أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوليت بهنا - الشجاع الأقرع














المزيد.....

الشجاع الأقرع


كوليت بهنا

الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"هلك المتنطّعون"، قالها ثلاثا.*
حديث شريف

حدث قبل مدة أن اضطررت إلى إحضار مطبوعة مرسلة لي من إحدى المحافظات عن طريق إحدى شركات النقل العاملة في سورية. وهي شركة جيدة في دقة مواعيد حافلاتها وانتظام البريد المرسل بوساطتها. إلا أن لها صيت التعصب الطائفي، ويشعر المرء وهو يستقل إحدى حافلاتها أنه يجلس في حضرة دينية وذلك بسبب من الأدعية والأناشيد الدينية المسجلة المرافقة للراكب كل طريق السفر، ناهيك عن سيماء وجوه ركابها الذين يرمقونك بنظرات غير منشرحة فيما لو كنت -لحظك العاثر- راكب من جنس أنثى تسافر سفورا وبدون محرم. كل هذا جيد ومقبول ومحترم طالما أن الأمان هو الشعار العريض لهذه الشركة. لكن ما حدث في مكتبها حيث ذهبت لإحضار مطبوعتي جعل قلبي يرتبك وهلة، بعد أن قرأت ورقة تروج لأفكار لم تكن المرة الأولى التي أسمع بها، إلا أن وجودها معلقة في صدر مكتب نقليات للعموم يقرأوها الآتي والغادي، دفعني للخروج مسرعة، خائفة من، وعلى مستقبل بلادي الضبابي.
جاء في الورقة التي سجلت محتوياتها بسرعة، بعد أن اعتقد الموظف المسؤول أنني معجبة هائمة بما جاء فيها، وكاد لولا الازدحام أن يذهب لتصوير نسخة لي كهدية مجانية منه. أنه ورد في بعض الكتب أن من يتهاون في الصلاة له /15/ عقوبة، ست منها في الدنيا وثلاث عند الموت وثلاث في القبر وثلاث عند الآخرة. أول عقوبات الدنيا هو نزع البركة من عمره، ومحي سيماء الصالحين من وجهه، وكل عمل يؤديه لا يؤجره الله عليه ولا يرفع له دعاء في دعاء الصالحين وليس له حظ في دعاء الصالحين وتخرج روحه بغير ايمان. وعند موته سيقضي ذليلا، جائعا، وعطشان، ولو سقي من بحار الدنيا ما روي.
أما في القبر فيضيق الله عليه حتى تختنق أضلاعه، ويوقد عليه ليتقلب على الجمر ليلا نهارا , ويسلط عليه في قبره ثعبان اسمه (الشجاع الأقرع) يضربه على تضييع الصلوات ويستغرق في تعذيبه بمقدار أوقات الصلاة. وحين تحين القيامة، وإذا انشقت السماء، يأتيه ملك وبيده سلسلة ذراعها 70 سبعون ذراعا فيعلقها في عنقه ثم يدخلها فيه ويخرجها من (...) وهو ينادي هذا جزاء من يضيع فرائض الله. وأخيرا لا ينظر الله إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم.
لملل عتيق ولا جدوى، لن أحاجج هنا الرقيب الفكري الذي يقصي ما تمليه عليه قريحة خطوطه الحمراء من عبارات أو أعمال إبداعية كاملة، ويترك أفكارا وبدعا كهذه تسرح وتمرح في الشارع وعلى عينك يا تاجر. لكني أتمنى أن أحاجج أي مؤمن حقيقي، يمكن أن يصدّق حقا وبقلب ورع صاف أن مثل هذه الأفكار تعود بمرجعيتها للدين الإسلامي؟!.. فأية كتب هذه التي وردت فيها هذه الأفكار، ولماذا لا تذكر عنواينها وأسماء مؤلفيها؟.. والأهم، هل هناك مرجع للروح والعقل والوجدان ومعرفة الله والإسلام سوى القرآن الكريم والحديث الشريف؟..
ثم من ذا الذي مات ودخل القبر ثم عاد حيا ليحدثنا عن مقارعته الدرامية الهوليوودية البطولية للثعبان الشجاع الأقرع، وقدوم الملك ذو السلسلة بسبعين ذراعا التي يعلقها في العنق ثم يخرجها من (...) إلى ما هنالك من عقوبات مرعبة رسمتها مخيلة خصبة في ساديتها، كارهة للدين وممعنة في تشويه صورته.. عن فقر روحي وعن قصد.
من حقي أن أغار على الإسلام في بلدي الذي نشأت فيه تحت ظلال انفتاح طائفي حضاري مشرق، وشاركت رفاق ورفيقات العمر صلواتهم، وشاركوني صلواتي. كل منا كان يصلي بطقوسه الخاصة لله وحده، ووحده الحب والورع، لا الترهيب والفزع، كانا يدعواننا للصلاة بحرية والتماهي مع نور الخالق الذي يسكن فؤاد المؤمن ويمنحه السكينة والرحمة والسلام.
أعلم أن تشويه الأديان السماوية بالخرافات والبدع والترهيب منتشر في معظم دول العالم، لكن اقترابه من سورية له وقع أكثر إيلاما في النفس، لأن فهمي للسوريين لا يختلف عن فهم السوريين للأديان وسلوكياتهم المترجمة عن هذا الفهم. سلوكيات تجلت تاريخيا، بأنها الأكثر وعيا وتحضرا ودفئا ورحابة.
لم أخبركم أنني قررت مقاطعة حافلات تلك الشركة، لسبب بسيط هو أن شركة يروج موظف فيها لأفكار كهذه، قد يتطوع في يوم من الأيام "شجاع أقرع" ويقود حافلة من حافلاتها ليقلني أو يقل أحدنا (سكارسا) إلى المجهول.
*****
(* - المتنطعون: المتشددون والمغالون في الدين)



#كوليت_بهنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصر حامد أبو زيد تمنى لو بقي في صومعته يحاول اختراق الانسداد ...


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوليت بهنا - الشجاع الأقرع