أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء البوسالمي - إصلاح الإسلام ( 2 ) : نقد الخطاب السّلفي














المزيد.....

إصلاح الإسلام ( 2 ) : نقد الخطاب السّلفي


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 17:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنّا في المقال السّابق قد تعرّضنا إلى ضرورة نزع القداسة عن شخصيّة نبيّ الإسلام و إلى أهميّة تجاوز مجموعة من الشّعائر الدّينيّة عن طريق تعطيلها و تكييف الآيات مع ما يتماشى و متطلّبات العصر. و سنواصل في نفس السّياق من خلال نقد الخطاب السّلفي.
إهدار البعد التّاريخيّ
السّلفيّة هو توجّه فكريّ تتبنّاه مجموعة من الأشخاص ( السّلفيّون ) و هو يقوم على إتّباع الصّحابة و التّابعين ( السّلف الصّالح ) قولا و عملا. و الحقيقة أنّ هذا يؤدّي إلى التّمسك بمجموعة من الخرافات الموجودة في كتب الحديث كالبخاري و مسلم و غيرها. و أساس هذا الفكر هوتقديس النّص القرآنيّ بالإضافة إلى تقديس الرّواة وهو ما يسبّب الوقوع في نفس الأخطاء التي إرتكبها هؤلاء. فما جاء من أحاديث في “الصِّحاح” – حسب قولهم – لا يمكن الطّعن فيه و من واجب المسلم الأخذ بما جاء به السّلف لأنّهم أكثر فهما و أعلم من الجميع باللّغة وهذه هي النّقطة التي تضفي القداسة على كتب الحديث. و قد سُمّيت هذه الطّائفة بالسّلف الصّالح في حين أنّه وجدت معها و عاصرتها مجموعة من الطّوائف الأخرى كالإباضيّة و الزّيديّة و المعتزلة و لكلّ واحدة منها أحاديثها و رواياتها. فلماذا وقع الإختيار على فرقة معيّنة دون سواها لتسميتها بالسّلف الصّالح ؟ الجواب المعتاد هو : لأنّ السّلف الصّالح أفعالهم حسنة و عقائدهم صحيحة. و كيف عرفنا ذلك ؟ يأتي الجواب : لأنّهم هم السّلف الصّالح. و هكذا يتحوّل الأمر إلى حلقة لا تنتهي من الأسئلة التي تتكرّر لتعود بنا في كلّ مرّة إلى نفس الأجوبة.
” فحين يقال صلاح تلك الطّائفة المسمّاة السّلف الصّالح مُتوقِّفٌ على حسن عقائدها، و حُسْنُ عقائدها مُتوقِّف على روايتهم هم لها دون غيرهم، و قبول روايتهم لها دون غيرهم مبني على صلاحهم، فمعنى هذا القول بإختصار : أنّ صلاحهم مبني على صلاحهم ! و هذا هو الدّور اٌلمُحَالُ عقلاً و الذي لا يُمكِنُ أن يكُونَ ” ( رائد السّمهوري / نقدُ الخطاب السّلفي : إبن تيميّة نموذجًا )
يقوم المنهج السّلفي في تحليل المواضيع على الرّجوع إلى القرآن و السّنة و ما جرى من حوادث للصّحابة لإستخلاص العِبر منها. و في هذا إلغاء للعقل و تهشيم لمفهوم الزّمن عبر تطبيق مجموعة من الأحكام و الشّرائع المتولّدة عن أحداث ماضويّة و قعت منذ مئات السّنين على وقائع في الحاضر لا رابط بينها و بين ما جرى في الماضي. و هذه المنهجيّة في التّعامل مع الأمور و التي تعتمد على هدم البعد الزّمنيّ و تجاهله و عدم أخذه بعين الإعتبار هي ما يبرّر و يفسّر وجود مجموعة من المصطلحات المتداولة عند أنصار هذا الفكر كمفهوم الجاهليّة مثلا و هو مصطلح من الماضي وقع إسقاطه على المجتمعات الحديثة التي لا تتبنّى نفس الأفكار التي يدعو لها السّلفيّون. والعقل الدّيني يقسم و يصنّف الأفراد إلى قسمين مسلم و كافر إذًا هناك دار السّلم و دار الحرب وهذا التّمييز يولّد مجموعة من الأحداث الإرهابيّة في كلّ أنحاء العالم ( حتّى في البلدان التي يكون أغلبيّة سكّانها من المسلمين! ) كلّ هذا ينفّذه مجموعة من الأفراد الذين يقلّدون ما خلّفه أسلافهم من غزو و دمار كلّها وقع إضفاء الشّرعيّة عليها من خلال عدد كبير من الآيات و الأحاديث.
” لقد جئتكم بالذّبح و بُعِثت بالحصاد و لم أُبعث بالزّراعة ” ( نبيّ الإسلام )
إذًا فإنّ إهدار عامل التّاريخ و عدم التّمييز بين الفكريّ و الدّينيّ و إرجاع كلّ الأمور و تفسير كلّ الظّواهر بالرّجوع إلى العلّة الأولى/ السّبب الأوّل إضافة إلى التّمسّك بما جاء حرفيًّا في القرآن و السّنة هي أهمّ خصائص و مميزات العقل الدّيني عموما و السّلفيّ خصوصًا الذي يَظْهَرُ بتضاربٍ واضحٍ في خطابه من خلال الدّعوة إلى الإسلام على أساس أنّه دين تسامح و رحمة من جهة و قتلِ و تهديدِ المُجتهدين و المُجَدِّدِينَ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى ( فسّر وَ حلّل هذه النّقطة بأدقِّ تفاصيلها الدّكتور نصر حامد أبو زيد في كتابه “نقد الخطاب الدّيني” )
تأليه الرّواة و تقديس كتب الحديث
” تهمة إنكار السنة أصبحت مثل عداء السامية سلاحاً يشهره أصحابه على الذين يخالفونهم دون تمييز، ونوعًا من الإرهاب الفكري له حصانته، إننا في هذه الرسالة سنتابع ظهور قبيلة حدثنا من الأيام الأولى للرسول والخلفاء الراشدين، عندما لم يكن لهم وجود ملحوظ، ثم الذي حدث للمجتمع الإسلامي نتيجة تركه لمجتمع المدينة المحدود، وبدء المرحلة الإمبراطورية وانعكاساتها التي انتهت بأن وَضْع الأحاديث أصبح ضرورة لا مناص عنها، وبالتالي ظهرت قبيلة حدثنا. ” ( جمال البنا / جناية قبيلة حَدَّثَنَا )
تقديس الرّوايات و الأحاديث – كما سبق و ذكرنا – هي من الأسباب الرّئيسيّة التي تؤدّي إلى إصدار مجموعة من فتاوى التّحريم و التّكفير فكلّ ما غاب عن القرآن و كتب الحديث محرّم و كلّ معارض لتلك الفتوى يكون كافرا، تلك هي آليّات إشتغال العقل السّلفي في تعامله مع النّصوص التي يقدّسها. إنّ محاولة إيجاد حلول لمشاكل الحاضر عبر النّبش في الموروث و الماضي لن يُوصِلَ إلى أيّ نتيجةٍ بل سيدخلنا في نقاشات لا طائل منها حول خرافات كعذاب القبر و حكم السّفر إلى بلاد الكفر.
العديد من البلدان التي تتبنى هذا الفكر – مثل المملكة السّعودية – تطبّق مجموعة من القوانين التي تلغي أبسط الحقوق كحقّ المرأة في قيادة السّيارة. و هذا الخطاب يلقى رواجا واسعا و إنتشارًا و قبولا عند العامّة من خلال أموال طئلة تضخّ في القنوات التّلفزيّة التي تدافع عن هذا الفكر عن طريق مجموعة من الشّيوخ الذين يتولّون مهمّة تضليل و تجهيل أكثر عدد ممكن من المشاهدين. إنّ الفكر السّلفي هو نموذج لللاعقلانيّة الدّينيّة في أكثر مراحلها تطوّرًا و تقدّمًا لأنّه فكر يقوم على إلغاء العقل و تقديم النّقل و لا يعترف بأبسط الحقوق الإنسانيّة.



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون عدد52 : وسيلة لتكميم الأفواه !؟
- حول فيلم “اُلزِّينْ إِلِّي فِيكْ” : عندما تضعنا السّينما أما ...
- إصلاح الإسلام
- الإسلام … دين إرهاب ؟
- المثليّة الجنسيّة: الأخلاق العامّة والحُجج العقلانية
- -خطيبة طوكيو-: عن اليابان والحب ولقاء الشرق والغرب
- ماهي البورنوغرافا ؟ [ البورنوغرافيا و الصّحافة (ج2) ] / (9)
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ البورنوغرافيا و الصّحافة (ج3) ] / (10 ...
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ البورنوغرافيا و الصّحافة (ج1) ] / (8)
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ العصر الذّهبي للبورنوغرافيا (ج3) ] / ...
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ العصر الذّهبي للبورنوغرافيا (ج2) ] / ...
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ العصر الذّهبيّ للبورنوغرافيا (ج1) ] / ...
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ تاريخ البورنوغرافيا ( ج1) ] / 1-2-3
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ تاريخ البورنوغرافيا (ج2) ] / (4)
- رهان باسكال
- رمضان ... شهر بركة !؟
- منصب مفتي الجمهورية من الإستقلال حتى أواخر حكم بورقيبة
- ...إنتظار
- الثورة تأكل أولادها -حول القمع الذي تمارسه دولة البوليس-
- رواية شرق الوادي لتركي الحمد


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء البوسالمي - إصلاح الإسلام ( 2 ) : نقد الخطاب السّلفي