|
ديالى. أرادوها طائفية فأصرت على عراقيتها
هاشم القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 11:57
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ديالى سلة البرتقال والقداح والنخيل والخضرة المترامية التي تلف بلداتها وقراها الرائعة وهي تغفو بحض نهر ديالى المعطاء الذي وهب أرضها الطيبة خضرتها وامدها بكل اسباب الحياة، لكن صروف الدهر وتقلبات الحالة السياسية واضطراباتها كدرا صفوة الحال واضربناسها. ان هذه المحافظة اليوم تعيش وبكل اسف تحت وطأة معضلاتها المختلفة من ارهاب وعنف واهمال وخراب اجتاح كل مفصل من مفاصلها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية،فاستحالت الى مدينة تعاني من التدهور والتخلف والاهمال. في هذه المدينة الوديعة والمسالمة التي عاش و يعيش فيها كل الوان الطيف العراقي من كافة الاثنيات والاديان والمذاهب من سنة وشيعةوصابئة ومسيحيون وحتى بهائيين في وئام تاريخي لم يشهد له مثيل في التسامح والتاخي والاخوة والتصاهر بين مختلف هذه التكوينات المتأخية من عرب وكرد وتركمان وكلد اشوريين.لكن السطوة الاستبدادية التي مارستها اغلب الحكومات المتعاقبة وبخاصة حكومة صدام التي مارست تمييزاطائفيا خطيرا ضدها حينما لجأت الى تغيير الطابع المتوازنً والطبيعي للمحافظة في مسعى طائفي بغيض خدمة لاغراضها في ايجاد الفرقة وشرذمة المجتمع، بيد ان مساعيها فشلت في تطبيق هذا المشروع التقسيمي، واستمرت ديالى تعيش اخوتها وتسامحها التي تعودت عليها كتقاليد وقيم اصيلة يحملها ابناؤها الاصلاء. رغم كثرة المشاكل التي تراكمت والاهمال المتعمد التي مارسته السلطات المستبدة واجهزتها انذاك في ايذاء المحافظة وبخاصة تخريب الزراعة وعدم معالجة الامراض التي اصابت النخيل والحمضيات بشكل خطير كحشرة الدوباس والذبابة البيضاء والحافور، التي الحقت الدمار بهذه الاشجارالتي تشكل ثروة المدينة الرئيسية دون مكافحة جدية او متابعة، ومعروفة قصة المبيدات المغشوشة التي كانت تباع الى الفلاحين انذاك. وبعد التاسع من نيسان 2003 ومع سقوط النظام استبشر اهالي ديالى خيراً كباقي العراقيين بأمكانية تجاوز وضعهم الصعب والمشاكل التي كانوا يعانون منها في ظل النظام السابق. لكن احلامهم تبخرت في ظل الوضع الجديد بعد ان تعرضت المدينةالى تحديات فرضتها عليها قوى ارهابية من بعثيين وسلفيين زاد وضعها سوءً وتعقيدا وتدهوراً تلك المعالجة الخاطئة والاداء السيئ لاجهزة الدولة الجديدة لاسيما في ظهور المحسوبية والمحاصصة الحزبية وتفشي الفساد الاداري بقياسات مذهلة، وقد ادىالاهمال المتواصل الى تفاقم وتدهور الزراعة وتراجعها بشكل خطيرلاسيما تفاقم مشكلةالافات الزراعية بشكل كارثي. وهنالك دراسة قدمت قبل سنتين الى وزارة الزراعة تفيد بان بقاء هذه الامراض بدون مكافحةجدية سيقضي على اغلب اشجارالحمضيات في المحافظة خلال ثلاث سنوات، دون اي التفاتة جدية من الحكومة لمعالجة هذه الكارثة الخطيرة، علماً ان اهالي المحافظة قدموا قبل سنتين عريضة الى وزارة الزراعة ومجلس الحكم في حينه لتدارك الوضع الخطير دون اي استجابة جدية اواهتمام ايضا. من جانب اخر وقبل شهر قدم 500شرطي . استقالاتهم من وظائفهم لعدم صرف رواتبهم لثلاثة اشهر متتالية وهذا ياتي في خضم شعور عام لاهالي المحافظة بوجود اهمال وتراخي في عمل السلطات المحلية وفقدان اي توجه منها وان كان اولي في اعماراياً من مرافقها المهمة وحل مشاكلها، ضف الى ذلك تفاقم مشكلة البطالة وعدم تعويض الفلاحين المتضررين نتيجة للاضرار التي لحقت ببساتينهم جراء هذه الافات الزراعية . ان سياسة المحاصصة والتوجه الطائفي البغيض الذي رافق العملية السياسية انعكس سلباً على محافظة ديالى فكانت من نتائجه بروز ضيق الافق الطائفي من قبل بعض القوى المحسوبة على التحالف الحاكم في ممارسات غير مسوؤلة كمحاولةالاستيلاء على بعض الاراضي في بزايز خريسان مؤخراً مثالاً لاحصراً .من خلال الميليشيات المسلحة التي تجاوزت السلطات المحلية مما فاقم الامورالى حد وقوع اشتباكات مسلحة ادت الى سقوط ضحايا. ان اغراق دوائر المحافظة بالموالين للسلطة واستبعاد العناصرالكفوءة من العمل والمشاركة في ادارة الشوؤن المحلية للمحافظة خلق جواً من عدم الثقة والانعزالية استغل نتائجه الارهابيون لضرب الامن والاستقرار واشاعة اجواء طائفية محمومة ، ورغم كل هذه المشاكل والمعضلات التي تواججها محافظة ديالى من ضغط الارهابيين واجرامهم والسلوك غير الصحيح لاجهزة الدولة في ادارة شوؤن المحافظة وبخاصة مدينة بعقوبة مركز المحافظة الاهم، فان قلب محافظة ديالى بقى اخضراً يانعاً كبساتينها وخضرتها مصرة على تمسكها بعراقيتها وانتمائها الاصيل ورفضها لكل نزوع طائفي كريه.
#هاشم_القريشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجعفري نموذج للمسؤول والسياسي الفاشل
-
خذني الفرح
-
باسمك ياشعب
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|