أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاك جوزيف أوسي - الإسلاموفوفيا














المزيد.....

الإسلاموفوفيا


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(الإسلاموفوبياIslamophobia) ) مصطلح ظهر في الغرب مطلع القرن العشرين بناء على فكرة مسبقة عن الإسلام واستمراراً لمفهوم غير معزول عن سياق الاستشراق من منظور خلفيته الاستعمارية، ومعناه هو التحامل والكراهية تجاه المسلمين، أو الخوف منهم أو من الجماعات العرقية التي ينظر إليها على أنها إسلامية. ويُعَرفه البعض على أنه تحيز ضد المسلمين أو شيطنتهم.
هذه الظاهرة تصاعدت حدّتها في العالم بعد العمليات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من أيلول عام 2001 والتي تبناها تنظيم القاعدة. ومن الممكن القول إن سببها يضرب جذوره عميقاً بسبب المسلسل طويل من العلاقات المضطربة بين الغرب والإسلام، استقر في خطاب الطرفين بوصفه تعبيراً عن خطر داهم محدق يتهددهما، ربما انطلاقاً من الاقتران المتكرر الذي يمكن ملاحظته في مسيرة التاريخ، الذي يوحي وكأن هناك نوعاً من العلاقة الحتمية بين صعود نجم الحضارة الإسلامية وانحدار نظيرتها الغربية وبالعكس.
مصطلح (الفوبيا) أو الرهاب، هو نوع من أنواع العصاب القهري، لا يملك المريض إزائه القدرة على التحكم في ردود أفعاله عند تعرضه لموضوع خوفه ليدخل في حالة فعلية من الفزع غير المسيطر عليه.
ولهذه الظاهرة أسباب كثيرة منها:
- الصراع بين الشرق والغرب، الذي ارتدى في فترات كثيرة الثوب الديني.
- جهل كل من الطرفين بالآخر.
- الصراع العربي - الإسرائيلي، فقد عمل اللوبي الصهيوني على تقديم صورة الحمل الوديع للإسرائيلي الذي يبحث عن حياة هانئة، بينما هو محاط بقطيع من الذئاب المتوحشة التي تريد افتراسه، وساعد على تكريس هذه الصورة بعض التصريحات غير المسؤولة من بعض السياسيين والقادة العرب والمسلمين.
- تضارب المصالح واختلاف المنطلقات القيمية بين الشرق والغرب، إضافة إلى بعض العادات والتقاليد البالية الشرقية التي لا تمت إلى الدين بصلة.
- الخلط بين مبادئ الدين الإسلامي وتصرفات بعض المسلمين التي هي مرفوضة ومدانة من قبل الجميع.
كل ذلك أدى إلى تبني صورة نمطية للمسلمين في الذهنية الغربية، والتي تطورت عبر قرون طويلة ظللتها أجواء التصارع والتفاعل المتوتر غير المتوازن بين الجانبين، فأسقطت على الشخصية المسلمة كماً هائلاً من الافتراءات والخيالات المريضة، إذ تصورها بالجشع والنهم والغباء والسفه والمكر واحتقار المرأة والتكالب على الشهوات. كما كان للتطبيق المتزمت للإسلام، الذي يركز على الشكل، على حساب الروح والمضمون، من جانب بعض أنظمة الحكم التي تزعم اتخاذ الإسلام منطلقاً للتشريع فيها، النصيب الأكبر في الإساءة إلى الإسلام وتخويف الناس منه. إذ أظهرته تلك الأنظمة وكأنه جلاد قاس متحجر القلب متعطش للدماء يطارد الناس لسلبهم حرياتهم وحرمانهم من كل مظاهر البهجة، وإجبارهم على إتيان الفرائض والطقوس الدينية على الرغم منهم!.
(الإسلاموفوبيا) في الغرب بدأ يقابلها (المسيحوفوبيا) في البلدان الإسلامية، فقد أخذت بعض التنظيمات الدينية المتزمتة والمتطرفة تنظر إلى مواطنيها المسيحيين على أنهم طابور خامس مزروع بينهم يتحين الفرصة للانقضاض عليهم، كما يحدث في العراق ومصر وليبيا وتركيا وباكستان حيث سجلت عمليات اعتداء طالت المواطنين في هذه البلدان.
ولمعالجة هذه الحالات المرضية يجب على العقلاء من الطرفين إبعاد الدين عن الخلافات السياسية، والتركيز على القيم الإنسانية التي تجمع كل الأديان السماوية والأرضية والفلسفات الأخلاقية التي تهدف إلى السمو والارتقاء بالإنسان واحترام جميع المعتقدات وعدم تسفيه الإيمان المخالف، عندئذ نكون قد خطونا الخطوة الأولى في عملية تحويل الصراع بين الأديان إلى تنافس فكري وأخلاقي وأدبي يهدف إلى رفع الظلم ومكافحة البؤس عن البشرية جمعاء.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والقانون وانعكاسهما على وحدة وتماسك المجتمع
- أمير ميكافيللي وقوة القانون
- تركيا ولعبة الأمم
- تداعيات نتائج الانتخابات النيابية في تركيا داخلياً وخارجياً
- كرة الثلج التركية
- قراءة للوضع السياسي في تركيا عشية الانتخابات النيابية
- أهم القوى السياسية في تركيا عشية الانتخابات النيابية
- تداعيات الحرب النفسية على المجتمع السوري
- الاقتصاد السياسي للإرهاب في الشرق الأوسط
- تركيا ومسألة الإبادة
- الأصول المؤسسة لسياسات العثمانيين الجدد
- المشهد بعد الانتخابات النيابية الإسرائيلية ... الفاشية تكشر ...
- 24 نيسان ... يوم ضُحِّيَ بالعدالة الإنسانية على مذبح المصالح ...
- اللعبة الطائفية في الشرق الأوسط
- العلاقات التركية – الإيرانية ... والمتغيرات السياسية في الشر ...
- يوم كان اليمن.. سعيداً
- المفاوضات النووية الإيرانية ... والتحولات السياسية في الشرق ...
- الوجه الآخر لعملية -سليمان شاه-
- قراءة لنتائج الانتخابات التونسية
- العدائية والصراع السعودي الإيراني


المزيد.....




- إيران: نأمل في تعاون الدول الإسلامية والمنطقة لإنهاء جرائم ا ...
- خبير مصري يعلق لـ RT على دلالات زيارة ماكرون إلى سيناء وعلاق ...
- إسرائيل تقتل شابة فلسطينية في سلفيت
- ثبتها الآن بأعلى جودة “تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل ...
- استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال غرب سلفيت
- مصر.. فتوى -وجوب الجهاد بالسلاح ضد الاحتلال- تفجر جدلا واسعا ...
- استقبل حالا.. تردد قناة طيور الجنة الجديد نايل سات وعرب سات ...
- مقتل فلسطينية برصاص القوات الإسرائيلية قرب سلفيت (فيديو)
- قصة فرنسا مع الأقليات والطائفية السياسية في سوريا
- شهيدة برصاص الاحتلال بزعم تنفيذها عملية طعن قرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاك جوزيف أوسي - الإسلاموفوفيا