فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 17:18
المحور:
حقوق الانسان
لايکف النظام الديني المتطرف في إيران عن ممارساته و أساليبه القمعية التعسفية ضد الشعب الايراني، ولا توجد شريحة أو طبقة أو طيف من الشعب الايراني قد أمن أو سلم من شرور و عدوانية هذا النظام الذي يستخدم الدين کوسيلة من أجل تحقيق غاياته.
تحت ستار و غطاء القضايا الامنية المتعلقة بجرائم الانترنت، أعلن قائد الشرطة في العاصمة الإيرانية طهران، اللواء حسين ساجدي نيا، اعتقال 723 ناشطا على شبكات التواصل الاجتماعي في طهران وحدها، وذلك ضمن حملة أمنية تقوم بها السلطات قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في فبراير المقبل. قائد الشرطة المذکور الذي إستطرد متحدثا عن تلك الاعتقالات"إن الاعتقالات تمت بسبب ازدياد جرائم الإنترنت، كالسطو على الحسابات المصرفية والاحتيال والتلاعب بالبيانات الشخصية وانتهاك خصوصية المواطنين"، لکن وکما أکدت منظمات حقوقية أن أغلب تلك الاعتقالات تمت بناءا على خلفيات سياسية بحتة.
المشاکل و الازمات التي تعصف بالنظام و تضيق الخناق کثيرا بسبب تداعياتها على الشعب الايراني خصوصا الطبقات المحرومة و المسحوقة منه، ولإن هذا النظام يعي جيدا بإن السخط و الغضب لدى هذه الطبقات قد بلغ حدا لايطاق، فإنه و من أجل أن يحول دون الانفجار الکبير و حدوث إنتفاضة واسعة ضده نظير تلك التي حدثت في عام 2009، فإنه يلجأ الى تشديد إجراءاته القمعية و يصعد منها بهدف إرعاب الشعب و دفعه الى إلتزام الصمت و عدم التحرك ضده.
الاعدامات و الاعتقالات و إصدار القوانين التعسفية الجائرة، هي اللغة التي يتعامل بها النظام الديني المتطرف مع أبناء الشعب الايراني، وعلى الرغم من إن معظم السجون الايرانية مکتضة بالسجناء بأضعاف طاقاتها الحقيقية، لکن النظام مع ذلك مازال يراهن على السجون و على إعتقال المزيد و المزيد من أبناء الشعب دونما توقف فيما لاتتوقف ماکنة الاعدام عن حصد أرواح أبناء الشعب، وفي ظل کل هذه الاوضاع فإن النظام يعتقد بإنه و عن طريق القمع و الاعتقال و الاعدامات و التضييق على الحريات، بإمکانه أن يبقى ماسکا بزمام الامور، لکن الذي يجب أن نأخذه هنا بنظر الاعتبار هو إن الاوضاع في إيران قد وصلت الى مفترق بالغ الخطورة بحيث لايمکن ضمان السياق الذي ستتوجه إليه، ومن دون ريب فإنه وکما أکدت المقاومة الايرانية و بصورة مستمرة فإن الانتهاکات واسعة النطاق لحقوق الانسان و قمع الشعب الايراني قد وصلت الى ذروتها ولايمکن ترك النظام الديني المتطرف في طهران يقوم بممارساته اللاإنسانية هذه، وإن الحل الامثل و الوحيد يکمن في خيارين لاثالث لهما وهما:
ـ إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي.
ـ تغيير النظام من خلال إسقاطه و الاتيان بالبديل الديمقراطي المٶ-;-من بحرية و تطلعات الشعب.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟