بولس اسحق
الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 11:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تُعتبر سورة الكهف من أكثر السور التي تضمنت نوادر وطرائف ورقائق تكشف زيف القرآن وتهافته، ولطالما يقرأ المسلم المؤمن سورة الكهف كل ظهيرة جمعة على اقل تقدير تطبيقاً لأكاذيب محمد وخشية العذاب الأبدي الوهمي الذي توعد الناس به ، ثم ربما يعاود الكرّة الجمعة التالية لنفس الغرض ، وهكذا يتقن الإسلام ربط عبيده إلى ساقية الشعور بالذنب والتقصير والرعب من عذاب القبر وجهنم....وسورة الكهف في غنى عن التعريف لما تحتويه من خرافات واساطير وعلى راسها اسطورة ذي القرنين وياجوج وماجوج ,وموسى والخضر،وصاحب الجنتين، ونظراً لطول السورة ساختار بعض الآيات ، علماً أن ما كُتب فيها ولازال يكتب لن يفيها حقها. وخير ما جادت به سورة الكهف لنبدأ مع هذا الحديث وبدون تعليق:
(كان رجل يقرأ سورة الكهف ، وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين ، فتغشته سحابة ، فجعلت تدنو وتدنو ، وجعل فرسه ينفر ، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال :تلك السكينة تنزلت بالقرآن) "البخاري"
نلاحظ أنه من المفترض أن الخرافات الواردة في سورة الكهف هي قصص حدثت بالفعل ، فاله القران يجب ان لا يكذب ، ولذلك لم يقل في أي سورة أنه يروي فقط أساطير أو يقتبس من غيره بل يروي وقائع تبناها بنفسه ، يعاضد ذلك مجلدات إسلامية مكدسة ساندت هذه الطروحات وتعاملت معها على أنها واقعية وليست مجرد حواديت عجائز للأطفال لما قبل النوم.
قصة أصحاب الكهف متجذرة في التراث الشفوي للبشرية ، ولكن المضحك في الأمر أن سبب نزول هذه الآيات من سورة الكهف هو تحدي اليهود لمحمد حتى يثبت نبوته بأن يعرف عدد اصحاب الكهف بالضبط ، ولكن اله القران عجز أن يعطيه الرقم الصحيح أو على الأقل الرقم الذي يظنه اليهود صحيحاً حتى يدعمه في هذا الموقف الحساس ، فقال كلاماً مدغماً ولم يعطِ إجابة مباشرة تاركاً الأمر للتخمينات اللاحقة:
(سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا)
وهكذا تخلص من الورطة ، فمحمد في الواقع لا يعرف عددهم بالضبط سواء مع كلبهم أو بدونه ولا إلهه كذلك ، ويبدو ان نبي الاسلام عندما سئل عن أصحاب الكهف والروح وذي القرنين لم يكن قد علمه من جملة ما علم من خرافات عجائز أهل الكتاب فقال لسائليه(سَأُخْبِرُكُمْ عَنْهَا غَدًا) ثم لم يستطع ان يوفي بوعده خلال يوم واحد ويعلم شيئا عن ما سئل عنه واستمر الامر شهرا، فبرر نبي الاسلام ذلك بعدم رضا الهه عن قوله ذلك، وأن الوحي انقطع عنه لأنه لم يستثن، يذكر تفسير الطبري في تفسير الآية (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا)
وهَذَا تَأْدِيب مِنْاله القران عَزَّ ذِكْره لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْهِ أَنْ لَا يَجْزِم عَلَى مَا يَحْدُث مِنْ الْأُمُور أَنَّهُ كَائِن لَا مَحَالَة , إِلَّا أَنْ يَصِلهُ بِمَشِيئَةِ اله القران , لِأَنَّهُ لَا يَكُون شَيْء إِلَّا بِمَشِيئَةِ اله القران . وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ فِيمَا بَلَغَنَا مِنْ أَجْل أَنَّهُ وَعَدَ سَائِلِيهِ عَنْ الْمَسَائِل الثَّلَاث اللَّوَاتِي قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِيمَا مَضَى , اللَّوَاتِي إِحْدَاهُنَّ الْمَسْأَلَة عَنْ أَمْر الْفِتْيَة مِنْ أَصْحَاب الْكَهْف أَنْ يُجِيبهُمْ عَنْهُنَّ غَد يَوْمهمْ , وَلَمْ يَسْتَثْنِ , فَاحْتَبَسَ الْوَحْي عَنْهُ فِيمَا قِيلَ مِنْ أَجْل ذَلِكَ خَمْس عَشْرَة , حَتَّى حَزَنَهُ إِبْطَاؤُهُ , ثُمَّ أَنْزَلَاله القران عَلَيْهِ الْجَوَاب عَنْهُنَّ , وَعَرَفَ نَبِيّه سَبَب اِحْتِبَاس الْوَحْي عَنْهُ , وَعَلَّمَهُ مَا الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعْمِل فِي عِدَاته وَخَبَره عَمَّا يَحْدُث مِنْ الْأُمُور الَّتِي لَمْ يَأْتِهِ مِنْ اللَّه بِهَا تَنْزِيل , فَقَالَ : { وَلَا تَقُولَن } يَا مُحَمَّد { لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِل ذَلِكَ غَدًا }(اي غد يا دكتور يخاري والمدة تجاوزت الشهر) كَمَا قُلْت لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَأَلُوك عَنْ أَمْر أَصْحَاب الْكَهْف , وَالْمَسَائِل الَّتِي سَأَلُوك عَنْهَا , سَأُخْبِرُكُمْ عَنْهَا غَدًا.
ومن حقنا هنا أن نتسائل، كيف يرسل الله رسولا للناس ليلزمهم الحجة ثم لا يعلمه بمعلومة تم سؤاله عنها ويتركه بدونها؟ هل يصلح هذا عقابا للرسول أم هو في الحقيقة عقاب لسائليه بل للناس أجمعين الى يومنا هذا؟ اذ ان مثل هذا ترك المسلمين يتخبطون بعددهم الى يومنا هذا، اذ قد اتضح للكل عدم صدقه بسبب عدم معرفته الجواب، وذلك لأن امكان التحقق من عدم قبول الله إعلام نبيه بجواب ما سئل عنه متعذر على الناس وخارج عن قدرتهم واستطاعتهم، فقام هذا مقام تكذيب الله للنبي.
ثم لنرَ ماذا كان جواب النبي بعد كل هذه الفترة؟ عن أصحاب الكهف: قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل فلا تمار فيهم الا مراءً ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا.
لم يعلم محمدٌ عدد أهل الكهف فأحال الموضوع مرة اخرى الى الله الذي كان التبرير الدائم لنبي الاسلام اذ قال ان الله نهاه عن المراءِ في أصحاب الكهف الا مراءً ظاهرا وبذلك تخلص محمد من سؤال أهل الكتاب عن هذا الموضوع ومناقشتهم له بحجة التحريم الالهي لذلك، كما ادعى أنه نهي عن أن يستفت فيهم منهم أحدا اذ انه كان قد فعل ذلك وذهب لسؤال النصارى عن هذه الامور، يذكر القرطبي في تفسيره مانصه:
رُوِيَ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام سَأَلَ نَصَارَى نَجْرَان عَنْهُمْ فَنُهِيَ عَنْ السُّؤَال . وَالضَّمِير فِي قَوْله " مِنْهُمْ " عَائِد عَلَى أَهْل الْكِتَاب الْمُعَارِضِينَ . وَفِي هَذَا دَلِيل عَلَى مَنْع الْمُسْلِمِينَ مِنْ مُرَاجَعَة أَهْل الْكِتَاب فِي شَيْء مِنْ الْعِلْم.
ما المشكلة في ان يسأل اهل الكتاب؟ لماذا نهاه عن المراء في هذا ؟ انها مجرد طريقة لغلق الموضوع (لعدم علمه بما هو موجود عند اهل الكتاب في هذه النقطة بالتحديد وهي من اختراعهم اصلا ولا وجود لها في كتبهم) بحجة انه مأمور بذلك من الله الذي هو بدوره ليس اكثر من شخصية من شخصيات محمد الوهميه!
وانا لا استغرف واكاد ان اصدق ان قصة اهل الكهف هي قصة حقيقية وليست اسطورة من التراث المسيحي وانهم فعلا ناموا 300 سنة او اكثر والشواهد كثيرة فلماذا الاستغراب اذن والدليل.... أليست امة صلعم نائمة منذ ألف واربعمائة سنة ولم تستيقظ بعد!!!ولكن المشكلة التي تواجهنيبالاضافة لطول مدة نوم المسلمين للتصديق باسطورة اهل الكهف هي انهم اي اهل الكهف ناموا في عهد "دقيانوس"، الذي تولى الحكم بين عام 249 م و251 ...ناموا 309 سنين, 249+309= 558 اي انهم استفاقوا قبل ان تنجب آمنه الرسول المصطفى ببضعة سنين..ولا استبعد انهم ربما لاحظوا النور الذي خرج...فسبحان الله!!!
نقطة اخرى تحضرني الآن، عندما عاب اليهود على نبي الاسلام اتباع قبلتهم بقولهم(يخالفنا ويتبع قبلتنا)، كره محمد ذلك وقرر تغيير القبلة بعد أن استخدم نفس التبرير، أي ليعلم الله(الذي من المفترض انه يعلم مسبقا كل شيء) من يتّبع الرسول ممّن يترك الاسلام وذلك قوله(وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) البقرة:143(من الذي يريد ان يعلم ؟ هل هو اله القران ام مؤلف القران؟؟)
من تفسير ابن كثير:
حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاج , عَنْ ابْن جُرَيْجٍ , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : قَالَتْ الْيَهُود : يُخَالِفنَا مُحَمَّد , وَيَتْبَع قِبْلَتنَا ! فَكَانَ يَدْعُو اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ , وَيَسْتَفْرِضُ لِلْقِبْلَةِ , فَنَزَلَتْ : { قَدْ نَرَى تَقَلُّب وَجْهك فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَة تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهك شَطْر الْمَسْجِد الْحَرَام } وَانْقَطَعَ قَوْل يَهُود : يُخَالِفنَا وَيَتْبَع قِبْلَتنَا ! فِي صَلَاة الظُّهْر . فَجَعَلَ الرِّجَال مَكَان النِّسَاء , وَالنِّسَاء مَكَان الرِّجَال . 1848 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ , أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : سَمِعْته , يَعْنِي ابْن زَيْد يَقُول : قَالَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه } قَالَ : فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَؤُلَاءِ قَوْم يَهُود يَسْتَقْبِلُونَ بَيْتًا مِنْ بُيُوت اللَّه " لِبَيْتِ الْمَقْدِس " وَلَوْ أَنَّا اسْتَقْبَلْنَاهُ " , فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّة عَشَر شَهْرًا , فَبَلَغَهُ أَنَّ يَهُود تَقُول . وَاَللَّه مَا دَرَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه أَيْنَ قِبْلَتهمْ حَتَّى هَدَيْنَاهُمْ . فَكَرِهَ ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرَفَعَ وَجْهه إلَى السَّمَاء , فَقَالَ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ : { قَدْ نَرَى تَقَلُّب وَجْهك فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَة تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهك شَطْر الْمَسْجِد الْحَرَام } الْآيَة
أسئلة عديدة لا نجد جوابا منطقيا لها الا بالقول أن هذه الأقوال القرآنية هي من تأليف نبي الاسلام حيث استخدم فيها الله وارادته وحكمته وصفاته أداةً لتبرير عدم قدرته على الإتيان بفعل ما، مثل عدم امكانه الاتيان بمعجزة أو عدم نزول العذاب على من حارب المسلمين ونبي الاسلام رغم قدرة الله على ذلك أو لتبرير غيرها من الاحداث التي وقعت في حياة نبي الاسلام كخسارة معركة أو نحوه، كذلك للهروب من عدم معرفة جواب سؤال كان قد طرح عليه، أو عند رغبة النبي لفعل شيء ما قد يثير الشكوك بين صحابته كتغيير القبلة ونكاح زينب ونحوه....
ونقطة اخيرة ومهمة في اسطورة اهل الكهف والدليل الدامغ على كذب وتلفيق الرواة وعدم الانتباه لها خلال 1430 عام من قبل كل الدارسين هي ما علاقة اليهود باهل الكهف ليسألوا عنها رسول الاسلام؟؟ فاسطورة اهل الكهف تتعلق بفتية مسيحيين هربوا الى الكهف خوفا من بطش الرومان!! فهل الذين سالوا نبي الاسلام يهود ام نصارى؟؟ فمنذ متى اهتم اليهود بالتراث المسيحي؟؟ هذه هي الطامة الكبرى التي تفند وتكذب التاريخ الذي سردة هؤلاء الكذابين على السنة يهود وهميين لا وجود لهم الا في خيالهم المريض بعد ان تكرم نبي الاسلام مشكورا بابادتهم... وهذا يدل على كذب كل قصص القران التي هي مجرد اساطير الاولين كما قال عنها حكماء الجاهلية ليس الا!!!...تحياتي .
#بولس_اسحق (هاشتاغ)