حول رب الفيسبوك وتصريحه بيهوديته!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 19:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

راي عن ما أثاره مقال مؤسس الفيسبوك من لغط بسبب قوله (أنا كيهودي)!؟
******************************
نشر مؤسس موقع فيسبوك ومديره التنفيذي، (مارك زوكربيرج) ، وهو امريكي يهودي الديانة ، على صفحته الايام الماضية أنه يرغب بضم صوته لكل من يدعم المسلمين في مجتمعه وحول العالم، وأنه يدرك مدى الخوف والاضطهاد الذي يعانونه، خاصة بعد اعتداءات باريس الأخيرة.
وقال زوكربيرج: "انا كيهودي، قام والداي بتعليمي ضرورة التصدي لكافة الاعتداءات التي توجه ضد كافة المجتمعات؛ فحتى لو لم يتعرض مجتمعي الخاص لهجمة ما أو اعتداء اليوم، فإن الاعتداءات التي تستهدف الحرية بشكل عام ستعرّض الجميع للأذى في نهاية المطاف، دون أي استثناء."
واثارت عبارة (كيهودي) موجة من التعليقات المستنكرة والمنتقدة لدي قطاع كبير من الامريكيين ، لعل بعضها وإن بدا ظاهريا كما لو انه دفاع عن الانسانية والعلمانية والليبرالية او حتى عن المسلمين يخفي دوافع عنصرية غير معلنة اما ضد اليهود او ضد المسلمين نتجت عن الشعور بالغضب من شخص (مارك زوكربيرج) بسبب موقفه المتعاطف مع المسلمين الذين يتعرضون لموجة من العنصرية والكراهية تذكر بموجات الكراهية والعنصرية التي تعرض لها يهود اوروبا عبر التاريخ !، انا شخصيا فهمت من قوله ( انا كيهودي ) اشارة منه وتذكير بتلك العنصرية والاضطهاد المهين الذي تعرض له اليهود في اوروبا في حقب تاريخية متفرقة ، فكأني به يقول ما يحدث مع المسلمين اليوم يشبه لحد بعيد لبدايات ما حدث مع اليهود بالامس في اوروبا ! ، فاليهود تعرضوا حتى من قبل هتلر الى موجات اضطهاد عنصرية وكراهية عديدة من الاوربيين المسيحيين كانت احداها هنا في بريطانيا ، في عهد الملك ريتشارد الاول ، قلب الاسد ، في القرن الثاني عشر والاخرى في القرن الثالث عشر حيث تم طردهم وتهجيرهم بشكل جماعي على يد الملك ادوارد الاول! ، انا فهمت منه هذا بقوله كيهودي ، والله اعلم بنوايا القلوب اما الردود والتعليقات العنيفة على ما كتبه (مارك زوكربيرج) في صفحته على الفيسبوك لا استبعد انها تخفي وراءها الكثير من الدوافع العنصرية الواعية او اللاواعية لدى الغربيين ضد اليهود خصوصا اذا أخذنا في اعتبارنا ان هذا اليهودي ثري جدا وناجح جدا ! ، وهذا ما حصلايضل مع الممثل الانجليزي الكوميدي الصامت (تشارلي شابلن) حينما استقر في امريكا واصبح ثريا ومشهورا ثم ولانه يهودي وانجليزي يرفض التجنس بالجنسية الامريكية ارتفعت موجة العداء ضده في امريكا وتم طرده من امريكا بتهمة التعاطف مع الشيوعيين وهي في اعتقادي كانت مجرد ذريعة لاخفاء حقيقة الدوافع العنصرية ضد شابلن اليهودي ! ، اعتقادي ان الكراهية لليهود مازالت موجودة في اعماق النفسية الاوروبية ولم ولن تنتهي بسهولة فهي قابعة في اعماق اللاوعي الاوربي ، وفي المقابل يعتمد اليهود خصوصا الصهاينة على تذكبر الاوربيين بصورة مستمرة بممارساتهم المخجلة ضد اليهود في اوروبا قديما وحديثا كورقة ضغط نفسي واخلاقي لكسب تعاطف وتأييد الاوروبيين مع الكيان الصهيوني اسرائيل ، فحتى دعم اقامة دولة لليهود في فلسطين المحتلة ، كما يعتقد البعض ، لم يكن هدفه الحقيقي هو التآمر على العرب او التعاطف مع اليهود أو محاولة الاوروبيين وخصوصا البريطانيين تكفير ذنوبهم عن معاداة السامية في حقب سابقة بل الحقيقة هو الرغبة الاوروبية المسيحية العنصرية الدفينة للتخلص من التواجد اليهودي في اوروبا ، مع ان اله معظم الاوروبيين الذي يعبدونه ويقدسونه ، اي سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام ، هو انسان يهودي من بني إسرائيل !، سواء اذا اعتبرنا اليهودية دين فقط كما نعتقد نحن او حتى لو اعتبرناها جدلا انها عرق وسلالة قومية كما تروج الحركة الصهيونية ، فهم يعبدون شخصا يهودي الاصل ابن امراة يهودية ! ، ومع هذا يكرهون في اعماقهم الشخصية اليهودية ، وهذا تناقض غريب وعميق في الشخصية الاوروبية والغربية بشكل عام !.
سليم الرقعي
صفر 1437 هجري/عربي/قمري
ديسمبر 2015 ميلادي/غربي/شمسي

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات