رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 10:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
واقع الهلال الخصيب
إذا تتبعنا أحوال الوطن السوري الذي حدده سعادة، نجده ممزق، وهو الوحيد من بين الكيانات العربية الذي تم تقسيمه إلى ست دول، هي فلسطين والأردن وسورية ولبنان والعراق والكويت، وهناك أقاليم كثيرة محتله من أرضه، فلسطين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لواء الاسكندرون من تركيا، سيناء من مصر، قبرص من اليونان وتركيا، الاحواز من ايران، بالإضافة إلى المنطقة الجنوبية التي استولت عليها السعودية.
وإذا ما تتبعنا هجرات السكان، نجد السوريون هم الأكثر تشتيت وتهجيرا، لبنان وفلسطين اكثر من نصف سكانهما خارج حدودهما، سورية والعراق لحقا بفلسطين ولبنان، حتى أن نسبة المهاجرين منهما تصل إلى أكثر من ثلثي عدد السكان، خاصة بعد الاحتلال الامريكي للعراق وتعاظم النفوذ الإيراني فيه، وبعد الأحداث الدموية التي شهدنها وتشهدها سورية ووصول المد المالي والبشري والسلاح إلى عصابات التخريب والقتل، تم تهجير الملايين من السوريين إلى خارج وطنهم.
وإذا ما تتبعنا الثقافات الدخيلة على المنطقة، نجد في لبنان فكرة السني والشيعي والدرزي والماروني والكاثوليكي والأرمن، وفي فلسطين وجدنا الدرزي والمسيحي والفتحاوي والحمساوي، وفي العراق الشيعي والسني والاشوري والازيدي والصائبي والكردي والتركماني، وفي سورية العلوي والدرزي والكردي والمسيحي، بحيث نجد منطقة الهلال الخصيب هي الأكثر تمزيقا، من خلال الطوائف التي رهنت ذاتها بمصالح الخارج.
هل يعني ذلك بأن الآخر يعلم خطورة توحيد هذه المنطقة جغرافيا وسكانيا على مصالحه، من هنا نجده يعمل جاهدا على إحداث المزيد من التقسيمات الجغرافية والسكانية فيها، بحيث لا تقوم لها قائمة؟.
ولماذا هي المنطقة الجغرافية الوحيدة التي تتعرض لكل هذا الهجوم، المتعدد والمتنوع والمتشعب والممتد منذ وجود فكرة الرجل المريض التي اطلقها الاستعمار الحديث على الدولة العثمانية؟
هل تفريغ السكان من الجغرافيا الهلالية أمر عادي، تعرضت له العديد من المناطق الأخرى في العالم، أم هي حالة خاصة تميزت عن غيرها من المناطق؟
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟