أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - أسئلة مُقلقة حول الإسلام الكوردي















المزيد.....

أسئلة مُقلقة حول الإسلام الكوردي


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 08:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالرغم من تشتت الخطاب السياسي الكوردي في المسألة السورية ، إلا أنه من الملفت للنظر أن الفصائل الكوردية بمعظمها ، سواء تلك التي اقتربت من المعارضة أو ابتعدت عنها .. لم يستطع الخطاب الديني المتزمت أن يتحكم في بينتها ، أو يطغى على التميز القومي لها ولا أن يطمس ملامحها.. بدءاً من الراية المرفوعة، ومروراً بالشكل الخطابي والشعاراتي ، أو حتى من خلال تسمية التشكيلات المقاتلة .. وانتهاءا بالمقاتلين علىى خط المواجهة من كلا الجنسين ، إذ لم نسمع عن الكورد أن يتنادون بالأسماء او الألقاب أو بالكنى الأسلامية ..كما هو الحال في معظم الفصائل الإسلامية المعارضة و المقاتلة.
وما زال يتساءل كثيرون عن السر وراء عدم تفشي فكر الإسلام التكفيري بين الشعب الكوردي .. وعدم قدرة الفكر الوهابي على الإستفحال بين رجال ونساء الكورد ، كما فعل واستحكم بالخطاب الديني والوعي الاسلامي عند أغلب الشعوب العربية..
لا يخفى على أحد أن ذكر الكورد في كتب التراث الاسلامي قد ورد بشكل غير مُرضٍ ، وأن كثير من المسلمين ينظرون إلى الشعب الكوردي على أن اسلامه ليس حَسن ..ولا يعتدُ به .
وربما لو تفحصنا ما كتب عن الكورد في كتب الفقهاء والمفسرين المسلمين لعرفنا السبب ..وعلى سبيل المثال لا الحصر ..
فقد أخبرتنا كتب التراث الاسلامي السنّي أن الأكراد جيل من الجن كُشف عنهم الغطاء!.. وقلة قليلة من المسلمين الكورد ، الذين يعرفون أن هذه العبارة جاءت مرويةً على لسان عمر بن الخطاب عن النبي محمد .. ليس هذا فحسب بل وتخبرنا الكتب الدينية الصفراء، بأنهم سموا كورداً لأن النبي سليمان قال : أكردوهم إلى الجبال ، عندما اشتكى إليه بعض الناس من قوم يقطعون الطرق ويشيعون الفساد. كما جاء في محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني - ص 160 ..
وأما المصادر الشيعية فقد نقلت أيضاً رواية الكليني.. عن نصيحة ابا عبد الله عليه السلام، حين قال : يا أبا الربيع لا تخالطوهم ، فان الاكراد حيٌ من أحياء الجن ، كشف الله تعالى عنهم الغطاء فلا تخالطوهم » (الكافي5/158 رياض المسائل للسيد علي الطباطبائي ج1 ص520 جواهر الكلام – الشيخ الجواهري ج 3 ص 116
وأيضاً جاء في تفسير بن كثير 4-242 حدثنا ابن أبي خالد عن أبيه قال : نزل علينا أبو هريرة ففسر قول رسول الله : [ تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ] قال : هم البارزون يعني الأكراد وقوله تعالى : { تقاتلونهم أو يسلمون } يعني شُرعَ لكم جهادهم وقتالهم فلا يزال ذلك مستمرا عليهم، ولكم النصرة عليهم أو يسلمون، فيدخلون في دينكم بلا قتال بل باختيار .
ومن السهل أن نلاحظ مما سبق ، أن الكورد غير محمودي الذكر والسيرة في الكتب والمرويات الاسلامية، ولكن بعيداً عن البحث الديني أوالفقهي لتلك الاحاديث او المرويات .. السؤال الذي يبقى عالقاً في الذهن .. مالذي جعل الاسلام الكوردي أكثر اعتدالا بين اسلامات الكثير من الشعوب المجاورة .؟ وهل هي طبيعة هذا الشعب ..؟ أم بسبب هيمنة عاداته وتقاليده وأعرافه والتي لم يستطع الدين أن يخترقها وبالتالي بقيت عصية على فرض التغييرات المفروضة من الخارج ..؟ رغم مرور هذا الشعب بأقسى الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بل وحتى احياناً التغييرات الديمغرافية، التي فرضت عليه في أوقات كثيرة من التاريخ ..
لماذا لم يستطيع جلباب الاسلام السياسي صبغ الوجود الكوردي أو لفح البندقية الكوردية بالراية السوداء أو البيضاء ..؟؟ ولماذا لم تتمكن سطوة الاسلام من زهق الشخصية الكوردية تحت مسمى هذا الصحابي أو ذاك ..؟ كما فعلت بكل الفصائل المقاتلة الأخرى تقريباً . هل يا ترى بسبب عدم تمكن الاسلام الوهابي من التغلغل في المجتمع الكوردي كما فعل في المجتمعات العربية أم أنه بسبب يقظة الوعي القومي عند الشعب الكوردي ..؟ ام هل يا ترى بسبب عدم تمكن التراث الاسلامي من من السيطرة والانتشار في الوعي الكوردي بعد ..
الكل يعلم أن الشعب الكوردي بأكثريته يدين بالاسلام ولكن برزت في الآونة الأخيرة أسئلة كثيرة شغلت بال الباحثين ولفتت النظر بجدية الى طبيعة اسلام الشعب الكوردي..إذ نادراً ما تجد بين الكورد من يطالب بحكم الشريعة والخلافة على منهاج النبوة ..
ولذلك ما تزال العقول البحثية متسائلة، عن الطريقة التي صاغ بها الكورد اسلاماً يناسب تاريخهم ، ولم يرضخوا أن يكونوا كورداً يناسبون الاسلام بقضه وقضيضه .. وهل نستطيع أن نقول عن الاسلام الكوردي اسلام شبه علماني او معتدل .. أم هو اسلام صوفي يتوافق ومبادئ الإنسانية.. وكيف أستطاع أن يكون إسلاماً أقرب إلى الاسلام المكي الأول المتسامح .. لم يلوثه ابن حنبل ولا ابن تيمية بفتاويهما المثيرة للغثيان ولم يغرق بأحاديث الوطء والنكاح والطهارة والمحيض والجهاد والغزو للبخاري ومسلم .. كما ولم يسمح لإرهاب ابن عبد الوهاب أن يتحكم في المجتمع الكوردي.. كما هو اسلام إنساني لم يسمح لفقهاء الارهاب مثل سيد قطب والقرضاوي وغيره أن يستنبتوا أفكارهم الرديئة فيه ولا يتيح لهؤلاء من قتلة العقل أن يعلو لهم صوتاً على سماحة ثقافة هذا الشعب النقي والمحب للحياة ..
أخيراً : ليس من جانب شوفيني مغالٍ أو ممالأة في قومية أو طرف دون آخر . لكن والحق يقال، إن الشعوب التي تقاتل فيها النساء إلى جانب الرجال سيحترمهم العالم الحر عاجلاً أم آجلاً ، وسيتجاوزون في أهدافهم الإنسانية دون أدنى شك ، كل بقايا مستنقعات التخلف أو معتقدات الجهل المقدس التي رافقت تاريخهم وصبغت حياتهم بالتبعية إلى هذا الطرف أو ذاك .
ومما لا شك فيه الإنثى المقاتلة دفاعاً عن حريتها يمكن لها أن تلد أحراراً ، يشاركونها قيماً إنسانية لايعرفها أولئك الوحوش الغزاة القادمون من الصحراء ..
أنهن الكورديات اللواتي لا يختبئن وراء برقع عورة ولا يقتنعن بأنهن ناقصات عقل ، ولا يسعين وراء حرية الغنائم أو يرجون خدر النكاح ،، لهذا إنهن يستحقن صفة الحرائر بحق .
وأنا أؤمن أنهم سينتصرن بالتأكيد على أولئك الهمج من أصحاب القيم الإرهابية من قاطعي الرؤوس ومجاهدي الحرية المنافقة، وسيلتقين في أرض المعركة بالتأكيد مع كل سوري حر شريف .. ليثبتن للعالم أن حرائر الكورد هن حقاً شقائق الرجال، لا يكرمهن الا كريم ولا يهينهن الا لئيم ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر في العبودية
- الإنفعال مقتلةٌ للعقل ..
- خرافة الإعتدال في الإسلام..
- داعش منا ونحن منها ..
- انتظروا القيامة ..
- من هو عدو المرأة ..؟ّ
- الإنهيار المدوّي للعقد الإجتماعي السوري
- فيينا (1) بداية النهاية
- أفكار في الحب
- أسافل القوم..
- أفواه مريضة .. تكشف عن أن للجهل أكثر من عنوان
- رسالة من رجل شرقي ..
- رجم الجهل أولى .. أفلا تفكرون..!
- البراغماتية فلسفة العصر (الفلسفة المنتصرة)
- (الفوقية) ومأزق النقد الحديث
- فن القصة عند العرب
- المسلمون والنداء الحداثي الأخير ..
- في العنف كتاب (حنّه آرندت) - فهم ومراجعة
- قناصو الوهم ..!
- التملق مركب الحقيقة الأفضل


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - أسئلة مُقلقة حول الإسلام الكوردي