجامعات المختلفه وامهات الشركات العالميه العظمي. المشارك الاخر في اعداد الكتاب السيد فردريش مارك الذي درس علم الاقتصاد وبحث بعمق الاقتصاد والاسواق الماليه العالميه علاوه علي معايشته ميادنيا افلاس الارجنتين اثناء اقامته هناك عام 2003 كما جمع خبارته من تجواله في بلدان عديده مثل بريطانياالعظميوسويسرا والولايات المتحده الاميركيه
يعتبر الكتاب بحق عده كتب حرر في كتاب واحد ويشمل :
اولا:نظريه النقود حيث طرح بوضوح وبالتفصيل كيفيه خلق النقود في يومنا الحاضر ( من لا شئ ) هذا وانطلق الكتاب من توكيد حقيقه صعبه وفهم ماهيه النقود من خلال استشهاده بمقوله مهمه وصحيحه لهنري فورد التي اكد فيها " حينما يفهم الناس النظام النقدي ,لابد ان تندلع الثوره فورا"
هذا ولابد من الرجوع الي توصيف الرئيس الاميركي الاسبق ابرهام لنوكن لسلطه النقود حينما قال انها قوه تستخدم في استغلال البشر اثناء فتره السلام وتتامر عليهم خلال سنوات الحرب . انها سلطه مستبده مثل النظام الملكي وسلطه وقحه وصفيقه كالاوتوقراطيه من ناحيه , انانيه مثل الحكم الفردي المطلق (البيروقراطيه) من ناحيه اخري .
ففي طيات الكتاب تم شرح وتفسير النظام النقدي المعقد باسلوب بسيط يمكن فهمه وادراكه من الجميع .

ثانيا:لقد طرح بوضوح وتفصيل اسباب ونشوء الازمه الماليه العالميه واعطاء صوره شامله جمعت من مجموعه الغاز في عالمنا المعاصر
ثالثا : تم توصيف الاوضاع المخيفه التي نمر بها وتناول افاق المستقبل اعتمادا علي جمع وفحص المصادر المختلفه وهي ليس مجرد اسبصار او ادراك لظواهر عابره .
رابعا: تم شرح وتفسير كافه امكانات الاستثمار المتاحه واستعرض ايجابيات وسلبيات كل نوع من هذه الاستثمارات من دون تزويق
خامسا: لقد استخلص الكاتبان نتيجه واضحه يمكن للقارئ الوصول اليها عند قراءه الكتاب تتجلي في ان الازمات ليس توسامي او صيروره فجائيه بل تم تسخيصها من العلماء من سنوات طويله لكن كله اهمل وعدم الاقرار به . هذا وابرز الكتاب مصفوفه تبرز انواع الا ستثمارات المختلفه ( العقارات , الاسهم, التامين علي الحياة وغيرها )
في ادناه تفصيل محتويات الكتاب :

* النقود وكيف تخلق ؟ ومن اين تحصل المصارف علي احتياجاته من الاموال وكيف تتمكن المصارف التجاريه في خلق النقود التي هي من الناحيه النظريه وظيفه حصريه للبنوك المركزيه او الدوله ؟ كيف تحصل الدوله علي النقود ولماذا تقرضها المصارف ؟ ومن يتحمل اعباء الفوائد التي تدفعها الدوله للمصارف .. اليس نحن جمعيا دافعي الضرائب ؟

*الازمه الماليه والدخلاء الجدد ( مثل ميخانه جيمي في برلين ") ودورهم في عمليات الائتمان والقروض
* بدأالازمه الماليه الالمانيه عام 1998 في مدينه ولملنتجت ونهايه الديمقراطيه فيها
*نشؤء الازمه الماليه في اميركا وتبعاتها ومن المسؤول عنها وماذا استخلص منها وهل تعلم العالم منها شيئا ؟ وهل سيقدم الانهيار الكبير
*احكام وقواعد التوازن الجديد او ما يطلق عليه بالاحتيال الشرعي والتنكر لتجارب الخبراء والمستشارين
* خريف لاهب عام 2008 وانهيار النظام المالي العالمي علي الابواب .. الجنون والحماقه لاتزال مستمره في مساراتها المعهوده
* اروكس (بورصه المبادلات المستقبليه وتدوال المشتقات الماليه ) اكبر كازينو في العالم
*المجموعه العالميه الاميركيه اخطر شركه في عالمنا المعاصر
*وكالات التصنيف وتقويم الشركات والنوك والدول والاعتماد علي تقاريرها يعمق الشعور بالامن والطمائنيه
* بلاك روك اقوي شركه في العالم
*الصين- جنون امبراطوريه الوسط –
*التحديات الكبري واحتمالات افلاس عديد من الدول والارجنين شاهد عيان علي ذلك علاوه علي بلدان حنوب اوربا وايرلندا ورغم انكار السياسه هذه الحقائق
اميركا بلد الامكانات المحدوده
*بريطانيابلد مثل الزيت عديم اللون لكنه شديد التفجر ( النترغسلين)
* انهيار استقلاليه البنك المركزي الاوربي واليورو عمله حكم عليه الاخفاق ومن يؤمن بهذه العمله خصوصا من الالمان فلابد انه يعيش في سعاده ونعيم روحاني لاغير
*نظام صناديق التقاعد قانوني وضخم لكنه تحول الي ما يشابه الصخره الثلجيه
*لماذ حصل اعاده توزيع دخل من شرائح المجتمع النشطه والعامله الي شرائح الاغنياء فقط
*لماذا لايمكن احداث تغييرات هامه في النظام .الاخطاء في النظام –النمو الاسي غي ممكن اطلاقا
*الاستثمار في سيناريوهات الازمات واين تحصل الدلالات او يكمن الصحيح او الخطأ
يعتبرالكتاب رحله في عالم الجنون و الاكاذيب , الخداع والتدمير للراسمال المنتج الحقيقي وهي رحله في الازمات التي اصبحت قضيه ملازمه للحياه وما تعيشه البشريه حاليا لهذا اطلق عليها " السرقه الكبري في التاريخ "
نحن جمعيا ضحايا هذه الخديعه وان جناةاو مرتكبي هذه الجريمه هم اولا قطاع المال وباسناد السياسيه وثانيا مدراء النوك المركزيه في كافه بقاع الارض
من هنا نلاحظ ان الكتاب تناول موضوعا هاما حيث قام ليس فقط في توصيف جوانب من الازمه الماليه العالميه, بل استعرض ايضا الاخفاق الكبير في تطور المصارف خلال 5-10 سنه الماضيه.
فعلاوه علي تناوله اسباب ونشوء الازمه, حاول ايضا كشف كيفيه خلق النقود وتمكين المصارف التجاريه في الاستحواذ عليها كله تحت رعايه الدوله وعلي حساب المجتمع .
في عام 2008 وحينما اضطرت الحكومات انقاذ البنوك وقامت في ضخ اموال دافعي الضرائب لتقويم اوضاعها , نراها اليوم تقف شامخه وتمتع باموال نقديه وفيره , وهكذا تمكن القطاع المالي من نهب وتفريغ خزائن الدول من ناحيه , واخضع الساسه لسيطرته وعمق تبعيته له من ناحيه اخري . عليه تفاقمت المشكله اليوم بحيث اصبحت الحكومات عاجزه او غير قادره في اتخاذ اجراءات انقاذ اضافيه جديده من دون المساس بحقوق عامه المجتمع وعلي حساب الشعوب . من هنا علينا الاسترشاد بالماضي واعتباره الطريق الهام الذي لابد من فحصه بعنايه واستخلاص الدروس منه. لهذا السبب لابد من القاء نظره فاحصه للماضي .


عنوان الكتاب باللغه الالمانيه
Matthias Weik& Marc Friedrich
Der Grosste Raubzug der Geschichte
Warum die fleissigen armer und dieReichen reicher werden
Bassei lUbbe verlag
2014

#محمد_سعيد_العضب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات