أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر عبد المهدي صاحب - عاشوراء بين ثارات الكراهية وثقافة التسامح














المزيد.....

عاشوراء بين ثارات الكراهية وثقافة التسامح


جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)


الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 19:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عاشوراء بين ثارات الكراهية وثقافة التسامح
برفسور دكتور جعفر صاحب
باروم – مملكة النرويج
فكرة الواحدية Pantheism: بموجبها تتطابق حقائق الوجود الكوني (الطبيعة) مع الله (الألوهية). فالوجود الكلي والإله يمثلان واحدية الكون. أي الوجود المادي والوجود الفكري يكونان الوجود الكوني وفق مذهب الواحدية Monism ومنها تنطلق فكرة الإله الواحد وهي عكس فكرة الثنائية Dualism التي تدعي وجود واقعين، جوهر مادي وآخر فكري.
وانطلاقاً من هذه المقدمة الموجزة جداً نقول إن وحدانية الكون تعني أن العدد واحد هو الأصل ولا يوجد في الكون عدد غيره أما بقية الأعداد فهي من اختراع العقل البشري، فلا يوجد العدد اثنان، فاثنان تعني العدد واحد مكرر مرتين والعدد مليون يعني العدد واحد مكرر مليون مرة وهكذا.
وانطلاقاً من مبدأ الواحدية تتفرع واحدية الأشياء سواء كانت واحدية مادية أم واحدية فكرية، مع الإقرار بواحدية الفكر والمادة. واحدية الطبيعة المادية وواحدية الجنس البشري (آدم وحواء) أي أن الروح البشرية واحدة.
في التصنيفات البشرية الروحية هناك الروح البشرية الخيرة والروح البشرية الشريرة (حسب تصنيفات ومعايير البشر للخير والشر). واحدية الروح البشرية تعني لا تمييز جوهري بين روح خيرة وأخرى شريرة، في نهاية المطاف هي روح بشرية واحدة ونتيجة لظروف محيطة، ومسببات تتعلق بظروف التنشئة الاجتماعية، جعلت من هذه الروح خيرة ومن تلك شريرة.
ربما شقيقان توأمان من أم واحدة وأب واحد يكون الأول صالحاً خيراً ومصلحاً والثاني فاسداً شريراً بالاختيار، أو بالضرورة كما حصل لأوديب الذي ارتكب جرمين فاحشين لا يمكن تصورهما ساقته الظروف إليهما دون خياره، فقد قتل أوديب أبيه ونكح أمه دون أن يعلم، وبعد أن علم بذلك اقتص أوديب من نفسه ففقأ عينيه وهام في الصحراء مذعوراً.
فروح المجرم الذي حكم عليه بالموت هي نفسها روح السيد المسيح وروح محمد وروحك وروحي والروح الجمعية لكل الجنس البشري المتحدة بالواحدية. فالمجرم بشر من بني آدم ونحن كلنا كذلك.
الأرواح الخيرة لا تحتاج أن نترحم عليها أو نطلب الغفران لها لأنها أرواح خيرة أما الأرواح الشريرة فهي التي تستحق الترحم وتحتاج الى طلب الغفران.
تطبيقات الواقع العملي:
في بعض الممارسات التي تحصل في عالمنا الإسلامي خروج المظاهرات ومواكب العزاء بمناسبة عاشوراء، وهي ذكرى مقتل الحسين حفيد النبي محمد، حيث يكثر النحيب والعويل وتتعاظم مظاهر الحزن حتى تصل الى درجة جلد الذات وإدماء الرؤوس بالسيوف مع الترحم على صاحب المصاب.
ولكن في الأدبيات الإسلامية جميعها، ونقصد أدبيات كل الفرق الإسلامية، السنية والشيعية بلا استثناء، تؤكد بأن الحسين مات شهيداً مظلوماً وقد شد رحاله الى الجنة. ونحن نسأل: ماذا ينفع الترحم على الحسين وهو قد كسب الجنة باتفاق كل الملل والنحل؟ لذا نقول الحسين لا يحتاج الى الترحم وطلب الغفران بل الذي يحتاجه هم قتلته. نعم فمن المفترض التوجه الى السماء لطلب العفو والغفران للمجرمين الذين ارتكبوا تلك الجريمة الفظيعة بقتل حفيد نبيهم.
ومن الملفت للنظر أن الحسين نفسه يحمل هذه الأفكار التي نطرحها الآن، فقد ذكرت مصادر الشيعة أن الحسين بكى في ساحة المعركة، وعندما سٌئل عن سبب بكائه قال لم أبكي على نفسي وعلى عيالي بل أبكي على هؤلاء الناس الكٌثر الذين سيدخلون النار بسببي.
في تحليلنا الوجداني (نقصد في الوجدان: الحدس بالحقائق الأخلاقية عن طريق القلب والعاطفة من غير تدخل العقل) أن بكاء الحسين – الضحية - على أعدائه –المجرمين- ينطلق من واحدية الروح البشرية التي أشرنا إليها في مقدمة هذا المقال. فلو لم يكن كذلك فلماذا بكى على أعدائه؟
فإذا أردنا أن نبني جيلاً صالحاً فعلينا أن نعلمه ثقافة التسامح التي هي أقرب الى الضمير الإنساني والحس الإنساني، في التسامح فقط تتحلى المجتمعات الإنسانية الفاضلة، وبعكس ذلك فأن ثقافة الثأر والانتقام تولد الحقد والبغضاء والكراهية وتخلق مجتمعات وحشية بعيدة عن السمات الإنسانية ونتذكر قول بوذا (أحبوا أعدائكم).



#جعفر_عبد_المهدي_صاحب (هاشتاغ)       Jaffar_Sahib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات العراقية اليوغسلافية 1955 – 1979 نشر وثائق الخارجية ...
- الفقراء أولى بالرعاية لا لهمجية وزير....رسالة مفتوحة للسيد ح ...
- الذكرى التاسعة لرحيل مفكر تقدمي وفيلسوف مجدد....الزميل البرو ...
- في ذكرى اتفاقية دايتون المشؤومة
- سفارة العراق في صربيا... عطاء كبير بإمكانيات محدودة... الأسب ...
- مقترح مشروع إنقاذ العراق
- رسالة مفتوحة الى معالي وزير التعليم العالي
- صديقي عالم الآثار فوزي رشيد لا أعرف فوزي رشيد التكريتي
- الأسبوع الثقافي العراقي في صربيا...سُنة حسنة
- درس من ربيع بودابست
- رئيس دولة يفاجئ كاتب السطور
- الجنس الناعم يبقى لطيفا...ميسون البياتي وكلام عليه تلام
- رواية جديدة لحمودي عبد محسن
- لا يجوز اللطم في حفلات الغناء
- بمناسبة اداء بوتين اليمين الدستوري كرئيس لروسيا الاتحادية- ا ...
- بمناسبة اداء بوتين اليمين الدستوري كرئيس لروسيا
- من خفايا البيروسترويكا الغورباشوفية -الجزء الثاني-
- من خفايا البيروسترويكا الغورباشوفية -الجزء الأول-
- مدينة النجف:عبقرية المعاني وقدسية المكان
- رحيل العلامة الدكتور فوزي رشيد


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر عبد المهدي صاحب - عاشوراء بين ثارات الكراهية وثقافة التسامح