مقتطفات من كتاب (الحق الذي لا يريدون)

عدنان غازي الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5007 - 2015 / 12 / 8 - 22:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مقتطفات من كتاب (الحق الذي لا يريدون) للمهندس عدنان الرفاعي
القول بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن كتابة الحديث في بداية الدعوة حتى لا يختلطَ بالقرآنِ الكريم ، هذا القولُ تنقضه الحقائق التالية :

1) استمر نزول القرآن الكريم حتى وفاة النبي .. وبناءً على حجتهم لا بـد أن يستمر النهي عن كتابةِ الحديث ما دام النبي حياً .. فكيف مـن الممكـن أنْ يخـتلطَ الحديثُ بالقرآن في بداية الدعوة ، دون نهايتها .. فهل القرآن الكريم الذي نزلَ في نهايـةِ الدعوة يختلف عن القرآن الكريم الذي نزلَ في بدايتها ؟

2) القرآنُ الكريم نظمه معجز ولا يستطيع بشر الإتيان بمثله ، سواءٌ شخص النبي أم غيره .. والزعم بأنَّ الحديث ربما يختلطُ بالقرآن الكريم عند المؤمنين المكلّفين بكتابةِ الوحي ، هو إساءة ٌ لصياغة النص القرآنيّ ، واتهام لهذه الصياغة المعجزة بأنهـا ليـست معجزة، وبأنها لا تختلف عن صياغة البشر لدرجةٍ يتم الخوف عندها من اختلاطِ هـذه الصياغةِ بكلامِ البشر ..

3) لو سمح للصحابةِ في نهايةِ الدعوةِ بكتابةِ الحديث عن الرسول الكريم، ما امتنـع الصحابةُ عن كتابته بعد وفاة الرسول قروناً من الزمن ، ولَما أحرق أبو بكرٍ وعمـر رضي االلهُ تعالى عنهما ما كتبه بعضهم ..

4) لو كُتب الحديثُ في عصرِ الرسول فعلا ، لوصلنا – نصوصاً – بالتواتر ، ولَمـا كان هناك اختلاف لدرجة التناقض بين روايات الحدث الواحد ، سواءٌ كان ذلك اختلافاً ما بين الطوائف والمذاهب ، أم داخل الطائفة الواحدة والمذهب الواحد ..

5) لو كُتب الحديثُ في عصرِ الرسول فعلا ، لَما كان هناك أي معنى لِما يـسمى بعلم الحديث ، فَعِلْم الحديث هو القواعد والطرق التي اُتبِعت في جمع الحديث من أفـواه الناس للتمييز بين الصحيح منها والموضوع أو الضعيف ..

6) َلما كان نزول القرآن الكريم مفرقاً على مدار ) 23عاماً )، فإنَّ كتابةَ كلِّ مـا يقولُه ويفعله ، يحدِثُ خلطاً بين ما فعلَه كسنة ، وبين ما فَعلَه كنبي وكشخص ..

7) لو كُتِب الحديث في عصر الرسول ككتابةِ القرآن الكريم ولو حفظَ كحفظِ االله تعالى للقرآنِ الكريم، لو كان ذلك ، لتعارض مع كونِ حفظِ االله تعالى مقصوراً على النص القرآني .. { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (سورة الحجر 9)

8) زعم بعضِهم بأنَّ نهي الرسول عن كتابة الحديث في بداية الدعوة قـد نسخ بإباحةِ هذه الكتابة في نهاية الدعوة .. هذا الزعم .. يتعارض مع كونِ بداية نـزول القرآن الكريم كان في مكّة ، وحين ذلك لم تكن كتابة السنة موضع تفكير مـن أحـد بسبب الظروف الصعبة التي مرت على الرسول هناك ..

9) لو كُتب الحديث في عصر النبي لوصلتنا جميع خطبه ، أو علـى الأقـل معظمها ، فأين هي النصوص التي تسطّر خطب الجمعة التي ألقاها rفي المدينة ؟ .. بمعنى أين هي الصحف التي نقل إلينا من خلالها خطب النبي ، بعيداً عـن حـدثنا وسمعنـا وأخبرنا ، فكتابة خطب الجمعة أولى بكثير من كتابة أحداث جزئية محدودة ..

10) لو كُتب الحديث في عصر النبي الكريم .. لتركّزت شروط الصحة على المتن ولـيس على السند .. ولكن ما نراه أنّ شروط الصحة تتركّز على السند دون المتن ..

#عدنان_غازي_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات