أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صلاح كرميان - ردا على المدافعين عن قرار معالجة برزان التكريتي














المزيد.....

ردا على المدافعين عن قرار معالجة برزان التكريتي


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 12:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تجريد المجرمين من حق المواطنة .. مطلب ضحايا النظام الدكتاتوري

يحاول عدد من الموالين لسياسات الرئيس الطالباني و بعض المتحذلقين، تبرير المواقف الغريبة التي لم نعد نتفاجأ بها والتي يتحفنا بها الرئيس الطالباني بين حين وآخر.
وكعادتهم بادرت قلة من حملة الاقلام من كتاب الصحافة الحزبية الى التغطية على استجابة الطالباني لمناشدة المجرم برزان التكريتي. ففي مقالة لاحدهم يحاول كاتبها مكلفا نفسه حد الامكان ومتتقدا حملة تواقيع الاستنكارعلى مبادرة الطالباني، متشبثا بعصارة معلوماته في علم الاجتماع، ليس لسبب الا لتجميل صورة قرار و اظهارفيض المشاعرالانسانية الزائفة التي ضمنتها الرسالة الجوابية والتي لم يبخل بها تجاه المجرمين من اركان اقذرنظام دموي.

لم اتفاجأ شخصيا بمثل هذا القرار، نتذكر جميعا وهؤلاء وامثالهم من كتبة السلاطين، مواقف الرئيس الطالباني في دفاعه عن مجرمي الانفال والارهاب والمقابر الجماعية من قادة الجيش الصدامي المجرمين من امثال " نزارالخزرجي " الذي دافع عنه الطالباني بشدة و وصفه بانسان وطني شريف واوعزبالدفاع عنه امام المحاكم الدنماركية، ورفيقه في الاجرام رئيس الاستخابارات العسكرية السابق لنظام صدام المنهار "وفيق السامرائي" الذي عينه الطالباني مستشارا له للشؤون الامنية. وحتما يتذكر هؤلاء تصريحاته حول استعداده استضافة ساجدة الطلفاح وبناتها في كوردستان و دفاعه عن عزت الدوري ووصفه بشخص مسكين، ورفضه التوقيع على عقوبة الاعدام بحق صدام في حالة اصدارها من قبل المحاكم. هذا بالاضافة الى منح صكوك الغفران من قبله شخصيا لمئات المجرمين والمرتزقة من امثال جعفرعبدالكريم البرزنجي محافظ السليمانية في عهد النظام البائد ومستشاري افواج المرتزقة وابطال الانفالات.

من حق الرئيس الطالباني بقدر ما يخصه شخصيا ان يعفى عمن أساءوا اليه او ممن تلقى منهم الاذى شخصيا، فهو حر في اصدار العفو لاعداءه السابقين ومعارضيه الحاليين بقدر تعلق الامر بالمسائل الشخصية اوالحزبية. ولكن ليس له ولا لكائن من كان ان يقفز على عذابات الملايين ويتحدى مشاعرهم وعواطفهم او ان يستهين بدموع اليتامى والثكالى من ضحايا المجرمين من اركان النظام الذي يعتبر برزان من اهم رموزهم بعد سيده صدام والسفاح علي الكمياوي. من حقنا ان نتسائل هل الاعتزاز بالعلاقات العائلية والصداقة الشخصية لشخص الرئيس مع افراد تلك العائلة المنحطة الغارقة في الاجرام والتي هي موضع الاشمئزاز والنفور والادانة ويوّلد الشك والريبة لدى المواطن العراقي، يستدعي الذكر والاشارة اليه في متن الرسالة وفي وسائل الاعلام (بحكم العلاقات التاريخية التي ربطت عائلتيهما مع بعض، و احتراما لصداقته الشخصية معه فترة من الزمن.) ولكي يستند اليه الرئيس الطالباني في اتخاذه مثل هذا القرار، أم وراءها اهداف سياسية نابعة من دوافع شخصية ضمن اللعبة السياسية في عراق تتجاذبها التحالفات والصفقات السياسية.

لا احد يعترض على تقديم العلاج للمسجونين والمعتقليين وحتى لو افترضنا جدلا حق المجرم برزان التكريتي في الحصول على العلاج اللازم. ولكن ذلك يجوز في حالة توفير العلاج لكل المواطنين اولا و دون تمييز. كم هو عدد الحالات السرطانية والامراض الخبيثة والمزمنة التي تظهر لدى المواطنين العراقيين؟ كم هي حالات الاصابة بالامراض والاعاقات الدائمة التي سببتها استخدام النظام المنهارللاسلحة المحرمة الدولية في حروبه الجنونية ناهيك عن ملايين الضحايا التي ابتلت بجرائمهم. اليس هؤلاء الضحايا اولى بشمولهم بالرأفة والعطف الانساني وهل يبدأ عهد ال( منطلق إنساني و حقوق الإنسان التي تقر حق المعالجة الطبية لكل إنسان) بالمجرمين من امثال برزان التكريتي ، او ليس من الاجدر تجريد هؤلاء المجرمين من حق المواطنة وحرمانهم من كل عطف انساني لكونهم لا يمتون الى الانسانية بصفة، بل حتى ان الوحوش الضارية ارحم منهم. و يقينا لو عرض ذلك على الجماهير للاستفتاء عليه فان نتائجها ستفوق التصور.

ان تلك المواقف التي يتحفنا بها السيد الرئيس، لا تفسرها الاّ محاولاته الدؤوبة لنيل رضا البعثيين من ايتام النظام ومن مؤيدي الجماعات القومجية والتيارات السلفية وهيئة علماء التفخيخ، تهيئة لجولة الانتخابات القادمة التي يأمل الرئيس الطالباني الفوز فيها بمنصب الرئاسة مجددا. وفي محاولاته تلك لا يخاف الرئيس الطالباني لومة لائم ويحاول الظهور بمظهر العطوف الرحيم والشخص المثالي الذي يعفو عند المقدرة. ولكن يبقى السؤال، مع من وعلى حساب من؟ هل ذلك يبرر تجريح مشاعر الملايين و اثارة عواطفهم و زيادة الامهم وخيبة املهم الذي انتظروه طويلا؟.

بقي ان اقول لحملة تلك الاقلام، ليس هناك في التاريخ من امثلة تشابه الوضع الذي اوجده النظام الساقط ولا يوجد مجرم اكثر سفالة من صدام ورهطه، وان الامر لايخص شخص الرئيس الطالباني بحد ذاته لكي يتنازل عن حقه الشخصي في التعامل مع من اساء اليه. ولا احد يصرح باستباحة تكريت او و حتى العوجة بجريره جرائم الطاغية بل ان الامر يتعلق بالملايين من البشر ويأتي الكورد وخاصة المؤنفليين وضحايا التطهير العرقي في مقدمتهم.
وختاما يجدرالقول بضرورة سيادة القضاء والعدالة ونبذ سيادة نظام المكرمات والفرمانات الرئاسية التي تذكرنا بممارسات النظام المقبور.

2/11/2005



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوى اليسارية والديموقراطية في العراق: اخفاقاتها، مهامها وم ...
- *الانفال: تجسيد للفكر القوموي لنظام البعث الفاشي
- الديموقراطية الامريكية وقضايا الشعوب المصيرية في مشروع الشرق ...
- تفعيل قراراجتثاث البعث والاتجاه الاخر
- آن الآوان لنتصدى لثقافة العنف
- أوجه التشابه بين النازية والبعثية العفلقية من حيث الفكر والم ...
- على هامش مؤتمر اربيل .. بين -المصالحة الوطنية- ومطالبة الجما ...
- الاعتذارعن جرائم الانفال والابادة الجماعية مسؤولية اخلاقية و ...
- لم كل هذا الضجيج ...؟
- اخيرا سأعلق صورتك في مكتبي يا صدام
- هذا ما توقعناه ومنينا النفس به... وهكذا حال الجبناء
- ساهم الحوار المتمدن بشكل جاد في خلق مناخ للتفاعل الانساني
- إني أتهِم ...
- أجتثاث جذور البعث مهمة انسانية
- التحالف يكافيْ قتلة الشعب.. طارق عزيز من تابع ذليل الى ملك غ ...
- تركيبة لجنة المتابعة تناقض صارخ لمقررات مؤتمر المعارضة العرا ...
- الحوارالمتمدن يعتبر بحق موسوعة مهمة
- عن الانتهازية والانتهازيون
- أين دور الاحزاب السياسية من المعايير المزدوجة في قرار 1441
- مبادرة الدكتور كاظم حبيب .. موقف انساني مسؤول تجاه ضحايا ا ...


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صلاح كرميان - ردا على المدافعين عن قرار معالجة برزان التكريتي