طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 22:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حكاية فلاح مناضل عراقي...
لم يفجر نفسه ليقتل الآخرين
ولم يكن طامعا بحورية
وغلمان مخلدين
لكنه أعطى مثالا للتضحية في سبيل الآخرين ..
ستار ابن الفلاح العماري ( فعل ضمد) العبّودي
كان ابوه اول فلاح عراقي ينتمي للحزب الشيوعي في أرياف العماره.. كان من قادة انتفاضة فلاحي ال ازيرج في عام 1952 ضد الإقطاع والحكومة في أرياف الخمس وأم اكعيده ونهر الرفيش ...
سار ستار على خطى ابيه وانتمى الى الحزب الشيوعي .. أودع في معتقل ( قصر النهاية ) عام 1969 ...
كان ستار منتميا الى جناح ( اللجنة المركزية) للحزب الشيوعي العراقي والذي كان قد تعرض انذاك الى انشقاق فصيل منه سمي ( القيادة المركزية) والذي انتهج طريق الكفاح المسلح وانطلاقا من الارياف ( نهج جيفارا!!) ...
كان المعتقل يضم أعدادا من كلا الجناحين .. و كان حزب البعث قد استلم السلطة عام 1968 وراح يجري محادثات مع ( اللجنة المركزية ) من اجل الدخول في جبهة ، في الوقت الذي كان كلا الجناحين مطاردين من قبل السلطة وبالأخص القيادة المركزية ...
وفي يوم ...!
دخل ناظم كزار مدير الأمن العام قاعة كان قد امر مسبقا بجمع كل الشيوعيين المعتقلين فيها ؛ لجنة وقيادة مركزية ..!!
القى عليهم نظرة طويلة بعينه الصالحة من خلف نظارته السميكة ( كانت عينه الاخرى عوراء) .. قال بهدوء وأمر :
( جماعة) اللجنة يصطفون الى اليمين ، وجماعة القيادة الى اليسار ....
بعد ان انفصل المعتقلون كما امر ( السيد العام ، كما كان يطلق عليه).. اصدر أمره قائلا:
جماعة اللجنة ، إفراج
جماعة القيادة : إعدام ..!!
كان ستار ابن فعل قد اصطف مع ( جماعة ) اللجنة المركزية التي كان ينتمي اليها ابيه قبل الانشقاق ، وبالفطرة طبعا ..!!
حين سمع ستار امر السيد العام ظل فاغرا فمه ومندهشا لبرهة من الوقت ..!!
قال بصوت عال وبلهجته الجنوبية العمارية وهو يشير الى كلتا المجموعتين :
اشلون اشلون اشلووون !!!
كون احنا افراج وهذولا الرفاق ( وهو يؤشر بيده على أعضاء القيادة المركزية) ، إعدام ، معَناها هم الصح واحنا رايحين غلط !! .. ثم قفز ليصطف مع جماعة الكفاح المسلح ( القياده) وهو يقول ... جا بويه انا ويّا الرفاق ومنهم ...
وهكذا تم إعدام الرفيق الفلاح ستار ابن فعل مع المعتقلين من الجيفاريين ...
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟