أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابراهيم عودة النمر - ثمن الخطيئة














المزيد.....

ثمن الخطيئة


ابراهيم عودة النمر

الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 19:28
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في الحقيقة..لست من المتدينين المتطرفين في الدين و المذهب والعقيدة و الايمان.ولم اتعب نفسي في دراسة الفقه ...ويكفي ان احب الله واعرف الحق واستطيع ان أميز ما بين الحرام والحلال..والكذب والصدق...
ولكني.. اعرف ان هناك قوة في السماء هي التي ترعى هذا الكون المعقد ..وترعى هذا الوجود.. وترعى الحياة بكل ما فيها من احداث و تفاصيل مبهمة .
وهذه القوة اللامتناهية..تتجسد فيها (عدالة..تسمى عدالة السماء).. انني مؤمن بهذه العدالة. ومؤمن بالرسالة. وايماني بالله لا يتزحزح ابدا.
لا اريد ان أكتب واتحدث عن عبثية( كامو) فحياتنا كلها عبث في عبث..كما في روايته( الغريب)
ولا أريد ان اتكلم عن وجودية (سارتر) التي هي اشرف من دين داعش الوقح.
ولا اريد ان أتحدث عن مواقف الشاعر الروسي بوشكين في زمن القيصر قبل الثورة البلشيفية..
لا اريد.. ان أكتب عن شجاعة (همنغواي) ولا عن ادانة (باسترناك) في (دكتور جيفاكو.) . عن الاضطهاد الشيوعي للشعب الروسي.
لا أريد ان أتكلم عن ثورية(غاندي) و محاربته للاستعما ر الانكليزي ..ولا عن بطولة( هوشي منه.).و محاربته للاستعمار الامريكي والفرنسي ولا عن( أستشهاد جيفارا) الثائر.

ولكني.. سأحكي حكاية من الموروث الشعبي ..
نستنبط منها الحكم ليس الا.
يحكى ان عجوزا انقطعت بها سبل الحياة( كما هم النازحون اليوم) في عراق التغيير.
تتنقل الاماكن طلبا للرغيف.. حاملة خيمة صغيرة تأوي اليها في الليل..تنصبها متى شاءت وحيثما ـأرادت..وشاء القدر ان تنصب خيمتها الصغيرة..في يوم من الايام.
بالقرب من قصر الحاكم دون علمها .. نامت
تلك الليلة..وفي صباح اليوم التالي خرجت لتبحث عن ما يسد جوعها تاركة خيمتها الصغيرة ..امانة بيد السماء. اسيقظ الحاكم .. ومن شرفة قصره وهو يتثاءب رأى خيمة صغيرة بالية مسافة عن قصره..سأل الجند.. ما هذه الخيمة البائسة المنصوبة بالقرب من قصري..؟
اجابه احد الحراس..مولاي هذة خيمة امرأة عجوز..انقطعت بها سبل الحياة, نامت فيها ليلة أمس وخرجت منذ الصباح.
الحاكم..احرقوا هذه الخيمة فورا .. استجاب الجند وعلى الفور .. فأحرقوها لتصبح رمادا في لحظات.



عادت العجور مساءا لترى خيمتها(كومة من الرماد)وقد علمت ان الحاكم أمر بذلك.
ما كان على العجوز الا ان ترمق السماء بعينين مغرقتين بالدموع.. وترفع يديها..مبتهلةالى الله.. وقالت.. الهي كنت غائبة ابحث عن رغيف خبز ..أسد به جوعي كما تعلم.. وكنت غائبة.. ألاهي ومولاي وهل انت الاخر كنت غائبا.. حينما أحرقت خيمتي..؟
فشبت النيران في القصر ليصبح هوالاخر رمادا. وفي لحظات...!
اليوم نحن نعيش مصيبة شعب العراق..جزء منه نازح.
وجزء منه مهجر.. وجزء منه لاجيء..وجزء منه مهاجر....و يعيش ماتبقى منه في وطن ضائع تحتله داعش.. منتهكة اعراضنا ومستبيحة ثرواتنا .. ومشردة عوائلنا.. .. تقتل الطفولة البريئة.. زارعة الخوف في كل ارجاء الوطن... وتحتل ثلث العراق منذ سنة ونصف.
وثلة من المسؤولين يتحكمون بمقدرات شعب..نهبوا الاموال واسقطوا القوانين واهانوا القيم والاعراف والانسانية..انهم مسؤولون عن كل شهيد يسقط وعن كل قطرة دم تنزف وعن كل عين تبكي وعن كل صرخة تطلقها امرأة فقدت زوجها,ابنها, اخيها.. وعن كل شبر من الارض تدنس بأقدام الهمج وعن كل عاطل يجوب الشوارع والطرقات حائرا في حياة من الوجع والخوف.. وعن كل حق ضائع وعن كل مريض وكفيف..وعن كل مواطن يسكن اقصى الشمال او اقصى الجنوب
عن كل نازح ومهجر ولاجيء عن كل طفل وعن كل شيخ وعن كل امرأة وصبي وصبية
اليوم..هنا امام الشعب وامام الضمير وامام عدالة السماء والتي لن يغيب عنها شيئا.. انتم مسؤولون ايها الحكام امام الله والحق والانسانية والاخلاق .. والعرف والضمير.. عاجلا أم أجلا.. وعليكم ان تدفعوا ثمن ما اقترفتم من اثم او خطيئة بحق الفقراء..وكل الابرياء.وان نامت عين القضاء..ف عين الله لم تنم.



#ابراهيم_عودة_النمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازحون.. في عصر الفتوة
- .. اصلاحات الوهم... اين هي ..والا اين تتجه..؟؟
- دايفيد..لفنجسستون.. الطبيب الذي كافح الرق.وعاش من اجل الانسا ...
- رسالة الى السيد رئيس وزراء العراق..
- نوال السعداوي..ونوبل الادب.....
- نقد المثقف..
- عالم الخطيئة.. عالم الدناءة ..عالم الرذيلة
- وللمشردين ثغور تبتسم للألم
- تراتيل الرحيل.. نحو الفجر
- غياب العقل الوطني ..في دهاليز أروقة السياسة...!
- بلد الخراب في زمن الخداع
- المعركة قادمة لاريب..ولكن .. بعد تجفيف المنابع
- ... لن أخون وطني...
- من تأريخ الأمم. شيء من تأريخ الاتحاد السوفيتي
- فلسفة الحرب.. في تحرير الارض
- القاضي النطاح
- ويعود صوت الحق ...من جديد
- وتبقى الشعوب تدفع فاتورة اخطاء السياسيين..!
- سفاح العصر
- حينما ينبض الحجر بالحياة مايكل أنجلو


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابراهيم عودة النمر - ثمن الخطيئة