أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد البورقادي - الفساد في مواجهة التنمية..














المزيد.....

الفساد في مواجهة التنمية..


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 18:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الفساد ينطلق أحيانا من ضعف السلطة السياسية أو نتيجة لإغفال تطبيق القوانين وضعف الرقابة الإدارية لأجهزة الدولة.. حيث تعرف منظمة الشفافية العالمية الفساد بأنه استغلال السلطة من أجل المنفعة الخاصة ..أما البنك الدولي فيعرف الفساد بأنه إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص ..ذلك أن الفساد يحدث عادة عندما يقوم موضف بقبول أو طلب ابتزاز أو رشوة نظير تسهيل عقد أو إجراء طرح منافسة عامة ..كما يتم عندما يعرض وكلاء أو وسطاء لشركات أو مستثمرين خواص تقديم رشاوى للإستفادة من سياسات أو إجراء ات عامة للتغلب على منافسين وتحقيق أرباح خارج إطار القوانين الصارمة..
ومثال ذلك ما يحدث مع مقاولات البناء الكبرى التي تستفيد من أراضي الملك العام بأثمنة منخفضة ..
وما يحدث في المجال الإجتماعي حيث تتحول الهبات الخيرية لسلع تباع في الأسواق ..وما إلى ذلك من خروقات قد أُشير إليها بإسهاب في مقال سابق بعنوان "كوابح الإصلاح الإقتصادي والسياسي في المغرب"..أما الفساد الكبير فهو مرتبط بالصفقات الكبرى في المقاولات وتجارة السلاح والحصول على توكيلات الشركات العالمية ..كما أن عمليات الخصخصة التي جرت في كثير من بلدان العالم أدت إلى ظهور نوع جديد من الفساد ناتج عن بيع أملاك الدولة بواسطة المسؤولين الحكوميين لتحقيق المصالح الشخصية..
فكيف يمكن الحديث عن التنمية في ظل هذا الفساد القائم !!
إن الحكم على مدى قوة أو ضعف الدولة ينوضح بالأساس في قدر الغموض والشفافية التي يحيط بمعاملات الدولة الإقتصادية وكذلك في مدى اتباع الإجراء ات والنظم الموضوعة في التعيينات وفي مدى قصور أجهزة الرقابة أو فاعليتها ..
فكلما كانت التعيينات والوضائف تعتمد بصورة أقل على الجدارة والكفاءة انخفضت شفافية تشغيل الأفراد وترقياتهم ..وهذا ما تعرفه مؤسسات القطاع الخاص المبني على العلاقات الزبونية الفيودالية ..ذلك أن أغلب المقاولات في المغرب هي مقاولات عائلية تسود فيها الزبونية القائمة على القرابة ..وتعرف نظاما إقطاعيا حيث بالإمكان طرد المشغِّل للمشغَّل بدون متابعة قضائية..
فضلا عن مؤسسات القطاع العام وما تعرفه من خروقات خصوصا على مستوى الجهاز الأمني المخزني وما يسري فيه من ترسيمات وتعيينات غير استحقاقية تتدخل فيها المنفعة الشخصية على حساب الكفاءة المهنية.. وذلك ينعكس على مستوى الأداء الحكومي ويؤدي إلى تراجع الإنتاجية ..
أضف إلى ذلك البحث عن عائدات مالية سهلة عن طريق الإعتماد على الريع بدلا من الإتجاه نحو العمل المنتج وأخذ المبادرة في الإستثمار في مشاريع ناجعة ترفع من نسبة النمو الإقتصادي وتشغل اليد العاملة المؤهلة المنتظرة الجالسة في كراسي الإحتياط ..
وكما أن الفساد يقلل من الكفاءة والجودة الناتجة عن غياب النوعية والحكامة يضعف بذلك من الكفاءة والإنتاجية والتنافسية فيتضرر معدل النمو الإقتصادي.. ويرتفع مستوى التضخم الذي يزيد من عجز الميزان التجاري ..وذلك يفضي إلى انخفاض الإيرادات العامة التي تعتمدها سياسة الدولة المالية كمؤشر رئيسي تنبني عليه التوقعات القادمة لرسم السنة المالية الموالية ..
وفي ظل تزايد مستويات العجز في الميزانية العامة تتنامى نفقات الإستثمار والتسيير ويتزايد الضغط على نفقات الخدمات الإجتماعية التي تهدف إلى إعانة الطبقات المتضررة والمسحوقة وما أغلبها في المجتمعات النامية .."التعويض عن فقدان الشغل" .."صندوق الأرامل" .."الدعم الموجه للجمعيات" ..وبالأخص ما يعرف في المغرب بصندوق المقاصّة أي "صندوق الدعم الإجتماعي" الذي يدعم المواد الأولية الضرورية الحيوية الإستهلاك ..وما ارتفاع أثمان بعض المنتجات الإستهلاكية وتحرير أسعار النفط إلا دليل على عجز ميزان هذا الصندوق ..
ولعل الفساد السياسي هو الأخطر حيث يتخذ شكل تجارة النفوذ التي تقوم على منح أفضليات وامتيازات لأشخاص لا يستحقونها وذلك يخل بدعائم الديموقراطية التي من شأنها تخليق الحياة العامة وتكريس العدالة الإجتماعية ...وذلك يزيد من حدة الفقر والتهميش التي تعرفها طبقات واسعة من المجتمع ..هذه الفئات التي تتأثر بنتائج الفساد لا تجد حلا بديلا عن إعادة إنتاجه في صراع من أجل البقاء وتحصيل المطلوب عن طريق خلق ميكانيزمات جديدة للإحتيال والتدليس والرشوة بهدف الوصول إلى مطامحها التي هُمّشت وأقصيت بفضلها ..
وفي غياب سياسات فعالة وناجعة فضلا عن وجود مواطنة حقة وضمير إنساني يقظ ..يقف الفساد حاجزا منيعا ضد مشاريع التنمية فيعيد إنتاج نفسه في دائرة مغلقة مُبْعدا بذلك كل البعد عن مصاف التقدم المنشود التي تأمله المجتمعات ..ولعل قارة إفريقيا خير شاهد على ذلك ..فرغم أنها من أغنى القارات نظرا لمواردها الطبيعية إلا أنها تعرف انتشارا واسعا للفساد مما ينعكس على سكانها الذين يعيشون حالة من الفقر المدقع..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في البادية..
- ماذا استفاد المجتمع من سياسة الخوصصة ؟!
- الإنسان في الفكر المادي..
- محاكمة العقل للفكر التطوري الدارويني..
- حال الناس بين الغفلة واليقظة..
- جَحِيمُ الخادماتِ في السعودية..
- رهانات التنمية وإكراهات البيئة ..
- رهانات التنمية وإكراهات البيئة .
- لقد مات من فَرْطِ الإستهلاك ..
- الرأسمالية والإغتراب ..
- نظرة في خلفيات صناعة الإرهاب..
- وسائل الإتصال وسلطة التأويل ..
- الإرادة العليا وجدل العقل و المنطق ..
- أطفال القمر
- الدعارة ..اختيار أم اضطرار
- متناقضات العالم المعاصر ..
- داعش وجاهلية القرن الواحد والعشرين ..
- دور التربية في صناعة النشء
- لماذا فشلت المنظومة التعليمية بالمغرب ؟
- داعش لم تُخْلَق من فراغ ..والعنف يولِّد العنف ..


المزيد.....




- الصين تعلق تصدير معادن مهمة إلى الولايات المتحدة والعالم مع ...
- مصر تسعى لاستقطاب 8 مليارات دولار من قطر.. والسيسي يتحدث عن ...
- الرئيس الصيني يندد بالحمائية التجارية مع بداية جولة آسيوية
- ترامب: الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات ستطبق قريبا
- 4.2 مليار دولار أرباح بنك مورغان ستانلي خلال الربع الأول
- الذهب يتجه لمستويات -مجنونة- بفضل سياسات ترامب
- الرئيس الصيني: -لا يوجد رابحون- في الحرب التجارية 
- بورصة طوكيو تصعد بدعم من قفزة الأسهم المرتبطة بهاتف آبل
- الدولار يتراجع للجلسة الخامسة على التوالي
- بيانات تظهر ارتفاع صادرات الصين


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد البورقادي - الفساد في مواجهة التنمية..