أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - مختار العصروراهب بني قريضة وبني الكريظات اليهودية ولا بديل لمن لاينطيها ومحصن بالفقاعة؟















المزيد.....

مختار العصروراهب بني قريضة وبني الكريظات اليهودية ولا بديل لمن لاينطيها ومحصن بالفقاعة؟


كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اطلق انصار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي صفة ( مختار العصر ) عليه تيمنا بالمختار بن ابي عبيدة الثقفي الذي اعقب ظهوره ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي في الكوفة واخذ المختار على عاتقه تعقب كبار الجيش الذي حارب الحسين في واقعة كربلاء التي ادت الى استشهاده مع عائلته واصحابه في العاشر من محرم عام (61 ) هجرية وقد افلح الرجل في الاقتصاص من الاغلب منهم وكاد يقوض وجود الدولة الاموية لولا وجود صراع اخر للاستيلاء على الكوفة من قبل عبد الله بن الزبير الذي دفع باخيه مصعب لقتال المختار وانتهت المعركة بقتل المختار على يد مصعب لكن المختار لم يرتحل عن الدنيا الا بعد ان حقق شعاره بالكامل ( يالثارات الحسين ) وقتل وصلب ومثل باجساد قتلة الحسين عليه السلام وحفظ التاريخ محاكماته للرؤوس الكبيرة فيهم كأبن زياد وابن سعد مما منح المختار ذكرا خالدا مع ثورة الحسين ورضا من محبيه لقيامه بأخذ الثار من قاتليه حتى اصبح التشبه به صعبا او يكاد يكون مستحيلا لكن انصار المالكي اطلقوا اسمه على زعيمهم واضافوا له العصر ليصبح ( مختار العصر ) وهذه الصفة لا اقول عليها جزافا لكن اتسائل من هو حسين العصر ؟ ومن هم القتلة ؟ وماذا فعل المختار المعاصر معهم ؟ والواقع يقول ان مختار العصر لم يطلب بثأر لحسين ولم يشخص قتلة ويتخذهم اعداء يعلن حربه عليهم ويلاحقهم ويقتص منهم ويطعمهم من لحوم اجسادهم وانما كل مافعله هو تحويل خصومات السياسة الى عداوات شخصية ولم ينفع الحسين القديم او الجديد لابأخذ ثأره ولابغيره , وعموما عندما ظهر المختار في الكوفة بعد واقعة كربلاء رفع شعار (يا لثارات الحسين ) وطبقه بكل ما اوتي من قوة واصرار وطالت يده اغلب الرؤوس التي قادت المعركة ضد الحسين واختفت من الحياة رؤوس عبيد الله بين زياد وعمر بن سعد والشمر وشبث بن ربعي وحرملة وغيرهم . لكن مختار العصر عندما ظهر لم يرفع شعار ( يالثارات العراق ) ولم تحتفي في زمنه رؤوس اللهم عدا (رؤوس الاموال ) فكيف يصح مقارنة هذا بذاك ؟ او هي تطاول على التاريخ والواقع وسرقات طالت حتى ارث الراحلين في زمن وبلد شاعت به السرقات.
بعد أن رددت جماهير حزب الدعوة التي أخرجها للشارع نوري المالكي بشعارات عصر الفتنة الكبرى المندرسة و بتوشيحه بوشاح ولقب مختار العصر و الزمان!، خرج زعيم أحد العصابات الطائفية المريضة وعميل إيراني يتفاخر بعمالته وخضوعه للنظام الإيراني من خلال إعتباره لعلي خامنئي بمثابة الإمام المقدس الواجب طاعة والتي تكون طاعته كطاعة الأمام الغائب ( المهدي المنتظر )!، وحيث أتبع ذلك التصريح الفلتة بتصريح آخر أشد سخونة وعنترية حينما تحدث عن نيته لقتل آلاف مؤلفة من العراقيين تحت يافطة محاربة البعثية وطبعا الوهابية و الناصبية وغيرها من المصطلحات المعروفة في قواميس مطابخ الفتنة الإيرانية الصفوية المعروفة! بل أنه وفي إضافة درامية للمشهد العراقي التراجيدي أطلق على تنظيمه العصابي الإرهابي المسلح إسم ( جيش المختار )!! ليضاف لجيوش المهدي و الصحابة وثورة العشرين وغيرها من جيوش ووقود الحرب الأهلية الطاحنة التي تحاك اللمسات الأخيرة لفصولها في العراق؟ وبما إن الجيش الطائفي الجديد يدعى جيش المختار فمن المنطقي ان يكون القائد العسكري المباشر لذلك الجيش الهلامي هو مختار العصر ذاته أي نوري المالكي الذي هو في نفس الوقت القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع والمخابرات العامة وكل شيء متحرك في عراق التحاصص و التناطح!!، ولكن توقيت إنبثاق و إعلان هذا التشكيل العصابي الجديد والمصنوع جيدا في مصانع الحرس الثوري و بقيادة قاسم سليماني قد جاء ليخلط الصورة كثيرا وليضع رئيس الوزراء العراقي في مأزق حقيقي و محرج بإعتباره رئيس ما يسمى لدولة القانون العتيدة!! فكان لزاما عليه إعلان موقفه إما تبني ورعاية هذا الجيش ليكون رديفا مساعدا وقويا لجماعة عصائب أهل الحق الخزعلية وليطلقه على جماهير المنتفضين في الأنبار والموصل وسامراء وبغداد نفسها في إشارة واضحة لبدء ماراثون الحرب الأهلية التقسيمية وتماما كما كان باص ( عين الرمانة ) عام 1975 في بيروت إيذانا و إعلانا بإشتعال الحرب الأهلية اللبنانية التي إستعرت لمدة 15 عاما من الزمان؟، أو أن يقوم المالكي إلتزاما بمسؤولياته السياسية و الأمنية بمطاردة و إعتقال زعيم العصابة المعمم الجديد واثق البطاط الذي لم يخش إعلان التحدي بوجه السلطة ومقاومة مذكرة الإعتقال بل ودعا علنا للإرهاب من خلال التحريض على قتل الشيخ محمد الناصري قائد تنظيم ( الغالبون ) التابع لحزب الله ( شكل ثاني )! وفرع آخر؟ وحيث برز التطاحن بين الإخوة الأعداء! على قيادات الأحزاب الآلهية المقدسة، وماقد يجره تصدي المالكي للبطاط من إشكاليات مع النظام الإيراني الراعي الرسمي و الشرعي و القانوني لتلكم التنظيمات والمخطط الأول لإشعال الحرب الأهلية الطائفية في العراق؟ فهو المستفيد الأكبر منها، لأن تقسيم العراق يوفر راحة ستراتيجية كبرى للنظام الإيراني بعد أن يتخلص بحماقات الطائفيين وبضعف السياسيين العراقيين من أكبر قوة عربية في المنطقة الخليجية وهو العراق لينفرد بالساحة ويتفرغ لتفجير الأوضاع القلقة في البحرين و شرقي السعودية وهو الهدف المركزي و المقدس الإيراني دون شك، المالكي و إن امر بإعتقال البطاط إلا أنه لن يجرؤ أبدا على التعاطي بحزم وقسوة معه، بل سيهرب لإيران التي تسبغ حمايتها المباشرة عليه وبما يعني تهاوي هيبة الدولة العراقية بالكامل، فالبطاط إرهابي متميز تنطبف عليه مواصفات المادة 4 إرهاب السيئة الصيت و السمعة إلا أنه كالخزعلي و كمقتدى الصدر خارج إطار المساءلة و العدالة المفترضة، فقد سبق للمالكي عام 2008 أن شن حملة عسكرية شهيرة في البصرة عرفت بإسم صولة الفرسان تم خلالها التصدي لبعض العصابات الطائفية العميلة مثل جماعة ( ثأر الله ) لصاحبها يوسف الموسوي و ( بقية الله )!! و تنظيمات طائفية إجرامية أخرى في معارك طاحنة كاد فيها المالكي أن يهلك بعد هجوم جيش المهدي عليه في القصور الرئاسية في البصرة؟ وقتذاك دعم الإيرانيون المالكي و أشرفوا على سحب عملائهم لإيران، أما اليوم فإن البطاط الموسوي مصر على التصعيد عبر إطلاق التهديدات الدموية الزاعقة و تحدي السلطة ( المختارية ) التي تطوع بتأسيس جيشها ( المختاري ) في هلوسات طائفية ليس لها بداية ولا نهاية، بل هي تعبير عن الإفلاس الفكري و الحالة الرجعية السائدة في عراق اليوم بعد أن برزت العمائم في مشاريع الدجل و الهلوسة و الخرافة!، فالمخرج الإيراني ( عايز كده ) أما الجمهور فهو بين متفرج فاغرا فاه ويسير في نفس المجرى، وبين أغلبية صامتة لا تدري إلى أين المآل في بلاد تردى فيها الفكر و تراجعت فيها الحضارة و أنزوى العقل، و أضمحلت الذاكرة لتعود لبدايات العصر الأموي!، فهل سيقضي مختار الزمان على جيش المختار؟ أم أن لدهاقنة قم وطهران سيناريوهات بديلة؟... يبدو أن حروب الملاحم و الفتن قد حطت رحالها في العراق، فويل ثم ويل من سلبية شعب يتلاعب به الدجالون ويحكمه الجهلة و المتخلفون؟.
توقعوا بين يوم وآخر فضيحة من هذا النوع، فساد نوري المالكي لانهاية له ....والضحية هم الفقراء والمحرومون ....الذين يتوجب عليهم المطالبة بحقهم بالتعويض بتقديم نوري المالكي الى القضاء. واليكم الخبر:
كشف مصدر في مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، إن الأخير يواجه مشكلة كبيرة، تتلخص بتعيين رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، أكثر من خمسة آلاف شخص أغلبهم لا يمتلكون الشهادة الثانوية، بعنوان "صحفي" في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ومكتب رئيس الوزراء ورئاسة الوزراء والمكاتب والمؤسسات المرتبطة بمكتب رئيس الوزراء، أغلبهم تم منحه درجة وظيفية من وزارة المالية على الملاك الدائم للدولة. وظيفتهم فتح صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والترويج للولاية الثالثة لنوري المالكي، والتعليق على تلك الصفحات فيما بينهم، مع مهاجمة صفحات الأحزاب والكتل الوطنية وقياداتها المنافسة والرافضة للولاية الثالثة. وأضاف إن العبادي قال "هذه سرقة للمال العام ولا يجوز بقائهم"، لكنه أصطدم بحاجز قانوني حيث منح المالكي أغلبهم درجات وظيفية عندما هَيمن على وزارة المالية خلال الأربع سنوات الماضية. وأكد إن أبرز تلك الصفحات هي " نوري المالكي، رئيس الوزراء، مختار العصر، حكومة العراق، أنصار الولاية الثالثة، المالكي قائدنا، الولاية الثالثة حق دستوري، كل العراق مع الولاية الثالثة، البشائر، ملتقى البشائر، مع عشرات المواقع الإلكترونية الخبرية وصحف تُطبع وتوزع في العراق... وفي نهاية حديثة قال: أكثر ما شدني وجود قسم خاص لمهاجمة المرجعية الدينية العليا والمرجع الديني الكبير الشيخ بشير النجفي
فقد أعلن الثقفي نبوته، وروي عنه لقاءات مع الملائكة، وقد ذكرت أنيسة بنت زيد بن أرقم أن أباها دخل على المختار، فقال له المختار: يا أبا عامر لو سبقت رأيت جبريل وميكائيل. فقال له زيد: "حقرت وتعست أنت أهون على الله من ذلك كذاب مفتر على الله ورسوله" [البداية والنهاية8/70].فمتى يعلن المالكي نبوته أسوة بالمختار؟
و هل سيلقى المالكي نفس مصير المختار؟ فقد تبرأ عنه أنصاره عند محاصرته في الكوفة في قصره، ورفضوا ان يقاتلوا معه، وخرج معه (19) رجلاً فقط ولقوا حتفهم في الدنيا، وسيلقوا جزائهم في الآخرة.ونسأل الله تعالى أن يلحق مختار العصر بمصير جده مختار القصر.
أخيرا وافق نوري المالكي على اعلان اغلاق ملف حزب البعث, بل ومنح رواتب تقاعدية لفدائيي صدام, وقبول عضو الفرقة البعثية في مناصب الدولة. أخيرا انتهت أسطورة المختار الجديد “صكّار السنة” , الحاج أبو اسراء حامي المذهب, الموقع على إعدام الطاغية. الأمر الذي يكشف حقيقة خصوم المالكي بكونهم خصوما لا يعرفون الوطنية بقدر معرفتهم للمال, ويحرصون على الطائفية حرصهم على المناصب.سيقول بعضهم إن هذه واقعية سياسية لإنهاء أزمة البلاد, فماذا يفعل المالكي فهو إن رفض مطالب تظاهرات الحقد في الانبار سيكون طائفيا بنظر السنة وأصدقائها القطريين والسعوديين والأتراك. وإن قبل بمطالبهم سيكون جبانا منهزما في نظر الشيعة وايران, فماذا يفعل؟!
ونقول القضية قضية واقع إذن؛ لماذا كان معبودكم الحزبي غير مهتم بالواقع ويبالغ في العزف على أوتار الدين والطائفة, وإن مبادءه العقائدية فوق كل شيء وقبل كل شيء. إما أن يكون معبودكم سياسيا مثاليا طيلة كل هذه المدة فإذن هو صانع الأزمات التي عصفت بالعملية السياسية، وإما أن يكون شخصا ميكافيليا برغماتيا لا دين ولا عقيدة له حقيقة سوى منصبه الرئاسي وخيرات بطانته المالية، فهو إذن مجرد مُستخدم للمذهب كغطاء يخفي قصوراته الإدارية.أربع سنوات تضخم فيها المالكي.. تحول فيها إلى كونه هو الحزب والدولة (يخاطبه المذيع: سيادة دولة القانون!) وهو بلا فصل: المذهب. فكل حركات المالكي حكمة يجب تبريرها لا تفسيرها, فالحق معه يدور حيثما دار.سبق أن قلنا أن حزب الدعوة دخل مرحلة نزع الأقنعة، وليس لديه أي مشكلة في ذلك, فسبق لحزب الدعوة أن ضرب كل مبادئه المذهبية والحركية عشرات المرات أيام النار والرماد, والآن يكرر المواقف ذاتها في زمن الثمار والحصاد. المشكلة هي في التربية على العبودية التي تعرض لها الانسان العراقي. فالانسان العراقي (الشيعي بالخصوص) تعرض لتربية يُكذب فيها عينيه حتى في مسألة ظهور هلال العيد, فيبقى صائما بانتظار فتوى الأب الديني. ويُكذب فيها أذنيه فلا يسمع إلا أخبار القنوات الفضائية للحكومة والطائفة. والعيب ما يعيبه شيخ الحارة وشيخ العشيرة. تنضم إلى ذلك الأنانية المفطرة, إذ تتغير فيها المواقف من النقيض إلى النقيض ما أن تعلن الحكومة قرار منح رواتب وتعويضات لهذه الجهة أو تلك. هكذا ظهرت أصوات تجمعات رفحاء, وجمعيات السجناء, و غيرهما. تزمّر لواهب المنح السماوي. الإنغلاق في ثقافة دينية جريحة أعمى شرائح كثيرة بكون الدين اليوم ليس سوى لعبة مصالح ليس إلا. هذه الأحزاب لا دين لها, وهذه العمائم مُتحيزة مُسبقا. أقول ذلك وأنا مدرك أن جملة من الناس تشعر بالبرد الشديد لكونها تتلحف بالأصنام وتستأكل بالمعبد. وشراة العبودية هؤلاء الذين تخدعهم مظاهر الاشياء الآنية والمذاق السريع للأطعمة الجاهزة ولا تعنيهم المكونات الداخلية للطبخة ولا الأعراض المستقبلية للأمور, لذا هم لن يفرقوا أبدا بين البلسم والسم.
سيأتي ذات يوم ويتنحى المالكي عن منصبه, عندها سيتحول في عيون عبّاده من ملاك يلتمسون بركته إلى شيطان يتعبدون برجمه. ساعتئذ سيتناثر الصنم المقدس كأي حجر آخر يُداس في الطريق. عندها فقط سيتعلم المالكي الدرس الكبير: الذي يتقدم الناس على إنه الراعي وهم القطيع, لابد أن يلحقوا به يوما وينطحونه بقرونهم! المدافعون عن نوريّ يعلمون أن لا أهمية فكرية أو أخلاقية لمختار عصرهم الفاسد، سوى في خزنة الدولارات السمينة التي استولى عليها هو وعائلته وأصهاره وأنسباؤه والمقربون منه.وهذا واحدٌ من أهل المزاد اسمهُ عامر الخزاعي، غاضب من فرمان تقديم نوري المالكي للمحاكمة في قصة سقوط الموصل بيد داعش. عامر وزير “المصالخة” يقارن بين ذنب المالكي بسقوط الموصل، ويبرره بتشبيه خسارة المسلمين بمعركة أحدْ، باعتبار أنّ نوري والنبي هما قائدا الجيش في المعركتين.قراءة مغلوطة في واقعة تاريخية مشهورة، ويبدو أنّ الحرامية والخائنين والقتلة أبناء المطبخ الأميركي الإيراني التخادمي، الذين زرعوا العراق على رأس قائمة الأوطان الأفسد في الأرض، لا دينَ لهم ولا ضمير، ولا تنكسر عيونهم إلّا بصمّ تراب يتخلّف من أحذية المتظاهرين الثائرين الأطهار في شوارع وساحات العراق المريض حتى الآن.بالعودة إلى المقاربة السخيفة بين المعركتين، فإنَّ الثابت تاريخيا هو أنّ النبي محمد لم يأمر أو يطلب من الرماة الذين اتخذوا موقعا استراتيجيا فوق الجبل، أن ينزلوا من قمتهِ، لكن هم من سوّلت لهم أنفسهم وسال لعابهم على ما سمّي بالغنائم، فانكشف ظهر الجيش وانكسر فكانت أُحُد واحدة من نوادر المعارك التي خسرها المسلمون بقيادة نبيّهم، لكنهم امتصوا مرارة الهزيمة واشتغلوا بصمت على القادم من الأيام، حتى انفتحت أمامهم تاليا مشارق أرض ومغاربها.أما نوري فإنّ مسؤوليته الثابتة التي لا شكَّ فيها في سقوط الموصل ثالث أكبر وأهم محافظات العراق، فتكمن في مسألتين أولاهما هي في عدم سماعه لتحذيرات وأسانيد القادة العسكريين والسياسيين المشاركين معه في طبخة الحكم، بأنّ المدينة على وشك السقوط تحت أقدام الدواعش، والثانية هي في إرباكهِ المشهد العسكري كله، من خلال سيطرته على المعلومات الخاصة بالمعركة ورسائله النصية والهاتفية للقادة والآمرين والعسس، حتى نجح في إنتاج هذه الكارثة بسبب تخلفه العسكري والعقلي وعيشه المتصل في محبس مجموعة من العقد والأمراض النفسية الخطيرة، وبدلا من امتصاص صدمة الحاضرة نينوى والعمل السريع على استعادتها من بضع مئات من المتسللين المقاتلين الداعشيّين، قام بمنحهم المزيد من الوقت لمسك الأرض بعد أن تبرّع جيشه وضباطه ومستشاروه الذين جاء بهم من كل مدارس التخلف والرشوة والطائفية، بكل سلاح الجيش الذي عاون الداعشيين في التمدد بمحافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والرمادي.المدافعون عن نوريّ يعلمون أن لا أهمية فكرية أو أخلاقية لمختار عصرهم الفاسد، سوى في خزنة الدولارات السمينة التي استولى عليها هو وعائلته وأصهاره وأنسباؤه والمقربون منه، وأيضا في التوافق المريب غير المعلن بين الشيطان الأكبر أميركا والشيطان الأصغر إيران، على أهمية بقاء نوري فاعلا وقائما في المشهد العراقي، من أجل استعماله كورقة جاهزة ورخيصة في المحاصصات والصفقات التي تخدم نتائجها المطبخين الجائفين.
ان التدقيق في هذين الشخصين من ناحية حب الدين والوطن والمواطنة لرأيت هناك شبه كبير جدا فقد عاصر المختار الثقفي العترة الطاهرة والصحابة الأجلاء ( رض ) وتعلم منهم وسمع أحاديثهم وامتثل لأمرهم وأطاعهم الا انه لم تسنح له الفرصة في وقت كان الامام الحسين ( ع ) خارج لمحاربة الطغات في كربلاء المقدسة ان ينصره واصبح الامام ( ع ) كعبة للثائرين , واخذ عهدا على نفسه ان ينتصر لهذا الثائر العظيم والذي هو الامام الحسين ( ع ) فالمختار لم يثار فقط للإمام ( ع ) بل ثائر للمنهج الصالح للطريق السليم للرواسي التي حافظت على الارضين من ان تغور بمن فيها ثار للدستور الكامل المكمل ثار لجده الذي قال وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى هذا هو المختار الثقفي . وبنفس الوقت أرى ان التاريخ يعيد نفسه بحسب القائلين فها هو ابي اسراء يجسد هذا المثل البطولي بأخذ ثائر الحسينيين الذين قضوا نحبهم على يدي الطغاة من النظام العفلقي امثال صدام وبرزان وطه الجزرواي وأخرا وليس اخيرا علي حسن المجيد ثار للحسينيين كما قلت وفي طلعتهم الامام الشهيد محمد باقر الصدر والسيد مهدي الحكيم والسيد محمد تقي الخوئي وقاسم شبر وقبضة الهدى الخمسة والذي تقدمهم الشيخ عارف البصري وايضا ثار لزينب ( رضوان الله عليها ) في عصرنا وهي بنت الهدى وسلوى البحراني والكثيرات . فكما فعل المختار الثقفي من ان القى القبض على قتلة الامام الحسين ( ع ) وأصحابه ومثل بهم من حيث فعلة كل فرد في قتل العترة الطاهرة الا انه هنا قد اختلف المالكي من ناحية الحكم فقد حكم بالاعدام شنقا حتى الموت على هؤلاء لا كمل فعل المختار فيعقاب قتلة الامام الحسين واصحابه بمثل ما فعلوه في تلك الايام التي كثروا السواد بوجه الامام ( ع ) . فهنا أراه ذلك المصلح الثائر لأبنائنا ويصح ان اقول له نوري الثقفي او نوري المالكي فلا يفرق عندي لانه انتهل من هذه العترة الطاهرة والصحبة الطيبة وكما ورد زيارته المقدسة سيدنا المختار " السلام على من ترحم عليه الامام الباقر ( ع ) اذ قال رحم الله المختار فانه ما فرحت ولا ابتهجت هاشمية ولا ادخل سرور على بيت علوي حتى ارسل المختار براس عبيد الله ابن زياد وبراس عمر بن سعد الى المدينة " . فالآن قد قرت عيون أمهات الشهداء ومسح بيده الكريمة على رؤوس الأيتام وأجبرت ما تعرض اليه السجناء في ذلك الوقت فرفع الله مقامك الى اعلى المقامات وادامك الله لنا ذخرا وملاذا في كل شيء اللهم فكما حشرت قتلة الصحابة الطيبين في نار جهنم فعثر خطط من يريد بالمالكي سوء وخسرانا



#كرار_حيدر_الموسوي (هاشتاغ)       Karrar_Haider_Al_Mosawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختار العصر وولي الدم وقاهر الارهاب ومخترع الفقاعة وقمة هرم ...
- سنفور القضاء ا لصدامي المخضرم مدخن المخمور تبرعم في شجرة الز ...
- مستوطنات وكامبات ومشاريع استثمارية مصالح تجارية صهيونية كردي ...
- جرائم متعددة وكثيرة مستترة في شمال العراق ومناطق اخرى
- هل اتم السياسيون والمسؤولون العراقيون صفقات النهب والسرقة وت ...
- داعش وراعش ودويعشة ليس الا دخان وبوخة ومصيرهم البالوعة
- كلامهم حلوى شعر بنات وسمبوسه حار بارد ودستورهم طنب دعبل وسبع ...
- حيتان العراق يد مع التقسيم والاخرى بالرذيلة ولم تمتليء بطونه ...
- المملكة الغريبة السعورية ودويلة الحمارات واللقيطة قطر موزة و ...
- خربشات الساسة العراقيين والحكومة الملائكية( لزكة جونسون ام ا ...
- الامانة والخيانة ودوامة التقوى المزيفة والحذلقة
- ازمة تتلوها ازمة وحكامنا ومسؤولينا هم ذاتهم ازمة كارثية
- ماذا تقول لهم ضمائرهم وعراقيتهم وعقلهم بعد ان انتهى فلمهم
- كيف بات الحمير رواد للحكمة والاسننة المتحالفة المتحذلقة المن ...
- من سرقنا؟؟؟ والكل ذوو دين ومعتقد ومذهب وقومية ويخاف الله!!! ...
- هذا وقت عملاء الصهيونية من الدكتاتوريات الصغيرة الذين يكررون ...
- بسم الله الرحمن الرحيم (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ث ...
- بين جاسوس وعميل وحاقد ولئيم ومنافق وفاسق وخائن وذليل ألتصقوا ...
- اللي مايعرف حجمه الواجب اتحجمه ولما ميفتهم اتفهمه!
- لايستطيع الاراذل في الحكومة والمسؤولين فعلها فبئسا لما يصيبه ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - مختار العصروراهب بني قريضة وبني الكريظات اليهودية ولا بديل لمن لاينطيها ومحصن بالفقاعة؟