أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بيتر ابيلارد - الإسلامويون والعمى الفكري الإختياري















المزيد.....

الإسلامويون والعمى الفكري الإختياري


بيتر ابيلارد

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن من المستغرباً عندي أن يكتب شخص بمكانة الدكتور محمد سليم العوا في موضوع أحداث الإسكندرية والتي أرفض أن أسميها فتنة طائفية أو أي من المسميات التي صُدعنا بها في العقود الأخيرة.
لكن الغريب عندي هو ما كتبه الدكتور العوا وهو خبير القانون الدولي، وهو أيضا أستاذ باتشريع الإسلامي.
أما أسباب إستغرابي فهي عدة ولكن قبل عرضها دعني أوضح أولا ما أنا لست بصدده هنا:
أنا لست بصدد الدفاع عن المسرحية أو الهجوم عليها حيث أني لم أشاهدها وما نقل عنها هو في مصادر غير موثوقة عندي كالأسبوع، الميدان، وغيرها. أم سبب عدم ثقتي بهذه المصادر هو أنها تكلمت في الماضي عن أمور أعرفها شخصيا وكنت حاضرا فيها وعندما تناولتها هذه الجرائد وغيرها كانت تتناولها بكذب صُراح وفج.
الأمر الثاني أنا لست بصدد الدفاع عن البابا وال الكنيسة القبطية لأني أولا لست من رعاياه ولا من أعضاء كنيسته، فأنا مصري المولد، ولدت مسلم الديانة وأخترت المسيحية بكامل حريتي دون ترغيب ولا ترهيب ولم أنتمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ثانيا أعتقد أن البابا أقدر على أن يدافع عن نفسه لو أختار؛ أو أن يُلزمنا باحترام صمته لو أختار الصمت.
والآن نأتي إلى مقال الدكتور العوا ويعنيني في هذا المقال أمرين أهم من غيرهما.
أولا: يعرض الدكتور العوا مفهوماً إسلاميا على أنه هذا هو الإسلام وهو كرجل قانون، وأستاذ شريعة يعلم جيدا أن هذا رأيه الشخصي، وأنه ليس هناك كثيرون يتفقون في طرحه. بل هنك من يكفره بسبب هذا الطرح.
الثاني: هناك في المقال إما تدليس واضح، أو إخفاء للرئس في الرمال. وهما إتهامان أوردهما الدكتور للبابا وشيخ الأزهر وغيرهم دون دليل ولكنه سقط فيهما إلى شحمة أذنية.
المفهوم الأسلامي للعوا:
يعلم الدكتور جيدا أن فكرة المواطنة التي ما دأب هو وشيخيه القرضاوي والغزالي على طرحها ليست من المتفق عليه بين علماء المسلمين حتى يعرضها علينا وكأنها أمر مُسلم به. فلم يتفق معه المسلمون على أن أهل الكتاب والمسلمين سواء لا في الأعراض ولا الأموال ولا في أي شيء. وهو يعلم أن هناك أدلة في الجانبين. وأنا لا أحاول ترجيح كفة على الأخرى لكن كان يجب عليه وهو من هو ألا يلقي الكلام جزافا وبصيغة مريبة مثل: "المسلمين والأقباط الذين يعيشون في هذا الوطن إخوانا فيه لا يميز بينهم سوى صلاة هذا في المسجد وصلاة هذا في الكنيسة" و "وأحكام الشريعة الإسلامية التي لا خلاف فيها بين المسلمين" فالدكتور يعي جيدا الخلاف الفقهي الإسلامي في هل أن مسيحيي اليوم من أهل الكتاب أم لا وهل دمهم ومالهم معصوم أم لا وهل تٌقبل منهم الجزية أم أن خياريهم هما الإسلام أو القتل وغيرها من القضايا الفقهية التي يعيها هو جيدا كرجل قانون. وهو يعلم أيضا أن أحكام الشريعة الإسلامية لا يوجد إتفاق فيها بين الفقهاء فما باله يتكلم وكأنه لا لا خلاف بين عامة المسلمين.
يا دكتور
ماذكرته إما أن يُعتبر تدليسا على القاريء لا يجب أن يصدر عن شخص في مكانتك العلمية، أو وهو الأدهى يعتبر مصادرة لكل من يخالفك في الفكر وإعتباره من غير المسلمين.. لأنه إذا قٌريء كلامك بأن باتفاق المسلمون على أحكام الشريعة ثم يرى أي دارس للإسلام هذا الكم من الخلاف.. ألست معي في أنه سيحكم بإحدى ثلاث؛ إما كذبك أو جهلك أو عدم إعتبارك للمخالفين مسلمين؟؟!!
وهل كانت الفتنة نائمة
يخبرنا الدكتور بأن الجماعة الوطنية المصرية "لا يطغى فيها أحد على أحد، ولا يستكبر فيها جانب على الأخر" و أنه يكفر المنمي لدين الإسلام إذا "أساء إلى دينهم، ولا يتم إيمانه بدينه الإسلام إلا إذا آمن بنبيهم ورسالته وصديقية أمه البتول" و أن تعامل للمسلمين مع المسيحية يلتزم بـ"منتهى الآدب والتوقير للنبي عيسى" ويقول "وإسلام لا يقر العدوان على الأنفس والأموال..."
يادكتور مرّة ثانية هذا الكلام لا يخرج من رجل مثلك له دراية واسعة بالكتابات الإسلامية ولكن ربما هو السن فدعني أنشط ذاكرتك قليلا حول هذا الإحترام، ولن أفعل ذلك باقتباس عوام المسلمين بل علمائهم وليس المتطرفين فقط بل المعتدلين أيضا ولنبدأ بأكثرهم إعتدالا والذي أعتبره البعض مدافعا عن قضايا المسيحيين ولننظر ما يقول سيد القمني في أحد كتبه (إسرائيل التوراة التاريخ التضليل) عما يأخذه المسيحيون ككتاب مقدس لهم وكيف يصفه:
"الخرافة في العهد القديم" ص 35 "وسنحاول هنا ضرب بعض الأمثلة التي تدخل روايات التوراة في عداد الخرافات البسيطة" ص37 " فإن النص التوراتي من وجهة نظرنا ليس أكثر من وثيقة أسطورية" ص 40 " "في الكتاب المقدس سفر كامل لا يمكن تفسيره إلا في ضوء العبادات الجنسية" ص49 "ولكن هذا الإله الصحراوي (إله اليهود والمسيحيين) أصبح على يدي الأنبياء أمثال أشعيا وعاموس وميخا إلها عالميا يأمر بالمحبة والعدل" ص68 "ولنبدأ بنص التوراة الذي يحكي نصا فجاً من الخرافة" ص 185 "والمعتاد على قراءة ذلك الكتاب –يقصد الكتاب المقدس – لن يجد غرابة في تناقض الرب" وغير هذا الكثير الكثير فهل هذا يدخل يادكتور في أساليب النقض الملتزم ومنتهى الأدب والتوقير لمعتقدات الآخر؟ ولكن ربما قلت لنا أن القمني لا يُحسب على الإسلاميين ولك في ذلك حق فما رأيك بالشيخ الإخواني – وأحسبك إخوانيا – محمد عبد الله الخطيب في فتواة المنشورة في مجلة الدعوة لسان حال الإخوان في عدد ديسمبر 1980 ص 40 (لاحظ قُرب التاريخ من أحداث قتل المسيحيين في الزاوية الحمراء) والسؤال كان حول حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام؟ وأجاب الشيخ بقوله: حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام على ثلاثة أقسام:
الأول: بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادي والعاشر من رمضان وحلون وهذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة ولا بيعة.
الثاني: ما فتحه المسلمون من بلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر والقسطنطينية بتركيا فهذه أيضا لايجوز بناء هذه الأشياء وبعض العلماء قال بوجوب الهدم لأنها بلاد مملوكة للمسلمين
الثالث: ما فتح صلحا بين المسلمين وبين سكانها والمختار هو إبقاء ما وجد بها من كنائس"
هذا هو الفكر اإتدالي الإخواني والسؤال طبعا ما حكم من حرق كنائس المعادي أو الإسكندرية يا دكتور؟ وهل ترى أن في كلام المفتي الإخواني وحدة رائعة بين المسلم والقبطي؟ لنستمر ونأتي على ما قاله الإمام ابن القيم الجوزية في كتاباته ووصفه للمسيحية: "دين أُسس على شفا جرف هار فانهار بصاحبه في النار، أسس على عبادة النيران وعقد شركة بين الرحمن والشيطان، دين أسس على عبادة الصلبان والصور المدهونة في السقوف والحيطان" ... "المثلثة أمة الضلال أو عُباد الصليب" ... "فدينهم شرب الخمور وأكل الخنزير وترك الختان والتعبد بالنجاسات واستباحة كل خبيث..."الذين أختاروا صلاة يقوم أعبدهم وأزهدهم إليها والبول على ساقه وأفخاذه فيستقبل الشرق ثم يصلب على وجهه ويعبد الإله المصلوب ويفتح الصلاة بقوله ‘يا أبنا الذي في السماء...‘ ثم يحدث من هو إلى جانبه وربما سأله عن سعر الخمر والخنزير وعما كسب في القمار وعما طبخ في بيته وربما أحدث في صلاته وهو لو أراد لبال في موضعه" (من كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى)
وأنا هذه الإقتباسات لم أتعد الصفحات العشر من الكتاب ويمكنك الحصول عليه من أي من مكتبات مصر التي تتعامل مع الآخر بمنتهى الأدب والإحترام. فهل هذا هو أسلوب التوقير الذي تريدنا أن نخاطب به المسلمين يا دكتور؟ ولكن ماذا عن مقولتك أنكم تحترمون نبينا !!؟؟ وهل ياتُرى هذه أيضا صفة صلاة أصدقائك من المسيحيين؟!
إن ما تسميه أنت إحتراما بالنسبة لنا هو إهانة لماذا؟ تخيل معي إذا تفضلت أنت وناديت على القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بقولك يا سعادة اللواء مبارك! هل تتخيل أنه سيجد في هذا اللقب تكريما له؟
عندما تقول لمسيحي أن ما تعتقد أنت أنه الله الظاهر في الجسد لا أعتبره أنا إلى نبي فهل تظن أننا نرى هذا تكريما؟
ولكن لنترك لك هذه ونطلب منك كما طلبت أنت من غيرك أن يبحث بنفسه أن تحاول الحصول على أي من كتابات القدياني ديدات والتي تطبع وتوزع في مصر وأقرأ ماذا يقول عن المسيح. فهل ترى أن جملة مثل "أن المسيح لن يجلس مثل البطة" "أن المسيح أفشل نبي في التاريخ" هي من جمل التعظيم والتكريم؟
ولنأتي أخيرا إلى ما أعتبره أنا أهم جزء في مقالك وهو قولك عن القانون المصري أنه يجب أن يطبق على غير المسلم وعلى المسلم سواء بسواء.
- وأسمح لي أن أطرح بضعة نقاط بما أنك تقول لنا أن القانون ينبغي المساوة بين الجميع أمامه فهل ترى أن القانون يجب أن يكفل للمسيحي حرية الدعوة العلنية لدينه في وسائل الإعلام بما إنه مساوٍ للمسلم في الحقوق والواجبات؟ دعنب لا أثقل عليك ولأنقل لك جوابك الذي قلته في قناة الجزيرة " إذا كان الهدف من هذا الطلب هو أن تتم الدعوة من خلال وسائل الإعلام المصرية إلى المسيحية فهذا أمر لا يجوز لأن مصر دولة إسلامية بموجب دستورها"
- http://www.al-araby.com/articles/939/041219-939-dlg01.htm
فهل هذه هي المساوة في نظرك يادكتور؟
وياليتك تخبرني كم مسيحي حُبس لأنه تحول للإسلام؟ ويمكنك الرجوع لتقارير منظمات حقوق الإنسان في العشرين سنة الأخيرة فقط لتعرف العدد الذي ألقي به في السجون من المتنصرين.. بعدها حدثني عن المساوة.
وأعتقد من المساوة بما أنك إلتمست العذر لمن أحرقوا الكنائس بأنهم كانوا في ثورة لدينهم فأعتقد أن يجب أن تلتمس العذر لم يقرأ كتب المسلمين بأن يقوم بحرق الأزهر على رأس من فيه، فهو أيضا يُلتمس له العذر.
وتحياتي لكل المعتدلين جدا قوي خالص



#بيتر_ابيلارد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بيتر ابيلارد - الإسلامويون والعمى الفكري الإختياري