أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صبيحة شبر - المعلم بين النظرية والتطبيق














المزيد.....

المعلم بين النظرية والتطبيق


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 12:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


النظرية تقول إن المعلم إنسان فاعل في المجتمع ، يقوم بعملية إبداعية ، بتحويل الطفل العاجز الجاهل إلى شخص ناضج متعلم ، يفهم حقوقه ، ويعرف واجباته ،ويبذل ما في وسعه لخدمة المجتمع والتفاعل معه ، والمساهمة بتطويره ، والمطالبة بحقوقه وعدم السكوت عن تلك المطالبة ، وغرس قيم التفاؤل في نفس المتعلم وجعله يترك السلبية والانهزامية والهروب ، وان يكون فعالا ، يثق بنفسه مؤمنا بقدرات وطنه ، وقد قالوا الكثير عن تقدير المعلم ، واحترامه ، فهو بمنزلة الأب الحريص على تربية أبنائه وتثقيفهم وتعليمهم انواع المعرفة بالإضافة الى أصول العيش ، وقالوا أيضا إن المعلم جندي مجهول و شمعة تحترق لتنير الطريق أمام النشء ، وقد شبه الشاعر شوقي المعلم بالرسول ، الذي يقوم بتبليغ الرسالة للناس مهما اعترضت طريقه من صعاب ، ورسالته تكون في محاربة الجهل ، وإعلاء شان العلم ، ولكن نظرة بسيطة إلى واقع المعلم اليوم تبين لنا إن هناك بونا شاسعا بين النظرية المشرقة وبين حال المعلم البائس ، في البلاد العربية .
يقارن البعض بين وضع المعلم قديما حين كان الطالب يحترم من يقوم بتعليمه ، ويهابه إلى درجة الخشية والخوف ، وبين حاله اليوم ، اذ أصبح المعلم من الفئات المسحوقة التي تكدح طوال نهارها من اجل توفير المستلزمات المعيشية الضرورية ، ثم لا تحصد سوى اللقمة الكفاف ، بالإضافة الى الاستهانة من الطلاب وأولياء الأمور ، واستصغارا واحتقارا ،،،، فمن المسؤول عن الوضعية المتدهورة ، والحالة البائسة التي يحياها المعلم في البلاد العربية ؟
يكلف المعلم بمنهج تعليمي قد وضعته وزارة التربية ، وعليه أن يقوم بتلقين الطلاب هذا المنهج ، وتحفيظهم إياه ، وان كان لا يتفق مع منطلقات المنهج ، بل يعارضها ، واخص المناهج الأدبية بهذا الأمر ، والتي أضحت في العقود الأخيرة تعتمد على التلقين ، دون مراعاة اقتناع الطلاب ، وجعلهم يناقشون ما تعلموا ، لمعرفة مدى الاستيعاب ، لنأخذ منهج التاريخ ، مثلا ،،، فهو مليء بالأخطاء والمغالطات ، ومحاولة لي عنق الحقيقة ، هذا مما يجري في العراق ، حيث انتهجت الحكومات السابقة سياسة التبعيث ،وإجبار المعلمين على الانتماء إلى صفوف حزب البعث عنوة ، رغم عدم اقتناعهم بصحة آرائه
اتبع النظام السابق سياسة الاعتداء على الأصدقاء والإخوة والجيران ، وأرغم على الخروج من الكويت ، وفرضت العقوبات الاقتصادية على العراق ، وكان من نتائج تلك العقوبات ان ترزح الطبقات المتوسطة والفقيرة من العراقيين تحت أعباء لا قدرة لهم على مواجهتها ، وانعدمت البضائع في مناطق معينة ، كان النظام يدرك أنها معارضة له ،،، وارتفعت الأثمان ، بشكل خيالي ، لا يصدق ، وهبط الدينار ، واصبح راتب الموظف لا يكفي لشراء طبقة من البيض ، وعندما تنخفض القدرة الشرائية للمعلم ، ويضحى راتبه من الضالة حيث لا يمكنه أن يلبي الحاجات الأساسية الضرورية للبقاء على قيد الحياة والمحافظة على الشروط الصحية المناسبة من تمتع بغذاء كامل يحتوي على العناصر الضرورية من مكونات الغذاء ، ومن لباس صحي يحظى بالقبول ، ويحفظ الكرامة أمام الأنظار وخاصة الطلاب الذين أصبحوا يحكمون على الإنسان من خلال ما يلبسه أو يمتطيه من وسائل نقل وكلما هبط ثمنها انحدر مستوى مرتديها او مستعملها ،، أصبح المعلم ( وبتشجيع من السلطات ) عرضة للاستهانة والسخرية وخاصة من الطلاب الذين اغتنى ذووهم فجأة وعلى غير توقع ونتيجة للعقوبات المفروضة ومباركة من النظام الذي اضحى يحارب ويستهين بشكل سافر بالطبقات المتوسطة والفقيرة التي وجدت نفسها شبه معدمة نتيجة انخفاض قيمة الدينار وارتفاع الأسعار بشكل جنوني غير عادل ولا قانوني ...
التعليم من أكثر المهن مدعاة للتعب وإثارة للإعياء ، وأمراض التوتر والقلق والضغط ، يطالب المعلم ان يعطي باستمرار ، يمنح المعلومات بأسلوب حضاري ، في وقت يحيا فيه بعيدا عن التحضر والتقدم ، ويطالب المعلم أن يضبط الطلاب ويجعلهم مقتنعين بشخصيته متجاوبين معه في وقت يبذل المدراء قصارى جهدهم كي يجعل الطلاب لا يحترمون المعلم الذي عرف عنه انه لا يؤمن بالتفكير السائد المهيمن ، المنهج التعليمي لا يشجع على المناقشة والاقتناع لأنه يسعى إلى فرض الأفكار بالقوة ، والإدارات في المدارس تكون أحيانا وكأنها لا تعرف شيئا عن العملية التعليمية ، فترهق المعلم بأمور تتعارض مع مصلحته ومصلحة الطلاب ومصلحة البلاد ،، وضد العلم والتطور ، المفتش في التعليم الابتدائي ، لم يتخصص في مادة محددة ، وإنما يفتش في جميع المواد ويبتعد عن التوجيه بأسلوب تربوي يراعي مصلحة المعلم والطلاب ، بل يكون غرضه تفتيش المعلم رغبة في العثور على أخطاء حقيقية او مفتعلة ، يدور المعلم ويدور ويحاول إرضاء جميع الأطراف التي لايمكن لها ان ترضى ، ولا تحاول الحكومات إنصافه مما يتعرض له من سياسة تهميشية ، تسلب منه حقوقه التي استطاع الوصول إليها بنضالاته الطويلة وتضحياته الجسام ، على الحكومة أن تنتهج أسلوبا جديدا في التعليم ، يمنح المعلمين ما حرموا منه ، ويعيد للعملية التعليمية وجهها المشرق الذي سلب منها طيلة عقود طويلة



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكننا ان نحب ؟
- قدوى طوقان : شاعرة الحب والالم
- اطفالنا واراجيح العيد
- العنف ضد الاخر
- محاولة : قصة قصيرة
- الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة
- الانتظار : قصة قصيرة
- سكان جهنم نساء
- المرأة بين التراث والمعاصرة
- المطاردة : قصة قصيرة
- حق الاختلاف
- تغيير المناهج الدراسية ضرورة
- اليوم عيدي
- الديمقراطية في العالم العربي
- المعاملة الزوجية
- امراة سيئة السمعة : قصة قصيرة
- قراءة في ( اسرة الفتنة ) لموفق السواد
- الطبع أم التطبع ؟
- حرية المرأة في الزواج والطلاق
- نازك الملائكة : عاشقة الليل والطفولة


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صبيحة شبر - المعلم بين النظرية والتطبيق