أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عرمش شوكت - ماذا كان قطاف العملية السياسية.. عفصاً ام بلوطاً.؟














المزيد.....

ماذا كان قطاف العملية السياسية.. عفصاً ام بلوطاً.؟


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 23:23
المحور: المجتمع المدني
    


سؤال له دلالة، هامة منبعث من واقع حياة الكادحين في الريف. وغالباً ما يطرحه الفلاحون على بعضهم البعض، لمعرفة جني الاخر في موسم الحصاد، - ما هو حاصلك هذه السنة .. عفص ام بلوط ؟- وهو مستوحى من طبيعة شجرة البلوط، التي اذا ما اثمرت بلوطاً في موسم معين، "صالح للاكل" جاء ثمرها عفصاً في الموسم اللاحق." غير صالح للاكل" وعليه اذا كان جواب الفلاح بأن حصاده بلوطاً، يعني ما جناه خيراً. واذا كان جوابه، عفصاً، يعني ما حصل عليه في ذلك الموسم شحيحاً لا يسد الرمق.
لقد آمن معظم العراقيين بهذه العملية السياسية في البدء، وتأملوا منها خيراً، الا ان فصولها الملتبسة والغارقة بأزمات متلاحقة بين اطرافها، جعلت الامل حلماً. يجسده على واقع الحال كابوس يضاهي او يزيد عن سلفه النظام الدكتاتوري في اغلب جوانبه. فأول قطاف ثمارها المريرة كان "عفصاً" الا هي تلك الخدعة "البريمرية" التي سميت بـ " الديمقراطية التوافقية " والتي هي بحقيقتها محاصصة لا تتم في الاغلب الاعم، الا بين من تشاركوا برأسمال للمتاجرة، او تشاركوا مع سواهم بسرقة. والارجح كانت هذه الاخيرة هي التي تجسدت على ارض الواقع، اي شراكة السرّاق بأمتياز.
وهنا يتربع على ناصية الحديث سؤال ساخن مفاده، من المسؤول عن هذا المآل الكارثي الاخير، الذي ينبئ بافشال الدولة كمقدمة لتفتيت وحدة البلد ؟. مما جعل الطامعين من كل صوب وحدب، يسيل لعابهم على حطام العراق. هذا اذا ما بقي شيء اسمه حطام. فليس من الاخلاص والمسؤولية الوطنية تجاهل جوابه الصارخ المتمثل بأن من انتخبوا الاوساط الحاكمة اليوم، هم الذين تقع على عواتقهم المسؤولية الاولى، ويأتي بعدهم من لازال راهناً يتأمل خيراً بهذا المسمى " العملية السياسية" بشكلها الحالي المريب!!. اذن ما العمل ؟، والعراقيون لا يجدون اياً من هياكل الدولة سليماً من التخريب، بفعل شراسة وشراهة المفسدين، الذين سوف تعجز اية جهود مخلصة من تعداد مفاعله الطاعنة بالصميم، اوالاهتداء الى مخرج من هذه المتاهة الفلكية الابعاد، اذا لن ينبثق نهوض شعبي موحد ومتدارك لا يقبل التأجيل.
ولكن ما يحز في صدور المواطنين هو. ان يؤخذ الوطن عنوة من دولة تركيا الجارة الطامعة كغيرها من دول الجوارالاخرى، والانكى من ذلك هو ان ينبري ويهلل له بعض من العراقيين كيداً ضد البعض الاخر المدافع عن خرق لسيادة العراق من قبل ايران الجارة الطامعة هي الاخرى. دون اي شعور بوجع جرح الوطن المنهوش بتكالب خسيس. ذلك ما يأخذ المرء الى الماضي في التاريخ العراقي. حينما كان صراع الامبراطوريتين الرومانية والفارسية، مما دفع سكان وادي الرافدين الى الانقسام، بين الغساسنة، الذين كانوا يحاربون بالإنابة عن الفرس، والمناذرة الذين كانوا يدافعون عن الرومان، قطعاً كانت النتائج حريق الارض والمال والبنين بصورة كافرة بالوطن ومقدساته.
التاريخ يعيد نفسه كما يقال اما بمسخرة او بمأساة، وها هي الاثنتان معاً، تعيد علينا الماضي المتخلف كثمرة حنظلية من ثمرات العملية السياسية " المباركة"، التي حولت العراق الى بلد " مكونات" طائفة وعرقية متصارعة متحاصصة في ذات الوقت !!، غادرة لحق المواطنة، وكابحة للروح الوطنية الاصيلة، وراعية لثقافة الفساد الطاعن بكيان الدولة برمته، ولم تكتف باباحة حرمات البلد بأيدي اعداء الشعب العراقي وبالافلاس المريع، وانما راحت تقضم لقمة عيش العوائل الكادحة من الموظفين والمتقاعدين، ولم تلتفت نحو حيتان الفساد، ماذا بقي لهذا الشكل الكسيح المسمى بـ " العملية السياسية" ؟.لقد توفرت دوافع عديدة ومقدمات فاعلة تقتضي العمل من قبل القوى الحية الوطنية المخلصة الثائرة المجسدة بالحراك الشعبي المدني المثابر لتغيير شكل ادارة الحكم. وتحويله الى نظام مدني ديمقراطي معمد بالعدالة الاجتماعية. رحمة بهذا البلد المكوب المنهوب.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصدار قوانين طبقية جائرة.. على خطى الدكتاتورية
- - شرائع مرعية- .. تتحول الى كواتم سياسية..!!
- السيد حيدر العبادي.. يصلح خارج النص !!
- منظومة كتل المحاصصة .. وحدة وصراع الاضداد!!
- محكمة تأريخية تحت نصب الحرية
- اطفاء جدحة الكهرباء اشعلت جدحة الشارع..ولكن
- خطى العبادي.. وايقاع الشارع العراقي
- حينما تقتل الديمقراطية بنيران صديقة..!!
- يد الظلاميين امتدت لتطفىء قناديل النور
- مر عام من ثلاثة والترقب السلبي سيد الموقف
- اضرابات العمال العراقيين .. انذاراً ساخناً للحكومة
- العلاقة الجدلية ما بين العملية السياسية والمحاصصة.
- المال والبنون غيّبهم الفضائيون واسيادهم
- الطبقة العاملة ..ّ تحرر نفسها بنفسها
- غدت حتى حركة عقارب الساعة تلدغ المهجرين.!!
- المعادلة العراقية .. لمن الغلبة للسيادة ام للبشر..؟
- مظاهرات انصار المالكي.. ورفسة المذبوح !!
- تشكلت الحكومة العراقية.. ولكن
- شبح المحاصصة متلبد في محادثات تشكيل الحكومة
- الوضع العراقي ما بعد التكليف .


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عرمش شوكت - ماذا كان قطاف العملية السياسية.. عفصاً ام بلوطاً.؟