أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المرأة وخلط الدين بالسياسة














المزيد.....

المرأة وخلط الدين بالسياسة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 23:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقول الإحصاءاتُ إن أكثر من 40٪-;- من نساء مصر معيلات، أي يَعُلن أُسرَهنّ وينفقن من كدّ سواعدهن على بيوتهن وأولادهن، وبالطبع على أزواجهن الكسالى الذين يقضون نهارهم السعيد مترهّلين فوق كراسي المقاهي يلعبون الطاولة والدومينو ويدخون السجائر والأراجيل بعرق زوجاتهم المنهكات في المصانع والحقول أو تنظيف البيوت ودورات المياه، فإذا حطّ المساءُ غلالتَه، انبطحوا فوق أرائك بيوتهم أمام شاشات التليفزيون أو غرف الدردشة في الهواتف والحواسيب في انتظار ما ستجلبه الزوجة من طعام وملابس. وبعدما يلتهم الرجلُ صحنَ اللحم الذي كدّت الزوجة لتدفع فاتورته، ألقهما الزوجُ ما لذّ وطاب من آيات التعنيف والقهر والإذلال، وربما الضرب المبرح، أو المعاشرة الزوجية القسرية دون رضاها، فتستكين في حزنها الذي ينحر فيها شيئًا فشيئًا حتى تذوي وتذبل وتموت كمدًا. فإن سألتها لماذا تستسلمين لهذه المتناقضة العجيبة؟ أجابتك بأقوال دينية وأحاديث شريفة تحضُّ على طاعة المرأة لزوجها، وأنها إن أُمرت بالسجود لغير الله لسجدت لزوجها، وأنها إن رفضت معاشرته يومًا، باتت الملائكةُ تلعنها حتى تُصبح وغيرها من أقوال تنتصر لحقوق الرجل وطاعته دون أن تدرك المرأة أنها طاعةٌ مشروطة وغير مطلقة ولا مجانية،. وهي أبدًا لا تتذكر، سهوًا أو جهلا، أو ربما عمدًا، أقوالا أخرى تنصفها على الرجل من قبيل: "بما أنفقوا"، بينما هي التي تتولى أمر الإنفاق لا الرجل، مثلما تنسى "رفقًا بالقوارير"، فلا تنتبه أن العنف الذي تلاقيه كل ليلة على يد زوجها يناقضُ نصيحة الرسول، التي ترقى إلى درجة الأمر المباشر، للرجال بالرفق بالنساء والترفق معهن. إنها الجاهزية النقلية والانتقائية في اختيار ما يبرر أخطاءنا، وهو عين ما يفعله المتطرف الديني، من أي مِلّة وعقيدة وديانة، حين يختار من القرآن أو الإنجيل أو الأحاديث، ما يبرر ظلمه للآخر، أو صمته على ظلم الآخر له. آلية الاقتصاص من الأقوال المقدسة على نهج: “لا تقربوا الصلاة"، وننسى عامدين شطر الآية الآخر: “وأنتم سُكارى". ننتخبُ من كتبنا المقدسة مقتطفات مبتورة السياق، معتمدين على جهل الآخرين الذي سيمّرر حيلتنا الساذجة والرخيصة، دون فحص أو تمحيص.
الطريف في الأمر أن المرأة بعد كل هذا، تشكو من ضياع حقوقها على يد أشاوس العنصرية الرجعيين بدعوى أنهم هم الذين جعلوا من المرأة كائنًا ناقصَ الأهلية فاقد الإرادة، رغم أنها، عند الله، كاملةُ التكليف والمحاسبة مثلها مثل الرجل. وليس في السماء وحسب، كذلك على الأرض!
لكن شكواها تظلُّ في خانة التذمّر المُعلَن حينًا، والصموت أحيانًا. لأن ظلمها وقهرها تحول مع الوقت إلى ما يشبه حال “الاستمتاع” بأن تبيت ليلتك مظلومًا ولا تبيت ظالمًا، وننسى أن ثمة حالاً ثالثًا أجمل، هو ألا نبيت مظلومين ولا ظالمين. هو أمر يشبه "متلازمة استوكهولم" حيث يتواطأ السجيُن مع السجان، ويحبُّ المظلومُ الظالمَ، مبارِكًا ظلمَه مُستعذِبًا هدرَ حقه وقائلا: “هل من مزيد؟"
وحين يحينُ الحينُ لضبط الميزان المعوّج، ونحاول أن ننتصر لحق امرأة نُصدَم بأن أول مَن يحاربنا هو تلك المرأة ذاتها. ثمة أغاليطُ غُرِست في عقول بعض النساء تقول إن في انتقاص حقوقها مغانمَ وفوائدَ وجمالا، بالتأكيد لا يراه سواها، والرجلُ المأزوم الغاشم!
كم امرأة ترشّحت لبرلمان 2005، و2010، و2013، ثم 2015؟ في مقابل كم رجلا؟ لماذا العدد غير مبشّر؟ لأنها تعرف أن قليلين جدًّا سوف يثقون بها ويمنحونها أصواتهم. وربما هي نفسها لو انتقلت من خانة المرشَّح إلى خانة الناخب لأحجمت عن منح صوتها لامرأة مثلها!!
واليوم، ومصر تتأهب للنهوض، والمصريون يرسمون لوحة بانورامية مجتمعية مثقفة تكلل ثورتين عظيمتين دفعنا فيهما دمًا وخسائرَ وشهورًا وأعوامًا. أقول إن ترشّحَ امرأة للبرلمان يكافئ تسجيل هدف ناجز في مرمى التحضر. أما النتيجة، فلا يُعوَّل عليها لأنها ليست هدفًا في ذاتها، بل المشاركة هي الهدف. فترشّحها يعني أنها خرجت من شرنقة النظرة الدونية إلى نفسها، أما النتيجة فشِطرٌ كبيرٌ منها يشير إلى وعي شعب يرى في المرأة كائنًا كامل الأهلية، أو كائنًا تابعًا غير ذي أهلية.
ليس من المعقول أو المقبول أن يكون مُنتهى آمال المرأة في وطنها هو أن تكون وزيرة خدمية، في حين بوسعها أن تكون صانعة قرار سيادي، جنبًا إلى جنب جوار الرجل. لأن المجتمع الذي لا يختار لصناعة القرار إلا الرجل، هو مجتمعٌ أعرجُ يقفزُ على ساق واحدة. مجتمع مازال يحبو على مدارك الديمقراطية الأولى ويتهجى ألف باءها بتعثر.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية الرجل الشرير
- في ذكراها الأولى: صباح الخير يا صبوحة
- إنهم يكرهون المادة 53
- الشاعر والبرلمان... الطيارة والقطار
- مشاهداتٌ من دفتر الانتخابات
- الشارع لنا... يا مسز نظيفة!
- خيط رفيع بين الضحية والإرهابي
- سقطة الكردوسي
- صوتُ الرئيس ونفيرُ البارجة
- طفلٌ أصمّ في الجوار
- هَدْرُه علَّمَ الجشَع
- أصل الحدوته
- مصر زعلانة منك
- شاهدْ الهرم... ثم مُتْ
- مَن كان منكم بلا إرهاب، فليضربنا بحجر
- محاضرة من القرون الوسطى
- تعليم خفيف الظل
- أيوا مصر بتحبك
- السيسي وحده لا يكفي!
- رحلة جمال الغيطاني الأخيرة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المرأة وخلط الدين بالسياسة