أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2














المزيد.....

هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 22:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2

هنا نؤشر مما تقدم أن الدين كمعرفة وكموضوع إنساني عام يتعامل معه الإنسان وفق مقدمات ومعطيات وأساسيات مختلفة لكنها في الأخير ترجع لعوامل مشتركة هما التربية والتعليم والبيئة وأثرهما في بناء الذات وتهذيبها بالشكل الذي يجعل منها منضبطة بقواعد التعارف والوظيفة الوجودية المشتركة لبني البشر , وثانيهما عدم قدرة هذا الكائن المتحسس لكل العوامل والمؤثرات الداخلية الذاتية والخارجية الحولية على أن يكون حياديا بامتياز ومنطقيا بتجرد إلا في حدود ضيقة ومحدودة جدا , لذا لا يمكن أن نعتمد على القراءات الثلاث السابقة على أنها جواب نهائي ومنطقي لدور المعرفة الدينية أو الدين عموما ليكون صانعا وبانيا أو مشاركا في بلورة رؤية كونية عامة وشاملة وناجحة للإنسان ككائن قائد في الوجود .

هل التعامل المزاجي والقراءة الذاتية لفكرة الدين سبب أساسي في أختلاف النتائج والأختلاف في تشكيل التصورات العقلية عنه , وبالتالي تبدل وتغير وتنوع أنماط التدين خاصة والمعرفية الدينية عامة ترجع في أساسياتها لهذه النقطة ؟, أم أن الدين وبشكله القابل لتنوع القراءات وسعة البناء سمح بشكل أو بأخر لهذه النتائج المختلفة التي تصل في أحيان كثيرة حد التناقض على مبدأ واحد , في التصور النظري أن القضية الأولى أساسية وحتى لو كانت الفكرة مقيدة ومحددة بأطر عامة فسيجد القارئ مساحة للتحرك ضمنها وبالتالي الخروج عن المرادات الأساسية , والدليل حتى في القواعد القانونية المجردة والمضغوطة في صياغتها حد التشخيص الفردي , يجد القضاء مجالا واسعا لاستنباط حلول أو وجهات نظر قد تخرج القضية المنظورة امامه نحو وجهة أخري أذن العيب ليس في الفكرة وثرائها وسعتها وإمكانيتها الواسعة للتلاؤم مع أحوال متبدلة ومتغيرة بقدر ما هي كيفية القراءة والموازين المعتمدة في قنونة المنهج المعرفي وخاصة في قضية طرفها الأخر مجرد نص وفكرة وليس حاضرا للبيان والاستبيان منه أو سؤاله كلما احتجنا لجواب محدد .
إذا كانت القراءة الاعتباطية بما تحمل من ذاتية وشخصنه عقلية للقارئ وخلفياته الثقافية والفكرية هي المسئولة عن التحرف وأختلاف النتائج النهائية لفكرة الدين ,فهل يعني هذا لنا أن الدين أساسا (ونحن نتكلم بمطلق معنى الدين) كفكر وقواعد محفزة لأنتاج فكر وتراكم مبني على غائيات متشابهة برئ تماما من أي مسئولية تجاه الإنسان لاسيما وأن القواعد والأحكام والنصوص الدينية لم تجري تأريخيا في وجهة واحدة أو وفق نمط محدد من الأفكار , فهناك جانب أخلاقي في الدين واضح وصريح وهناك قواعد حاكمة للعلاقة البينية بين أفراد المجتمعات المتدينة أو التي تؤمن بالدين , وهناك أحكام وصور من علاقات فردية بين العابد والمعبود يمثل الطرف الأخر منها عالم غيبي غير محسوس ولا مدرك بأبعاد الإدراك البشري الطبيعي , كل واحدة منها تلقي بظلالها على الصورة العقلية التي من المفترض أن الإنسان العاقل المتفهم أن يستوعبها جملة واحدة وأن لا يكون هناك ما يخدش وحدة النسق الفكري , وهذا الأمر واحد من أهم أسباب تشكك القائلين بعدم قدرة الدين أن يكون نموذج فكري واحد ومنسجم وبالتالي سيكون مصدر قلق عقلي يؤدي إلى نوع من التمرد الذي يصل للتحرف أو القراءة الاعتباطية للدين .
من المنطق أن النتائج الكلية هي أساسا ثمار مقدمات ومعطيات ومبادئ ووسائل ومناهج وبالتالي لا يمكننا أن نشير لقضية جزئية على أنها تتحمل كل ما يلد من التجربة الفكرية وينتج عنها ,صحيح أن بعض الأديان وخاصة التي تتسم بوحدة المنطق العملي أو تمتلك حد من التوافق بين مكوناتها الفكرية البنائية لارتباطها بنظرية متكاملة كما ير ى مثلا الإسلاميون عن دينهم , والحقيقة المجردة عن الأنتماء تؤكد نسبة عالية جدا من هذا التصور ,هذا الدين يمكنه بقليل من القراءة الإنسانية المنفتحة على روح النص بأخلاقيات المبادئ الغالبة فيه يمكن أن يمثل نسيجا مهما ورافدا أساسيا يمكنه أن يؤسس ويمنهج لبلوغ رؤية كونية تراعي شرطين أساسيين في الوجود وهما حق الخالق في رسم إرادته التي تنتهي بصلاح المجتمع وإصلاح وضعه من خلال فرض نمط منضبط من علاقات محكومة بأطر الوعد والوعيد , كما تراع حق الإنسان أن يكون مسئولا عن أختياره الخاص في القبول والرفض على أن يتوقع أن يكون الوعد والوعيد الغيبي قضية حقيقية ويحاسب عليها عندها يكون العذر قد سقط منه ولا مجال لمحاولة أخرى .
النظرية التي تطرح نفسها بجدية اليوم هي نظرية تكامل المعرفة الجماعية والتي توفر وتحفظ لمصادر المعرفة الأساسية الحق في أن تشارك في صياغة وأنتاج وبلورة رؤية كونية شاملة منصفة وجدية وحقيقية , هذه النظرية تعتمد ركنين مهمين ألا وهما أن الإنسان المعاصر قد وصل حد البلوغ المعر في الذي يؤهله أن يكون صانع وخالق للمعرفة بعد أن تم فطامه من المدد الغيبي , وثانيهما أن التجربة المعرفية الأخيرة أثبتت أنه بحاجة لأن يقود نفسه بنفسه في الفترة القادمة دون وصاية , فهو لديه خزين كامل وثر ومجرب من المعرفة الدينية ونقدها ومعارضتها تؤهله لأن يكون على بينة من نقاط القوة والضعف فيه , كما أنه نجح لحد ما في تفجير ثورة معرفية أفتراضية نتيجة التراكم الزمني والمادي للكثير من تفاعلات صنوف المعرفة والأخلاق والعلم والقيم , الإنسان اليوم عليه فقط أن يكون شجاعا وحذرا أن لا يرتكب الخطيئة مرة أخرى وأن يلجم الأنا المتضخمة ويحمل كل التاريخ المعرفي ونتاجه محمل النقد والترميز والتقييس ثم يقرر أيهما أقدر أن تبني له مسارات تأسيسية للرؤية الشمولية الكونية بأقل الخسائر وأعظم المنافع .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .
- الفقر ظاهرة أخلاقية أم مرض أجتماعي
- حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب
- لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2
- فهم الحداثة ح1
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية
- تخاريف ليبرالية
- الدين الأجتماعي ونظرية الدولة
- تخاريف وتعاريف
- سوريالية الهروب بين الماء والنهر


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2