المخابرات الأمريكية وصناعة الإسلاميين

طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5005 - 2015 / 12 / 5 - 19:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المخابرات الأمريكية وصناعة الإسلاميين
طلعت رضوان
من بين كوارث الثقافة المصرية السائدة (طوال العهود السابقة على يناير2011) التعتيم على دور المخابرات الأمريكية فى دعم الأصولية الإسلامية ، خاصة التى تنتهج العنف المسلح ، حدث هذا التعتيم من كل أجهزة الدولة ، رغم الكتب العديدة التى أرخـّـتْ ووثــّـقتْ العلاقة بين الأصوليين الإسلاميين والمخابرات الأمريكية ، ومن بين تلك الكتب كتاب (لعبة الشيطان : دور الولايات المتحدة فى نشأة التطرف الإسلامى- تأليف روبرت دريفوس- ترجمة أشرف رفيق – مركز دراسات الإسلام والغرب) فذكر أنّ الإدارة الأمريكية درستْ مع السعودية إنشاء رابطة إسلامية وذلك منذ الأربعينيات ومن هنا نشأ التحالف السعودى/ الأمريكى بحجة محاربة الشيوعية. وأنّ أنور السادات ساعد التوسع الأمريكى فى الشرق الأوسط ، وأقام علاقة مع المخابرات الأمريكية وهنرى كيسنجر (مستشار الأمن القومى الأمريكى) عام1971وفى العام التالى طرد الخبراء السوفييت من مصر. وأنّ المخابرات الأمريكية كانت (سعيدة) بتودد السادات للإخوان المسلمين . وأنه سمح للبنوك والمصارف (الإسلامية) العمل فى مصر، لتشديد قبضته على السلطة. وبعد الغزو السوفينى لأفغانستان تعاون السادات مع أمريكا والسعودية وباكستان فى إرسال (المجاهدين) إلى بيشاور للمشاركة فى الحرب . وأنّ إسرائيل دعـّمتْ الإخوان المسلمين فى حملتهم الإرهابية ضد سوريا ومنظمــــــــــــــــــة التحريــــر الفلسطينية.
وخلال الإنقلاب ضد حكومة د. مصدق رئيس وزراء إيران ، والذى دبّـرته المخابرات الأمريكية ، تمّ تمويل أحد الآيات بالمال لتأسيس حركة الأنصار فى الإســـلام ، وهى حليف إيرانى مُـتشـدّد للإخوان المسلمين . وأنّ إسرائيل هى التى أنشأتْ منظمة حماس . وأنّ المسئولين الأمريكيين كانوا يعرفون أنّ إسرائيل تــُـدعـّـم الإسلاميين فى الأراضى المحتلة. وأنّ الإسرائيليين يزرعون التطرف الإسلامى لمواجهة الفكر القومى الفلسطينى . وأنّ إسرائيل سمحتْ بازدهار الإسلاميين لضرب حركة فتح الفلسطينية . وعن العلاقة بين السعودية وأمريكا جاء فى إعلان الرئيس الأمريكى روزفلت إنّ ((الدفاع عن السعودية أمر حيوى للدفاع عن الولايات المتحدة. وأنّ السعودية خاضعة للحماية الأمريكية)) وكتب مسئولون أمريكيون ((عن فائدة الإسلام فى الاستراتيجية الأمريكية)) وأنّ أمريكا ((ضد العلمانية والقوى القومية فى دول العالم الثالث)) وأثناء الحرب ضد السوفيت فى أفغانستان فإنّ المخابرات الأمريكية طبعتْ آلاف النسخ من القرآن لتوزيعها على من أطلقتْ عليهم (المجاهدين)
ومن الأمور المسكوت عنها أنه أثناء احتجاز الرهائن الأمريكان فى إيران ، فإنّ مسئولى حملة ريجان وبوش دخلوا فى محادثات سرية مع زعماء إيرانيين لمنع إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين ، وكل ذلك بهدف دعم حملة ريجان الإنتخابية ، والدليل على ذلك أنه تمّ الافراج عن الرهائن الأمريكان بعد (دقائق) من حلف ريجان اليمين الدستورية كرئيس لأمريكا . وتمّ إرسال أسلحة أمريكية لإيران فى حربها ضد العراق ، فى فضيحة إيران- كونترا بين عامى1984- 86 ، وأنّ وسيط صفقة السلاح الإسرائيلية الإيرانية كان أبو القاسم كاشانى رجل الدين الإيرانى . وأنه حدث تعـــــــاون إيرنى/ إسرائيلى فى ضرب المفاعل النووى العراقى فى يونيو1981. ومن عام 1980 إلى 87 كان الإسرائيليون يعقدون اجتماعًا (شهريًا) فى أوروبا مع إيرانيين من القوات الجوية الإيرانية. وأنّ المخابرات الأمريكية تعاونتْ مع آيات الله الإيرانيين للتخلص من الحزب الشيوعى الإيرانى . وأمدّت إيران الخومينية بكل المعلومات عن الجيش العراقى والمفاعل النووى العراقى .
ونقلا عن مسئولين فى الإدارة الأمريكية فإنّ الحرب ضد السوفيت كلــّـفتْ أمريكا 3ملياردولار، وقتل مئات الآلاف من الضحايا . وأنّ هناك صلة مباشرة بين الحرب الأفغانية والوجود العسكرى الأمريكى فى كازاخستان وأوزبكستان وأجزاء أخرى من وسط آسيا الغنى بالنفط . وكذلك لدعم الامبراطورية الأمريكية فى الخليج العربى . وقال كارتر ((ليكن موقفنا واضحـًا فإنّ أى محاولة من قوة خارجية للسيطرة على الخليج العربى سنعتبرها اعتداءً على مصالحنا الحيوية)) وأنّ الزعيم الإسلامى حكمتيار نال نصيب الأسد من الأموال الأمريكية. ونال إعجاب المخابرات الأمريكية خاصة وقد كان يلقى حامض الكبريتيك الحارق على وجوه النساء الأفغانيات . ويسلخ المعارضين وهم أحياء.
000
هامش (1) المؤلف : روبرت دريفوس - صحفى أمريكى مستقل له العديد من الكتب فى فضح الإدارة الأمريكية وتعاملها مع الأصوليين من كل دين . ومن بين القضايا التى تخصص فى الكتابة عنها الحرب على العراق .
هامش (2) الخومينى : قاد ما يُسمى (الثورة الإسلامية الإيرانية) وأمر بقتل الآلاف من الشعب الإيرانى ، بما فيهم من كانوا معه من الإسلاميين لمجرد أنهم اختلفوا معه فى بعض الأمور (الشكلية) وقال عنه بعض الإيرانيين أنه فى عام1953 تعاون مع المخابرات الأمريكية فتولى تنظيم الاحتجاجات ضد حكومة د. مصدق الذى أمّم البترول الإيرانى ، بهدف عودة الشاه للحكم .
***

#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات