أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - لماذا أرسلت تركيا قواتها إلى مشارف الموصل؟















المزيد.....

لماذا أرسلت تركيا قواتها إلى مشارف الموصل؟


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في 3/12/2015 أرسلت تركيا مئات الجنود وعدد كبير من الدبابات إلى معسكر بالقرب الموصل . الأمر الذي إعتبره العراق إنتهاكا لسادته . مؤكدا في بيانان صدرت عن الرئاسات الثلاث رئيس الوزراء والبرلمان ورئاسة الجمهورية إن أي مسؤول عراقي لم يعلم أو يبلغ بدخول القوات التركية ولم يكن قد تمت إي موفقة على ذلك الإجراء. وطالب بيان عن مجلس الوزراء بسحب القوات التركية فورا أو واللجوء إلى مجلس الأمن الدولي . كما خاطب حلف شمال الأطلسي للضغط على تركيا لسحب قواتها . وتقدم العراق بطلب رسمي لمجلس الأمن لمناقشة التوغل العسكري التركي . وشهدت بغداد تظاهرة كبيرة تندد بالعدوان التركي . كما كان لمرجعية النجف صوت رافض ومطالب بعدم السكوت على الإجراء التركي .
وجاء الرد من الرئيس التركي رجا الطيب أردوغان في 10/12/2015 : "إنه من غير الوارد في الوقت الحالي سحب القوات من العراق وإن عدد القوات التركية (في شمال العراق) قد يزيد أو ينقص استنادا على عدد قوات البشمركة الذين يجري تدريبهم." وقال " إن اجتماعا ثلاثيا بين تركيا والولايات المتحدة
والسلطات الكردية في شمال العراق سيعقد في 21 كانون الأول الجاري". لكنه لم يذكر أي احتمال للاجتماع مع السلطات في بغداد. وقالت مصادر برئاسة الوزراء التركية إن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قد تحدث عبر الهاتف مع نائب الرئيس .الأمريكي جو بايدن بطلب من مسؤولين أمريكيين.
وكانت الحكومة التركية قد إستأنفت أنشطتها القتالية منذ أيار 2015 على قصف مسلحي حزب العمال الكردي " التركي" في مناطق بشمال العراق بعلم حكومة الإقليم وبغض الطرف من قبل الحكومة العراقية وإن كان يصدر عنها تنديد لا ينطوي على جدية الرفض. علما بأن القيادة التركية تزدري الكرد العراقيين بالقدر الذي تزدري فيه الحكومة العراقية مع الحفاظ على خيط من التواصل لغايات نفعية.
إذن ما الذي جعل الرئيس التركي رجا الطيب أردوغان يقرر إرسال قواته إلى مشارف مدينة الموصل المحتلة من "داعش"؟ . الجواب وفق "السيناريو" التالي:
* بعد إعتراض الحكومة العراقية على الإجراء التركي . وتأكيد المتحدث بإسم الرئيس الأمريكي أن " لا علم للإدارة الأمريكية بدخول القوات التركية إلى شمال العراق وأن الولايات المتحدة ستعمل على تخفيف من حدة التوتر بين بغداد وأنقرة على خلفية الإجراء التركي" . قالت تركيا إنها لن ترسل المزيد من قواتها للمنطقة ولكنا لن تسحب تلك القوات.
*معلوم أن الحكومة التركية بقيادة أردوغان لعبت وتلعب دورا أساسيا في حرب تدمير سورية منذ 2011 . ولها دور آخر في كل ما حدث ويحدث في العراق قبل وبعد إحتلال قطعان بهائم داعش للموصل في نيسان 2014 وإمتدادهم لمدن غرب العراق.
* وتزامنا مع دخول القوات التركية وتمركزها على مشارف الموصل . طُلِبَ من “أثيل النجيفي” محافظ نينوى السابق، أن يصرح بأن " قدوم القوات التركية إلى الأراضي العراقية قد تم بموافقة رئيس الوزراء العراقي حيدر ألعبادي وبعلم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري“. و"أثيل" هذا معروف بتصريحاته ومواقفه من الحكومة العراقية وازدرائه لمواطنيه في جنوب العراق.
* بعد تطهير محافظة صلاح الدين من نجس داعش وقتل وهروب قطعانه إلى حظائرهم في الموصل . ثم عودتهم و إحتلالهم لعدد من مدن محافظة الأنبار و لمدينة الرمادي بدعوة ومساندة من بعض عشائر المحافظة . شكل ذلك التطور خطرا حقيقيا على جهد الردع للقوات المسلحة العراقية من جهة . وعلى جدية قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على داعش من جهة أخرى .
* شرعت قطعات من القوات المسلحة العراقية بفصائلها كافة ، وبإسناد من قوات " الحشد الشعبي " بالهجوم الميداني الراجل وبإسناد من طائرات القوة الجوية العراقية وطائرات قوات التحالف بقصف ودك مواقع وتجمعات وأوكار داعش وحلفائهم إعتبارا من منتصف أيلول 2015 . وتمكنت القوات العراقية من التقدم بخطط حربية مدروسة بتطهير مناطق عدة من مدن الأنبار. والتقدم بعدد من المحاور إلى وسط مدينة الرمادي التي لم يبق على تطهيرها بالكامل إلا أياما. وتأكد إنهيار قطعان داعش ومعهم وأبناء العشائر الموالية ولجوء أعداد كبيرة منهم إلى الفرار إلى مناطق لم تطهر بعد . *ادرك قادة داعش من فلول النظام السابق وشيوخ العشائر الموالية أن القوات المسلحة العراقية باتت خبيرة في قتالهم وقادرة تطهير ما بقي من المناطق التي ينجسوها ، وإن المساندة العالمية لجهد الردع العسكري العراقي لقتالهم توجه جدي بعد دخول روسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في التحالف . وعليه فإن تطهير الموصل آتٍ لا محالة .
* مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أشارت يوم7/12/2015 في تقرير لها من المناطق التي يتم تحريرها من داعش في الأنبار جاء ما نصه :" أن بعض فصائل القوات المسلحة العراقية ترتكب أعمال قتل عشوائية وعمليات إختطاف وبسلب وحرق بعض البيوت التي استخدمها مقاتلو ما يعرف بالدولة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها ". هذا التقرير ترك رعبا بين الدواعش ومواليهم وتشهد مناطق يحتلونها حالة من الذعر بين اسر العشائر الموالية إثر فرار عدد غير قليل من بإتجاه الموصل التي يحتمل أن تكون الهدف التالي بعد استكمال تطهير الرمادي.
* وهنا يأتي الدور التركي . فالموصل التي احْتُلّت بتنسيق معروف بين عشائر نينوى و الدواعش بعلم تركيا وتطلعها غير المعلن في أن يبقى العراق ضعيفا حيث يسهل على أنقره إملاءاتها عليه . إذ طالما تدخلت تركيا بالشأن العراقي متهمة الحكومة العراقية بالطائفية إثر فرار نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي إلى تركيا إثر صدور مذكرة بإعتقاله لثبوت تورطه وحمايته بأعمال إرهابية في 15/2/2012. وبذلك ترى تركيا أنها قطعت عهدا بحماية المكون الطائفي في الأنبار ونينوى . وأن تطهير الموصل سيكشف دور كل من تورط في جريمة إحتلالها .
*المنطقة التي توجد القوات التركية في بعشيقة لا وجود للقوات المسلحة العراقية فيها . ولم تكن معسكرا تدريبيا وليس فيها من قوات البشمركة الكردية. وإن امتداد هذه المنطقة جنوبا هو مدينة الموصل . وإذن فالإصرار على بقاء القوات التركية على مشارف الموصل لابد أن يكون بطلب من عشائر نينوى المتحالفة مع داعش.
* إضافة إلى ما تقدم فإن إرسال قوة عسكرية قتالية ، كما هو واضح من آلياتها ، ليست كما يدعي اردوغان و أوغلو ، إن وجودها وحسب ما يستشف من تصريحات القيادة التركية هدفان:
ـــــ أقنع أردوغان كل من الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي( الناتو) أن الوجود العسكري التركي على مشارف الموصل العراقية هدفه الحد من التدفق المتوقع لمئات اللاجئين العراقيين من مدينة الموصل في حال بدء عملية تطهير الموصل الوشيكة من داعش من قبل القوات العراقية . متعللا بنجاح القوات العراقية في تطهير مدينة تكريت ومدن محافظة صلاح الدين ، و تقدمها الحثيث لتطهير الرمادي وما بقي من نواحي واقضية الأنبار. لذلك لم نسمع لا من واشنطن ولا من الاتحاد الأوربي ولا من الناتو أي تصريح يشجب التدخل العسكري التركي . بل أن صمت الغرب يوحي بالإقتناع بالتسويغ التركي.بهذا الهدف الذي سيحد من وصول اللاجئين أو من سيهرب من الدواعش فارا نحو تركيا ومن ثم إلى الجحور التي قدموا منها في العالم .
ــــــ الهدف الثاني هو الوجود المسلح التركي لإقامة منطقة عسكرية عازلة خوفا من لجوء الدواعش ، وهم بالآلاف ، من الموصل ودخول تركيا إن إشتد القتال . وقد أدرك أردوغان الخطأ الذي إرتكبته تركيا في عملها منذ 2011 على إيواء وتدريب وتوفير الغطاء اللوجستي لجيش داعش بثمن مدفوع من الممولين العرب . فداعش اليوم باتت مسعورة تعض ، أنقرة ، اليد التي أطعمتها.
التوغل العسكري التركي ، ربما ، قد ينطوى على إحراج الإدارة الأمريكية التي لا تزال تقول بأنها تساعد العراق في الحرب على داعش ومتمسكة بإستقلاله ووحدة أراضيه ، سيما وأن التخل العسكري الروسي ـــ الأيراني في الشأنين العراقي والسوري برهن على فاعلية لم تبرهنها واشطن ولمتحالفون.
من معلقة طرفه بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا وتأتيك بالأخبار من لن تُزَوِد



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل 2003 وبعدها ... العراق إلى أين ؟
- إسفزاز الغرب لروسيا يهدد السلم العالمي.
- لجنة أممية لتجريم مؤسسي -داعش- ومموليها
- الإصلاح وممكنات الإنتقال السلمي للسلطة في العراق
- تعريف الاصلاح
- فصول - كوميدية- في حرب تدمير سورية
- نتائج وتوقعات
- من سيطبق الإصلاحات ؟
- هل تقسيم العراق ممكن ؟
- الكُرد وحلم الدولة
- اليسار اليوناني إذْ يتولى إدارة الأزمة المالية
- الحرب ضد -داعش - من وجهة النظر الأمريكية
- ما حدث .... وما سيأتي
- فاقد الشيء لا يعطيه
- من يتحمل المسؤولية؟
- - داعش- .. الممولون والمنفذون والغرب
- لماذا كان الأوروبيون روّاد الحضارة الصناعية التكنولوجية الح ...
- أحداث و وقائع مهدت لغزو الموصل
- التجسس الغربي .... أداة مؤسسية منظمة لفرض الهيمنة والعقوبات
- تماثل حالتين


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - لماذا أرسلت تركيا قواتها إلى مشارف الموصل؟