أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسم السعيدي - من اجل وعي انتخابي -1















المزيد.....

من اجل وعي انتخابي -1


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 10:21
المحور: حقوق الانسان
    


مقدمة
تتقدم الديمقراطية في عراقنا العزيز رويداً ، ربما ببطء لكنها بخطى ثابتة نحو تأسيس مجتمع ديمقراطي ، وبعيداً عن المآخذ والأخطاء التي حدثت في الانتخابات السابقة فأننا بصدد تعزيز الوعي الانتخابي للناخب العراقي الذي سيدلي بصوته في 15 – كانون أول من هذا العام .
ما لا يمكن إغفاله بحال هو السبب الذي جعل كل منّا يدلي بصوته ، أو أن لا يدلي بصوته في الانتخابات الماضية .
فالطائفية أحد مظاهر تلك الانتخابات ، ووصمت بهذه الوصمة بناء على اعتبارات عدة أهمها :-
1 - دعوة علماء الدين من الشيعة بضرورة الاشتراك في الانتخابات .
2 – دعوة علماء الدين من السنة بضرورة عدم الاشتراك في الانتخابات .

وبين هذه الدعوة وتلك ضاع صوت الناخب الذي تمت ( خندقته) رغماً عن ارادته في هذا الخندق أو ذاك .
والصحيح أن في الأمر خلط كبير ، استغله أعداء العملية الديمقراطية من أجل تشويه صورة الناخب .
فالناخب البسيط الذي لا حظ له من الاطلاع على أدبيات المرحلة ، والتعمق في دراسة الوضع السياسي العراقي - وأنا أزعم أنهم قليل جداً – ذهبوا الى ما أراد منهم علماء الدين ، فمنهم من قاطع ، ومنهم من اشترك ، بناء على تلك التوصيات .
الا أن واقع المجتمع العراقي المثقف والمطلع والذي يصفه البعض ( بأنه الشعب الوحيد الذي يتكلم جميع أبناءه بالسياسة) ، قرر سلفاً الاشتراك ، أو المقاطعة ، حتى لو ذهبت المرجعيات الدينية الشيعية والسنية الى خلاف ما ظهر منها .
والسبب هو أن هنالك انقسام واضح بين أطياف الشعب العراقي حول ما جرى بعد 9/4/2003 .
فالذي ينظر الى أن (المقاومة) هي الحل الوحيد ، راح يبرر ما تقوم به (المقاومة) من جرائم وحشية أساءت الى مصطلح المقاومة ، وبشرت بـ (وطنية) دموية ندعوها مجازاً (وطنية) ، وهذا النفر كان ينظر دوماً الى الحل السياسي على أنه عمالة للمحتل ، وأنه تعاون معه لايمكن القبول به تحت أي ظرف ، ولا مجال للتعامل معه ومع من يتعامل معه الا بالبندقية والدم والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة ، وهذا الصنف من أفراد المجتمع العراقي كان قد إتخذ سلفاً موقفه من الانتخابات على أنها (بدعة أميركية) وانها تبرير لبقاء الاحتلال وأن من يذهب الى صندوق الاقتراع ليس سوى خائن يجب قتله من أجل تحجيم فرص نجاح الديمقراطية والتي يعتبرها نجاحاً للارادة الأمريكية .
بينما نظر الآخرون وغالبيتهم من الشيعة والكرد على أن الانتخابات حقيقية وليست زائفة ، وأن خيار الديمقراطية والقرار بالاشتراك فيها والدفاع عنها هو المبرر الوحيد الذي يجعل الهدف من كل تلك الدماء التي سفكت على مذبح الحرية خلال العقود المنصرمة ، والسنتين المنصرمتين من عهد ما بعد صدام ، كل ذلك لا يمكن القبول به بدون هذا الهدف النبيل وهو الديمقراطية ، وأن لا يمكن تبرير القبول بتقديم كل تلك الضحايا الا من خلال التقدم الديمقراطي الى الأمام ، ونظر هؤلاء على أن البقاء للقوات متعددة الجنسيات مهما طال فلن يكون الا وجوداً مؤقتاً ، لان الدول المشاركة لا تمتلك حدوداً برية أو اشتراك بمياه اقليمية لها مع العراق وعلى هذا الأساس فليس وجودها الا وجود مصلحي يمكن انهاءه في الوقت الذي يتعارض مع مصلحة الوطن .
إذن فالناخب العراقي كان يعي أن اصراره على الاشتراك في الانتخابات أو مقاطعته لها يعني موقفه من :-
1– مسيرة الديمقراطية في العراق .
2– دماء ضحايا الديكتاتورية ، والارهاب .
3– الارهاب المستشري في العراق ، وان التهاون في انجاح العملية الديمقراطية تهاون مع الارهاب والقتل أو المقاومة كما يسميها المقاطعون .

والنتيجة أن من ذهب الى صناديق الاقتراع كان من دعاة العملية الديمقراطية الجارية ، ومن قاطع فانه ليس من دعاة (هذه الديمقراطية) وربما لديه طموح نحو بناء العراق الديمقراطي الا أن هذه العملية ليست بمستوى الطموح بسبب الشبهات التي أثيرت حولها .
والشيء الآخر الذي حدا بكل ناخب أن يحث الخطى يوم 30/1/2005 نحو مراكز الانتخاب هو كتابة الدستور الجديد للعراق ، فهي الفرصة الأولى في المنطقة (مذ خلق الله الأرض ومن عليها) .
ومن هنا يمكننا أن نتفهم الالتفاف الانتخابي حول القوائم الرئيسية ، ولا أستطيع أن أتجاهل أن انتخاب القوائم تم على أساس (عقيدي) وربما طائفي أو عرقي ، وكل ذلك بناء على عقدة لا يمكن لها أن تضمحل بين ليلة وضحاها ، فمرارة فقدان ضحايا الحروب المتكررة والعمليات العسكرية الانتقامية في الجنوب والشمال والقبور الجماعية والأسلحة المحرمة ما زالت مرارتها في فم الموجوعين ، وصورها القاسية مازالت ماثلة في أذهان الناس لم تبرحها بعد ، لذلك سعى كلٌّ الى انتخاب القائمة التي يعتقد جازما بعدم تهاونها في وضع الضمانات بعدم تكرار تلك المآسي ، تلك الضمانات التي رأيناها في الدستور والتي وصفها البعض بأنها (تمزيق لوحدة العراق) ، والحقيقة التي لا يمكن انكارها أن وحدة العراق على الطريقة القديمة هي التي جعلت من الميسور للقوات الأجنبية دخول العراق ، ولولاها لربما لم تفكر أمريكا ولا بريطانيا أو حلفائهما في احتلال العراق .
إذن فإننا امام وعي عراقي تمخض عن موقف من العملية السياسية أو العملية الديمقراطية لا مثيل له بين الأمم ، وكان كل ما رأيناه خلال الأعوام الماضية مبرراً من قبل وجهة نظر أصحابها .
والآن بعد أن أُقِرَّ الدستور ، نحن أمام انتخابات برلمانية جديدة ستقرر الوجهة التي سيتوجه اليها العراق خلال السنوات الأربع القادمة ، ومن أهم إيجابيات المرحلة المنصرمة وما يعد تقدماً ستراتيجياً في العملية الديمقراطية هو دخول الجهات التي قاطعت الانتخابات ، ودعت الى المقاطعة ، دخولها الى الانتخابات القادمة ، وهذا إن دلَّ على شئ فانما يدل على أن المقاطعين آمنوا بالعملية الديمقراطية وآلياتها ، وأن طريق المقاطعة (ربما ) فُهم خطأ من قبل المشتركين على أنه ميل نحو تأييد الارهاب ، والآن أصبح كل ذلك خلف ظهورنا ويجب عدم الالتفات اليه .
وتتطلب المرحلة القادمة منا فهم متطلباتها ، وبالتالي فهم البرامج الانتخابية لكل جهة ( ونتوقع أن تكون البرامج للكيانات السياسية بمستوى الطموح) ،فإذا فهمنا كل ذلك كنَّا قادرين على أن ندلي بصوتنا للأكثر نضجاً بين تلك البرامج بعيداً عن الانتماء الثقافي (دينياً أو عرقياً أو طائفياً) .
والنقاط الملحَّة (التي سنذكرها لاحقاً) يجب الوقوف عندها طويلاً قبل أن نقرر الى من سنصوت !!!
ولا أنوي أن أكون وصياً أو قيماً على صوت الناخب فاني أرى وعياً جمعياً عالياً (كما ذكرت آنفاً) .
أهم النقاط :-
1. الموقف من تعديل الدستور .
2. الموقف من التشريعات الضرورية التي ستتبنى شرح ما قرره الدستور وتركه للبرلمان القادم ليضع حدوده الأساسية .
3. فلسفة حل مشكلة الارهاب أو العنف المسلح(الملف الأمني) .
4. البرامج الكفيلة بتطوير الخدمات الأساسية على أسس سليمة وعلمية وليس على أساس شعارات طنانة لا تسمن ولا تغني من جوع .
5. معالجة ملف الفساد الاداري والذي أصبح عبئاً ثقيلاً يعطل عملية الاعمار .
6. الملف الاقتصادي والبطالة والمحسوبية والرشوة في التعيينات بالوظائف الحكومية .
7. النظرة العملية للوجود الأجنبي على أرض العراق .
8. تنويع مصادر الدخل القومي وعدم الاعتماد على النفط.
9. ملف تسليح الجيش العراقي والقوة الجوية وعدم الاعتماد على القوات متعددة الجنسية في هذا الموضوع .
10. علاقة العراق بدول الجوار ، وعقد تحالفات ستراتيجية معها تضمن عدم الاعتداء وعدم تدخلها في الشأن العراقي الداخلي في حال انسحاب القوات متعددة الجنسية وخصوصاً في مكافحة الارهاب الدولي .
11. علاقة العراق بالدول المتقدمة وعقد اتفاقيات تعاون سياسي واقتصادي وعسكري (معاهدة دفاع مشترك) في حال تعرض العراق الى غزو من دول الجوار (خصوصاً ايران وتركيا اللتان لا تخفيان تطلعاتهما وأطماعهما وعدائهما للعراق أو لمكونات عراقية محددة) .
12. إحياء ملف (الدول المانحة) واعطاءها التطمينات اللازمة على أن تلك الأموال لن تكون عرضة للتبديد من خلال الفساد الاداري .
13. السعي الحثيث والمحموم الى غلق ملف التعويضات المتعلقة بذمة العراق واسقاط الديون .

وسنعرض بالتفصيل ن شاء الله الى تلكم النقاط لتبيان ضرورة التعرض لها ضمن الحملات الانتخابية ورأي الشارع العراقي (النخبوي والاعتادي) في تلك النقاط .



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدرالية الجنوب .. جدلية النفط والماء
- قراءة في مسودة متردية للدستور
- الاسلام في الدستور
- الدعوى الجزائية لمدينة الزرقاء الأردنية ضد - الله
- يا شيخ القتلة .. لا تستعجل رزقك !!
- الى رجال المقاومة .. رحم الله إمرءاً ..أراح واستراح
- الشارع المصري .. بضاعته ردت اليه
- حول بيان حزب مصر الفتاة
- ديمقراطية الذئاب .. حول أحداث البصرة
- احداث البصرة ... نذير الشؤم
- رقصة السلط
- حملة للتضامن مع تيسير علوني
- الـ 169 .. رؤية للخطوة القادمة
- مشروع السلفية الإنمائية ... بدلاً من السلفية الجهادية –الحلق ...
- دموع كافكا
- تطور الجريمة المنظمة .. ناقوس الخطر يدق
- بين أصابع القدر ... الملف الأمني
- انما الأمم الأخلاق ما بقيت ..
- سيناريو طرد الاحتلال .. قصة قصيرة
- تقييم الساسة غير الحكوميين في العالم العربي


المزيد.....




- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسم السعيدي - من اجل وعي انتخابي -1