أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن أحمد عمر - ديموقراطية الأتقياء














المزيد.....

ديموقراطية الأتقياء


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 11:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذا كانت الديمقراطية معناها العدالة والمساواة بين كل فئات الشعب وأطيافه بغض النظر عن الدين او العرق أو الجنس أو اللون فإن الديمقراطية تكون فرعأ صغيرأ جدا من شجرة التقوى الكبيرة القوية المترامية الأطراف ذات الجذور العميقة الممتدة إلى ابعد طبقات الأرض وذات القمم التى تعانق عنان السماء0
إن الإنسان التقى مهما كان دينه – مسلم أو مسيحى أو يهودى—يحب الحياة ويحب الناس ويسعى جاهدأ للخير وتدعيم أواصر المحبة والسعادة بين الناس ونبذ كل معانى البغض والكراهية والتفرقة بين البشر لأى سبب من الأسباب , إنه ينظر لأخيه الإنسان نظرة حب واحترام و تقدير ويتذكر فى كل لحظة أن الله الأحد هو خالقه وخالق أخيه الإنسان فى كل بقاع الأرض وخالق كل شىء دون تفريق بين إنسان وإنسان ودون تفريط فى أى حق من الحقوق0
ألتقوى معناها الرضا بمقدرات الله على الإنسان فى الدنيا ومعناها السعى الدائم الدؤوب فى كل مناحى العلم من أجل الإرتقاء بالبشرية إلى أعلى درجات العلم والتحضر والتقوى معناها أن أسعى فى سبيل نشر العدل والحب والمساواة والكرامة بين الناس ونبذ التفرقة والقضاء على معاناة الإنسان فى شتى صورها0
ألتقوى معناها أن أنظر لك بوجه بشوش محب حتى لو كان داخلى حزينأ لأى سبب او عابثأ فى أى ظرف فليس لك ذنب فيما أعانيه وحق لك أن ابتسم فى وجهك لا ان أعبث فيه وأحملك همومى أو أدفعك ضريبة أحزانى , لك حق أن أنظر إليك بحب وأخاطبك بصوت مهذب وأحدثك بأسلوب مؤدب وأقضى مصالحك التى كلفنى بها عملى دون أن أكلفك فوق طاقتك أو أحملك ما لا تطيقه أو أوحى لك بأننى أطلب رشوة لقضاء تلك المصلحة 0
ألتقى هو الذى يحب الخير للناس كما يحبه لنفسه ويحب زوجته ويحترمها ويؤمن من أعماقه أن لها نفس حقوقه دون أدنى درجة من التعالى أو التكبر فالتقى لا يتكبر ولا يتعالى بل هو خاضع لله تعالى طوال الوقت خاشع لجلال عظمته منذ يقظته حتى نومه فهو يستحضر عظمة الخالق وقوته وجبروته فى كل لحظات حياته مما يجعله حيأ دائمأ لا يفعل ما يجلب غضب الرب عليه بل يحرص كل الحرص على إستجداء رضا مولاه فى كل لحظات حياته0
ألتقى يؤمن من أعماق قلبه وضميره بحق كل إنسان فى الحياة والحرية بكل فروعها من حرية فى الفكر إلى حرية فى الدين والعقيدة إلى حرية فى الرأى والإتجاه ويؤمن من ضميره أن مجرد خدش هذه الحريات هى جريمة بشعة أمام الله سبحانه لأن الله هو مانح الحياة بكل ما فيها من كرامة إنسانية وخير وعدل وحريات ونعم لا تعد ولا تحصى0
الإنسان التقى يمشى على الأرض هونأ ولا يرد الإهانة بل يرد عليها بالسلام لأن السلام والحب والخير والعدل هى المعانى التى يعيش ويدعو لها بكل ما أوتى من قوة دعوة منبثقة من إيمان عميق وليست رياءأ أو نفاقأ لأن التقى لا يخشى غير الله ولا تأخذه فى الحق لومة لائم فهو يقول كلمة الحق بلسانه وليس بسيفه أو مسدسه او مدفعه بل إنها كلمة هو قائلها فى كل المواقف إذا دعى لقولها فهو لا يفرضها فرضأ ولا قسرا بل يدعو لدينه وفكره واتجاهه بأدب جم ومحبة بالغة وسلام دائم قائم على تدعيم معانى الأخوة والمحبة والكرامة الإنسانية0
ألتقى يحب ابناءه ولا يفرق بين أحد منهم فى الحقوق والمعاملات ولا يبخل عليهم بالنصائح التى تبنى منهم جيلأ قويأ طيبأ محبأ متسامحأ عاملأ عالمأ , ويحب جاره ويحترمه ولا يؤذيه ويزوره ويسأل عليه ويشاركه أفراحه وأتراحه ولا يرفع الأصوات ليقلق نومه ويزعجه وينكد عليه عيشته بل يقدس جيرته ولا يسىء معاملته بسبب الإختلاف فى الدين أو الجنس أو العرق او اللون0
التقى لا يغش فى بيعه وشرائه ولا يزور أوراق أو متندات أو شهادات أو اقوال ولا يرابى لزيادة ثروته ولا يرائى للحصول على المناصب أو المنح والهدايا ولا ينافق من أجل متاع دنيوى زائل ومنصب مزيف ولا يغتاب أحدا بكلام يجرح الغائب ويحقر من شأنه ولا ينم للإيقاع بين الناس وإشاعة الفوضى فى المجتمع ولا يحقد على من هو أعلى منه فى الدرجة والمنصب او أغنى منه ماديا ولا يجبن ولكنه شجاع إذا لزم الأمر واستدعى وجود الشجاعة ولا يستكثر خيرات الله على عباده ويتمنى زوالها ولا يحسد ولا يدبر المكائد لأخيه الإنسان فى الظلمات وخلف الكواليس ولا يتلصص ولا يتجسس لمعرفة أخبار الآخرين والوقوف عليها ولا يتاجر بدينه من أجل دنيا زائلة فانية لا تساوى شيئأ إذا قيست بالحياة الآخرة التى هى خير وأبقى0
التقى لا يفرض فكره بالقوة ولا يرهب الناس ولا يرعبهم ولا يخيفهم بحجة نشر الدين فالدين—أى دين سماوى--- برىء من الإرهاب والتخويف والترويع لأن الدين الذى لا يأتى عن قناعة ومحبة حقيقية داخلية يكون ضعيفأ مهتزأ فى قلب صاحبه مما يتسبب فى تحويل الإنسان إلى مسخ من التفاق والغلظة والتفاهة والفراغ الفكرى والعلمى والعقيدى0
ألتقوى معناها الحب فى أسمى معانيه والعدل فى أبهى صوره وإحترام الحريات على أوسع نطاقاتها والإعلاء من شأن الأنسان وتكريمه وتعظيم حريته وقيمته وتدعيم كل صور المساواة والعدالة الإجتماعية , أما من يعتقدون أن التقوى هى صلوات كثيرة وصيام كثير ومسبحة طويلة ومظهر خارجى معين وعطور معينة وأساليب معينة للأكل والشرب والحركة والكلام فأقول لهم إذا لم تتحقق المعانى التى ذكرتها آنفأ فى مقالى فإن تقواكم صورية لا تسمن ولا تغنى من جوع ولن يرضى الله بإيمان إنسان ملأ الارض خوفأ ورعبأ وترويعأ وقتلا وسلب الناس كرامتهم وحرمهم من نعمة الأمن بحجة نشر الدين فهذا ليس بدين وهذه ليست بتقوى فالتقوى صفة تقرب بينك وبين الله وتجعلك محبوبأ بين الناس بسبب تصرفاتك معهم من حب وتسامح وصدق وكرم وإحترام لأشخاصهم وعقائدهم وأفكارهم فلا تسفه دينهم ولا تحط من شأن فكرهم وأتجاههم 0
التقوى معنى كبير جدأ يمكن تلخيصه فى الحب والسلام الذى يربط بينك وبين كافة من تتعامل معهم من الناس ومعناها رباط وثيق وعميق بينك وبين مولاك سبحانه يجعلك تحبه وتنفذ تعاليمه المكتوبة فى كتابه العزيز0




#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألبخلاء
- الإنسداد الفكرى
- ألأسد يعظ على المنبر
- إستنساخ الأشياخ
- أللص والحمار وعدالة الأشرار
- يعنى إيه كلمة وطن ؟
- ثم نفخت فيه من روحى
- جحيم الديكتاتورية ونعيم الديموقراطية
- هل من مزيد؟
- ما أرى لكم من إله غيرى
- ولا تسرفوا
- إن كيدكن عظيم
- ولو أعجبك حسنهن
- إن يتبعون إلا الظن
- لباس التقوى
- إنهم يكرمون الكلاب
- سبل السلام
- حساب الملكين
- حوار الأصولى مع القرآنى
- ميراث الكتاب


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن أحمد عمر - ديموقراطية الأتقياء