أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - من هم الصحفيون المبدعون؟














المزيد.....

من هم الصحفيون المبدعون؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 22:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


الصحافة [ حسب القاموس ] كلمة محدثة، تعني مهنة جامعي الأخبار.
أما الصحيفة، وجمعها صُحُف فهي [ وعاء الصحافة ] أي الجسم المادي الورقي،
أما (صَحَّف ) فهو فعل يدل على "التحريف من الصواب إلى الخطأ"
والصِّحاف بكسر الصاد هي أواني الطعام!
وصحيفة الوجه، أي، البشرة الظاهرة، أو أديم الوجه!
ترى ما الرابط بين كل هذه المشتقات القاموسية؟
هل يمكن الاستنتاج بأن الصحافة في عالم اليوم، (قد) تتحول إلى مائدة طعام، فتصبح (وليمة) إن لم تكن قد تحولت بالفعل؟!
فهي إذا أشبعت البطون، كانت كصحف ابراهيم وموسى (أي لا يأتيها الباطل من بين يديها، أو من خلفها ) وإذا لم تشبع [ تصحّفت ] أي حولها الذين "لم يشبعوا" من الصواب إلى الخطأ؟
واستعملوها كسلاح ابتزازي – أي حرفوها – لتعود من جديد "صَحْفَة" أي صحن طعام لهم؟! ها أنا، إذن، نجحتُ في الربط بين المعاني القاموسية؟!
وبعد ……. فمن هو الصحفي؟
هل هو (حسب التعريف الأكاديمي ) من تخرّج من قسم الصحافة والإعلام، من جامعة معترف بها، أو إحدى كليات الإعلام، أو مارس المهنة في مؤسسة صحفية؟
أم هو جامع الأخبار، مكتشفُها، أو مستوردها، أو معدها، ومخرجها، وموزعها، على وكالات الأنباء، والمؤسسات الإعلامية ( حسب التعريف القانوني )؟
أم هو "مغامر" ولد قصير الباع، ضيق الخطوة، قليل الهمة، فعوّضه الله بطول خارق في اللسان، وقدرة في نحتِ الكلمات، وسنها، لتصبح سلاحا تعويضيا، عن سلاح الفعل والتنفيذ؟
فصار القلم مسدسا، وأوراق الصحف ساحة معركة، أما الأسطرُ والأعمدة فهي للتسلق، وجمع الغنائم، وهذا المفهوم يسود بين العامة.
هل الصحفي "رسول " بالمعنى القاموسي للكلمة، خُلِقَ مزودا بحاسة أخرى إضافية، لا توجد عند الآخرين، وهي حاسة استشراف المستقبل، وحاسة التخطيط للغد الآتي، والتحذير من الكوارث والنكبات (على مذهب فرنسيس بيكون في الأتلنتس الجديدة)؟
أم هو ليس واحدا مما ذُكر، بل هو إنسان عادي جدا، اهتدى إلى أن الإعلام، سُلطة‍‍! فقرر أن يصبح من ذوي السلطات، فالصحافة عنده تارة "كرفتة فاخرة " تُلبس في المناسبات، وطورا آخر سلاحا فتَّاكا؟ أم أنها فرصة وظيفية لجني الربح المادي فقط؟ّ!
اعترض أحدهم على بعض المنتسبين للصحافة فقال: انظر ذاك الذي يرتدي أفخر الثياب، كان قبل مدة وجيزة ينصب كاميرا التصوير للمراسل الأجنبي، ويقف حارسا عليها!
أما الثاني، ذو السيارة الفارهة الحديثة، كان موزعا لإحدى الجرائد، وجابي إعلانات، ثم سائقا لمراسل أجنبي!
أما الثالث، فهو أحد موظفي جريدة مغمورة، عزّ عليه أن يبقى موظفا مقهورا، فقرر أن يصبح كاتبا، فكتب ما يمليه عليه آخرون، واستعان بمن يُصحِّح له ما يكتب، بعد أن اقتبس فكرة، أو نصَّا من غيره، بدون أن يُشير إليه، لأنه حسب قوله ضعيف جدا في الكتابة، وفي قواعد النحو والصرف!
ثم سألني هذا الناقد: هل تعتبر هؤلاءِ صحفيين؟
هم كذلك، حسب القاموس، والقانون، وقد لا يكونون كذلك حسب [الفن الصحفي].
إليك صفات الصحفي المبدع:
الصحفيون المُبدعون، وهم قِلَّة، هم من تغلبّت بصيرتهم على إبصارهم، لذلك تتغلغل حروفُهم وكلماتُهم في نفوس قارئيهم، وتؤثر فيهم، وتسكُنُهم بعد قراءتها.
وهم كذلك يدّخرون في أنفسهم أضعاف ما يكتبونه، فلا تنتهي أفكارهم بنهاية حروفهم وكلماتهم.
وهم كذلك من يُجِلّهم قارئوهم، وإن لم يعرفوهم.
وهم حين يكتبون، يكتبون بفكرهم وبأحاسيسهم المُرهفة، ولا يكتبون بحركات أصابعهم.
والصحفي المبدع كذلك، هو من يٌرجع الأحداثَ، والوقائع، إلى غاياتها، لا إلى ظاهرها، والفرق بينهما كبير، فمن يرجعها إلى غاياتها يستنبط العبر، فيمهّد ويحذّر، ويبشّر.
أما من يرجعها إلى ظاهرها، فهو يثير، وينفّر، ويؤسس للأحقاد والضغائن.
وتتصف أقلام الصحفي المبدع بأنها، لا تنثني، ولا تتشكّل، ولا تتلون كالحرباء؛ ولكنها تنكسر فقط … فإذا كسرت مات أصحابها، وإن شوهدوا يسيرون، ويتجولون بين الناس!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة برفسورة كامبرج، والطفلة اليهودية شاحار
- القبلية والفردية في فلسطين
- دُرَرٌ من تراث نسائنا المُبدعات
- المؤرخ، أبو غوغل الطبري
- مجزرة باريس وإسرائيل
- لعاموس عوز صوت يعقوب، وفعل عيسو!
- قبسات من تاريخ فلسطين
- الإرهاب، لقتل جنين دولة فلسطين
- في ظلال الهبة الفلسطينية
- العرب في قبائلهم الإلكترونية
- نموذجان للتحليل السياسي !
- رد المطلقات في ست ساعات!!
- رسالة اعتذار للبي دي إس
- صحفيو سمَّاعة الهاتف
- أسرار الجاسوس جونثان بولار
- آخر لمسات أطلس العولمة الجديد
- العرب بين السبي والنفي
- قصة اختطاف قطتين غزيتين
- مارشات (ولعت) في أفراح غزة!
- ثلاثة حروب فتَّاكة


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - من هم الصحفيون المبدعون؟