إبراهيم رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 20:01
المحور:
الغاء عقوبة الاعدام
نسّقتُ باقةَ وردٍ، فلم تُعجِبكَ.
وأنا أعجب: كيف تكره الورد؟
أسمعْتُكَ سمفونية. فامتعظتَ. وكشفتَ عن عدائك للموسيقى.
غرَّد عصفورٌ على غصن. فحكَمْتَ بلَجْم المناقير، وبقطْع الشجرة لئلا تأوي أيَّ عصفور. وبمطاردة كل الطيور بلا هوادة.
نشَرَ الصبح أعلامَه. فأسْدلتَ ستائركَ لتحجُب كل الأنوار. وتحافظ على شيوع الإعتام.
لاطَمَتِ الأمواجُ الصخورَ، وغازلَتِ الرمالَ. فلعَنْتَ البحرَ.
تواثَبَتِ الدلافين تُلاعِب بعضَها البعض، فاستنكرْتَ تلك اللوحة الراقصة التي تجُود بها الطبيعة.
أأنا المسؤول عن عدائك للطبيعة؟
دبَّجْتُ قصيدةً، ونسجْتُها من تهيامي وآمالي وخيالي ..
فأعْلنْتَ الحربَ على الخيال و"الكَلِمِ الموزون المقفّى" وغير المقفى،
أأنا المسؤول عن تخَلُّفِك في تذوُّق الفن
وكوْنِكَ غريبا في:
عوالم الألوان الباهرة .. والتراتيل الحضارية ..
والأناشيد البشرية .. والتبتلات العقلانية ..
واللحون الخالدة .. والآهات المزغردة ..
والهمسات الرقيقة .. والشطحات الحالمة .. ؟
الشعر رقص صوفي .. جراح وانتشاء .. ثورة وبناء .. جمال وموسيقى ..
الشعر فضاءات لا متناهية من التشظِّي والتلحيم والجموح والحرية والتغني بالإنسانية ..
الشعر فنٌّ خالدٌ .. "حَمّال أوْجُهٍ"*
سواء مضيت أم بقيت، فالتاريخ سيسجِّل حقيقتين:
أولاهما: قصور فكرٍ جاهلٍ عن سبْر أغوار الشعر.
وثانيهما: بقاء "قولي راسخاً منك في العظام البوالي"**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* علي بن أبي طالب.
** يزيد بن مفرغ الحميري.
#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟